السبت، 19 سبتمبر 2015

من صٓباحَات الحَالمين ! ، قصاصة "22"







الساعة الآن ...
السابعة إلا قلبي ....  صباحاً
!

،
أجلس على كرسيّ أزرق بغرفتي ... 
موضوع بقرب مكتب يُطل على نافِذة جميلة
لولا أن السياج يُميت جزءاً من هذا الجمال ...
!

أقضم قطعة من خبزة بالحُمُّص 
وأشرب عصير مانجا 

أرسِل عينيّ في جزءٍ من الصباح
والذي ينكشفُ لي من هاته النافذة المُقيّدة 
!
،

أتكلم مع نفسي وبي غِصة :
"إنه لا يكفي أن تَنْظُر من النوافذ كي تعرف جمال الصباح
لا يكفي المُتأملون ...
 هاته النظرات المسروقة من شُبّاكٍ مسيّج
 لكي ترى ما تهفو إليهِ النّفس ...!!"

،

"السماء"
هذا البِساط الخرافيّ العملاق ... 
المُزرقُّ والممتد !
ما بين ساحاتِ ضلوعي وفضاءات الروح !
   
والذي يُذكّرني بأنفاس الخريف الناعمة
و بخُطايَ الهادئة الرقيقة 
وأنا أتمشّى بٍخفة 
تحت شجر الكينيا العريق ... 
في يومٍ ما من أيام ٢٠٠٧
!!!
لم يكن يشغلني شيء حينها
سوى التمتُّع بحلاوةِ الروح ...
وخفّة الخطوة ...
ورائحة الصباح ولون الشجر ....
،....


شارع المكتبة العريض ...
 مِثْلَ جبهةٍ بيضاء أعرفها جيداً ...
/
الواسع ...
 مثل اتساع النفس إذا أحبّت !!!
،

رائحة أوراق ما ....
 كنت أقرؤها "بنهم" !
ومازالت .... غالية على قلبي ....

،
خيالٌ يبتعد ... 
لكنهُ ثابتٌ مهما ابتعد !!!
،

صوتُ الأغنية الوطنية 
 "بلادي_ يا أرضَ الجدود " ...
والتي كانت تصدح في مدرسة "زهرة الإعدادية "
فتملأ صدور اليافعين شباباً وحُباً للوطن ... 
لقد كانت قريبة جداً من ذاكَ المكان
وقد أنهيت دراستي فيها قبل سنين !!
،


البحر !!!!!

ماذا يفعل البحر الآن ،؟!
وماذا يفعل فِيهِ الهواءُ العليل 
إذا ما مرّ عَلَيْهِ بكل يوم !!
في أواخِر أيلول وفي تشرين
ليَهُزَّ الأموجَ والقلوب  
ولم يتنشّقهُ صدري ولو مرّةً واحدة !!

!

آااااااه " ما أعمق هذه الصور
ما من شَيْءٍ  يُؤنس الروح ...
 إذا شعرت بأن كل ما هو صافٍ بريء يتوّقّف
وأن كل ما هو جميل ينقضي ... 
من غيرِ تعويض !!!!

،

ربما أمامكَ الكثير تفعله 
لكي  تكتشفَ الصباح !

عليك أن تنزل مُترجّلاً إلى الشارع ...
قبل أن تميل الشمس ..
 ويخرج الناس من بيوتهم !
 وتمشي في الطرقات 
! تبحث عن معنىً ما _فُقِد منك_ !!

وما أكثرَ المعاني التي تُفقَد
 هنا في غزة !!!
،
لكنها أيضاً كثيرةٌ جداً
تلكَ المعاني التي تجدها هنا في غزة !!

ربما ترى شجرَ السرو الساهم الطويل ...
فتشعر بالشموخ ...
 وتنهَض في مشيِك وتستقيم

،
ربما تُصادِفُ وردةً ...
 تُركت تنمو من غيرِ قصد
فتتذكّر "حبيب" 
حالَ بينهُ وبينَكَ القدر !!
فلا يسعُكَ ... 
إلا أن تلتقِط لها صورةً 
ثم تُلقي عليها السلام  
!

،
أو ربما تُنصِت لأصوات العصافير
وتراقبها وهي تسافر في الفضاء ...
لا همُّ يُحزنها ولا بالُ يشغَلُها
....
فتبقى لتنظر نحوها حتى تغيب
لتتذكر كل النهايات ....  بحلوها ومُرّها 
!
!

رُبما يُلقي التحية عليكَ كل من مرّ  ،
فيتجلى لَكَ صفاء القلوب صباحاً
وتتأمل ..

 كم هُوَ الهدوء الصباحي نعمة عظيمة
ومتعةً لا يفهمها من حُرِمَ منها ....
فـيَروقُ لَكَ التخاطب مع الذات ...
والتماس التسامح حتى مع من لا تُحِب !

فتُلقي كل الضغائن جانباً
وتتناسى الهموم ...
لتبدأ يومك هادئ سعيد ... 

!

وربما .....
تبقى كالمتأملون من خلفِ شُباكٍ مُسيّج !!!

تجلس على كرسيّ أزرق ...
وتسمع عبر الراديو
 ما تيسّر من سورة النور بصوت "المنشاوي" 
!
أو يطغى على الأثير صوت القدس
بالأخبار والمقالات والأناشيد والقراءات !
،


أو ربما .............

يُلقي بكَ الحنينُ على أعتاب لحنٍ لفيروز !
فتُرسِل بصركٓ نحوَ النافذة
 
 وتغنّي بشرود .....

 
"سألتك حبيبي"
 لـ وين رايحين .....
 !!!


وتبقى على الكرسي ....


تبقى هكذا ....

تغني وتنظر ....

     و تنظر .... وتنظُر !
!
!