السبت، 28 مارس 2015

الأحد، 22 مارس 2015

أيامي بقربكِ .. كُلُّها أعـــَـياد .../






يا أُمّي
 يا شمسَ الصَّباحِ الدافِئة  
وزهرةَ البساتين  ..
وأصفى نسمات الربيع ...
و لم يكن الربيعُ عيداً لكِ 
وكنتِ أنتِ دوماً عيداً للربيع 
وعيداً لكلّ الأيام والفصول ...
وربيع القلب ,
وهديّةَ العمر 
وأيقونَةَ العَطاء ....
...
ويومُكِ فُرصةً لي وليسَ عيد 
أن أقولَ لكِ كوني دوماً في مكانٍ ما بقربي ....
فكل يومٍ أنتِ فيهِ حولي 
هُوَ لي عيد ...
،
أنتِ كما أنتِ ...
أحبك دوماً وأحتاجِك 
لِفرحَتي أغنية ولدمعتي نِهاية 
ولحياتي سند  ..



وأنتِ كما أنتِ 

أحِنُّ دوماً إليكِ ..
 لضحكاتِك لقصصك 
لجلَساتِك 
ولكلامك ..
 لخُبزِك وشايِك 
ولقسوةٍ ما  ...
 كانت بعينيَّ ملحاً مُعبَّأً سُكر ....
/

لطعم الصفاء قربك .... نكهةً أخرى 
أحنُّ ..
ليومٍ جُرحتُ فيه
فما نِمتِ حتى التَأم ..
،
ليومَ مَرِضتُ ..
 فما شُفيتِ حتى شُفيت 
،
ليوم نَجحت ..
 فكانت دَمعات فرحك 
تسبق بسماتي لكِ ...
...
ليوم حَزنت ..
 فبكيتِ حتى رضيت  ،

ليوم كبرتُ 
فعلمتيني كيفَ أكون 
ومن أكون  ...
,/
،
وجهُكِ زينةُ أوقاتي .. 
ودُعاكِ نشوةَ روحي 
ومُناها  ...
وروحُك احساسي الجميل .. 
بخيرٍ في الدنيا لا يزول ,
,
وأنتِ عبقُ الحنان 
وذاكِرةُ الوجود ... 
وأصلي الرائع النبيل  ..
وحبي الصافي الطويل  ,

كنتُ دوماً في حِماكِ 
لأنكِ دوماً في حما الرحمن 

....

فياربّ أحِطها بحماكَ دوماً من كل شر 

واجعل لها نصيبا في كل خير ..
واغفر لها ,
وأطل لنا في عمرها 
وأنر أيامها بنورك ..
واجمعنا بها دوماً في دنيانا الصغيرة 
واجمعنا بإذنك في روضةٍ من رياضِ جنتك 

...
..
أُهديكِ فاكِهة القصائد 
لمحمود دوريش 
بصوت الرائع |مارسيل|
،



"أحِنُّ إلى خبز أمي "
وقهوةِ أمي 
ولمسةِ أمي 
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ ..
يوماً على صدرِ يومِ ..
وأعشقُ عمري لأني ،
إذا ما متُّ أخجل
من دمعِ أمي 
،
/
أُمي .... 
             أمي ...

.
.


الثلاثاء، 17 مارس 2015

جَــــوارِح /2/ ,....


،/





1/
لقد دخل الربيع 
وكانَ العصفور على النافِذة ..
يُهدي صديقَته الحَب !
وكانت تُصدّق !

2/
أعياد الأم وميلادي وأزماتِ الوطن 
وضيقِ الناس لا فرق ! 

3/
هذا مكتَبي ودفاتِري 
عيد من الأعياد الخاصة 
المتجددة 
في كل اكتِئاب !
!

4/
هذي مُدوّنتي وبيتي الهادىء جداً ..
القديم جداً ..
 فيهِ آمالي , وصور الزمان 
وفيه كل شيء 
مازالَ قيد الحُلْم والانتِظار !
!

5/
ومنذ ذلك اليوم 
الذي تركت فيه قلبي يذهب ..
لم يعد !
ولم يترك لي رسالة!!
أنكرت نفسي ..
 وشطبتها  !

6/
ولكنهُ على غفلةٍ عاد  !
يمحي ما مضى عني كالممحاة ....
ويضع في عنقي ياقةً جديدةً للعاشِقين  !

7/
وشعرته يتجدّد  !!
مثل جلود الكائنات  !
!

8/
ووجدته يخدعني !!!!
إذ تعرّفت على رائحةً ما  ..
تنبَعِث منه !

9/
هل كانَ يحتَرق !؟
أم يطهو نفسه !!

10/
إن تنقُصُ الأغنيات أو تزيد !
 الأشواق سَـ تتسِّع .............
 مثل "العَناوين المهمة" !
مثل اتساعِ موجةِ الماء 
إذا أُلقِيَت فيها الأفئِدة !

11/
وقد ذهَبنا لِبلاد  ..
بلا ثمن  ..
بلا أقساطٍ أو مِحَن !
بلا شكوى وعُدنا ....
نحمل أكفانَ الرّحلة
 والعَذاب !

12/
إنّا مازِلنا نخاف ..
إذا ماصارَ بينَ أيدينا الماءُ والهَواء 
ونحنُ نعجَز عن دفع الثمن !

13/
ما الشيء الذي يكتمل في هذه الحياة ؟ 
سوى فصل الحزن !
لتليق بها صفة
 _الدنيا _ ,

14/
لقد صلّيت من أجل هذا المُعَلّق المُنكَسِر 
ولكن لا شيء بدونه يكتَمل  !

15/
لم يُبقِ التيه شيئاً في شوارع الروح المُفرغة 
سوى أوراق الذكريات المًجفَّفة ..
في شجر القلب الآيِل للسقوط ! 

!

16/
برغم ذلك 
 سأبقى لأكتب ..
 وأغني  ..
قلبك على قلبي ,
,



السبت، 14 مارس 2015

اعـــــذُرِيني , سلوى "41"




،/

غيبي يا سلوى 
أياماً وشهوراً
 وسنين  !

فماذا تركَ حُضورِكْ ؟
_ إن حَضرتِ يوماً_ ؟!
 سوى نُدَباً 
وجروح !
وماذا سَيترُك غيابِك 
سوى أماراتٍ 
وقروحٍ 
وأنين  ..
!

وأينَ _أصلاً_ تغيبين !!!
كِلانا من عالم الميتين !
مهما تمسَّكتِ بقبرِك 
لِهواكِ تعودين 
!

من تُقنِعينَ بذهابك ؟
قلبي أم قلبك !
روحي أم روحِك .... 
أم تُقنِعين الأشواق ؟!!!!
أم  (الأشواك )! التي 
تغرِسُنا غرساً
في جوفِ الحنين !!
!
أم تُقنِعين الحاضِرين 
بغيابِك  !!
وليسَ سِوانا غائِبين 
!

في كل مكانٍ من روحي علامة 
تَشِي بِحُبّك  ....... فانظُري  !!
هل ترين ؟
!
يقولون ...!
أنَّ الأموات يروْنَ
 مالا يراهُ العابِرون !! 
،
مازلتُ 
بقيودي وقيودِكْ ... 
وقيودُ الموتِ أُسجَن !
فاعذُري من كانَ في  الهَوى
 شهيداً / غارِقاً / مِسكين !

!
إن تختفي ....
.
ومهما بَعُدْتِّ !!
سَتُدميكِ المسافات  ..
لن تهرُبي من نَفسِك 
ولسوفَ ... تعودين 
!

لا جَدوى من أي شيء تفعَليه 
في تُربِكِ الحزين ...
!
لا من غيابٍ ولا حُضور 
لا من طيبةٍ أو شرور 
ولا فائدة ... 
من أيِّ نيّةٍ تنوين !
!

ولن تأتيكِ 
أيُّ أسئلةٍ بجواب 
هل نلتَقي مرة 
ونتحدّث !!
هل نجلِس معاً وننظر ...!
 كما لو أننا نعرِف بعضنا لأول مرة 
هل سنتَّضِح يوماً 
أم نبقى غامضين !
؟!
هل سـ يرعُفُ جُرحُنا فجأةً 
من أفواهِنا ؟؟!
أم سيَبقى من صَمتِنا يرعُف!! 
!
ويحتَقِنُ الكلامُ في فَمِنا 
ثُم يُلجَمُ 
من قهرُنا المأفون  !
!

وتنشَطرُ مُهجَتي نِصفينِ 
بلا وعيٍ 
ونقولُ بأنفسنا حتى الرحيل !! 
آهٍ
_ يالِ الجُنون _
هل يُعقلُ ذاكَ الجنون !!!
!

يا سلوى ....
            يا حَبيبتي ,
أشتاقُ إليكِ  ...


كشوقِ الصحراء لقطرةِ ماء 
في يومٍ قيظٍ ...
ولكنّك بعيدة  !!!
هل تفهَمين ....
!
وبُعدُكِ عني  ..
مثل الأرضِ والنجمِ 
فأنتِ في قبرِك وحيدة
وأنا في فضائيَ الحزين 
!
سنبقى مُعلَّقين 
لا قبرُنا _حتى_ يَرتاحُ لنا !!!
ولا إن صعدنا إلى السماء... آمنين !

!
بماذا بعدَ الآن تُفكّرين 
إن كُنتِ حاضِرة ً
أو كنتِ
 على التّخفي تُصرّين ...
فأين ستَذهبين ...!

من ناري التي تكويني 
وتكويكِ 
أينما رُحتِ 
تعودين !

...

أنا لا أتلذّذ بالغِياب 
ولا أتلذذ بالحُضور  ..
ولكني أقولُها مرة 
بِرَغم موتِك 
سـ تَمُرِّينَ ...
 بموتي 
ولسوفَ يحتَقِنُ الكلام 
في فمِنا !
ولسوفَ يَجلِدُنا الحنين  ...
...
لكني أحرِّرْكِ مني
فدعيني أكتب ..
 لا تعودي ..
اقرئيني في كلِّ مرة 
وقتماً تشائين ...

وأكملي موتِك بخير ٍ ...
وعلى ألفِ خيرٍ 
           تُصبِحين 
                     ..!!!




الأربعاء، 11 مارس 2015

كوني بِـخَــــيْر "2" , سلوى"40"/



يا سلوى لا أفهم  !
إن كانَ قلبي يُجافيكِ 
أم يُناديكِ ...
!
!



لا أفهم نفسي وأشواقي ..
ما عَرَفتُ 
طعمَ النومِ
مُذ كنتُ في حُبِّك ..
 مُحاميكِ  !!
/

كانونُ مشى ..
ومشى الشتاءُ ... وأنا !
 مازِلتُ أحلُمُ  ...
أقضي يومي !
 أُناجيكِ !
!

ماذا لو أَتى صيفاً 
جديداً ..
فيهِ الليلُ يطولُ
والقمرُ بطيءْ .. 
والسحابُ يقطعْ مشاويراً 
أحسَبُها عذاباً ...
لو أني أملِك أن أُقاضيكِ  !؟!!!
أقاضيكِ ....
...
وحقي أن تَدفَعي ثمناً 
لمن بنى لكِ "قبراً " 
ظليلاً  ...
أعيدي لهُ روحاً ...
 سُحبت من حلقِهِ 
وقد كَلَّت .. 
وأعيَتها أساميكِ  !

صِراعي كانَ في صدري 
يومَ كَشفتِ عن صِدقِك 
إن كانَ الصدقُ 
يعنيكِ ....

ولكن تجهَلي شيئاً 
يصعَد في دمي لَهَباً  ..
تُشعِلْهُ ألحانِك ... وتُلهِبُهُ
أغانيكِ ...

 فموتُك قالَ لي شيئاً 
تَرسَّخَ في دمي  كالحَفْر 
في صخرٍ ..شَقهُ
نِصفينِ ... يُرضيكِ ؟ !
!
ولمَ الإنكار من بعدِ 
ما بانت ..
وتكشَّفت لي ..  معانيكِ !

/
مالي ومالُ الحُزنُ يا سلوى 
وبي من همّكِ أرتالاً 
وأحمالاً  ..
 إنّي سخيُّ .... إذا طلَبتِ
 أُعطيك ِ ..!

لكني أبدلتُ ناري سلاماً 
وأشعاراً ...
كُلما أفَقْتُ من غِيابي 
أُنكِّلْ بِروحي  !
وأهديكِ ..

ما كنتُ أعشقُ الأموالَ يوماً 
ولا نفسي ..
وذكرتُ راحَةَ البالِ و روحكِ 
لكنها تبقى ... أوهاماً 
 تُناديكِ ..

وسلَبَ القبرُ جَوارِحاً كانت 
أحلى ..
من الأنوارِ ! 
في ليلٍ 
يُناجيكِ  ...

وبقيتُ وحدي  ... 
           وأبقى  ..
بنفسي أكتمُ الشكوى ! 
وأنثُرها ...
 تكونُ مِلح َ
           قوافيكِ !!
            !




الثلاثاء، 10 مارس 2015

ألبوم " لعيون القدس ..نُغَنّي "



لملتُ حبي والرصاص وقلتُ هاكِ ..
ومشيتُ نحو الشمسِ وحدي كي أراك ِ
/
فخذي فؤادي واحضنيه 
بثراكِ شوكاً ازرعيه ...
يُدمي خُطى الأعداء لو داسوا حِماكِ ...
..

أنشودة "بارودتي"
من ألبوم "لعيون القدس نغنِّي " ...
الألبوم الرائع القديم يذكرني بأيام الانتِفاضة الأولى ....
يذكرني ببطولة أطفال الحجارة وبأيام ..
كانَ فيها لقضيتنا قدسية 
،/

ونبيعُ للأقصى الحياة 
إذا هُمُ باعوا الضمائر 

فالفجرُ بعد الليلِ آت 
يُردي الأعادي والسماسِر 

.
.
.



كوني بخـَــيْر ،/ سلوى "39/





انظُريني يا سلوى 
في الأحلام آتيكِ ..
في الآمالِ والأمنيات 
وفي العَبراتِ 
أحكيكِ  .. 
،
انظُريني في لقاء 
بينَ حيِّ وميتٍ ...
وبينَ مُحال في المُحالِ يأتيكِ !

بينَ روحينِ عاشا معاً 
ضَحِكا معاً وتألّما 
مُذ كانت الآمالُ ماضيكِ ...

/
انظُريني يا سَلوى واعلَمي 
أني أُحِبُّ الصدق ..
وأنتِ كذبتِ في موتِك 
وأنا صدقتُ ,
إذ كنتُ الموتَ أُعطيكِ 
!!
وصدقتُ 
إذ أحببتُ كلَّ شيءٍ فيكِ .. 
وكذبتِ ..
 إذ أحببتِ شيئاً ما نقُصَ عليكِ 
وطمِعتِ ..
 بِكُلِّ شيءٍ يُرضيكِ !
!
لكنَّ العِتابَ لميتٍ يروحُ سُدىً 
ويبقى بَعدهُ وجعاً يُعاديكِ ..
لكن !
كيفَ أجرؤ على عِداكِ !
وأنتِ أحب الميتينَ لِقلبي !!
!
كيفَ أخلع من صدري قلباً 
كانَ يُؤويكِ 
!
يا ظِلّي على الأرضِ يمشي 
على الجُدران والأنفاس 
كلما
يرسمكِ .. قهراً 
سأمحوكِ !
!
إن كان الغِيابُ يُنسيني ويُنسيكِ 
فإن الموتَ يشفيني ويشفيكِ 
فكوني هُناكَ أجمل 
وعيشي حياةَ ماضيكِ
، 
وكوني بخير 
واهنَئي ...
 بقَبرٍ 
كل الآمالِ يُهديكِ 



!
،/

الأحد، 8 مارس 2015

"ملامـــح" مشَاعـــر , سلوى_ 38/




تتقلبينَ !
 في قبرِك ...
عن الشمالِ وعن اليمين 
وروحي
 فيكِ تتقلب ..
وتبكي 
وتضحك ! 
وتقسو ... 
وتلين !
!

فيمَ تُرسِلين ؟ 
نَظَراتِكِ المقصوصةِ 
في المدى !
!
لا خيرها ولا شرّها يأتيكِ ..
لا نفعها ولا ضرها يُسديكِ ... 
"بالاً تائِباً "
_لوعةٌ_  !!
"فقط بها" 
                            تُؤويكِ ..........
كم لوعةٍ 
يا سلوى تجمعين !! 
!

يا سلوى 
يا وطنَ الغرباء
وأوطانَ الراحِلين ,!
!

عانقتِ من ؟؟
وأنتِ تَمُدّينَ ذِراعيكِ 
نحو البحر المجهول ...
ونحو السماء المظلمة ...!

فيم تُفكرين  ؟
وأنتِ تَختصرين
 زفراتِكِ  "الطويلة" ...
قد قصُرت  ..!
جدا !
وقسراً ....
مثل دمعة !
 مشاعِرٌ بـ "ملامِح "
تفرُّ على خدك  المسكين
,
كم هي غالية !
ومُسافِرة ...
تُمحى بخفية 
 وفي ضعفٍ تَبين  !

!
!
فيم سلامك 
وكلامِك ؟
فيم صمتِك
 وعِتابك !
 وشبابِك !
يمضي ؟؟؟!
كل يومٍ يمر سنين !! 
سكينٌ ... 
          تِلوَ سكين !

!
ليتَني أفهم 
هل أنتِ فِعلاً هادِئة !
في هذا القبرِ تبتَسِمين ؟ 
لو أني نبشتُ القبرَ 
يا تُرى ؟
 ماذا أرى ؟
وداعاً حالِماً يتوقُ حنين !!
أم صمتاً عارِماً !
يجتاحُ ضجيجَ براكين ! 
!

لكن لا أسى !
هل في الموت شكٌ من يقين !
الموتُ موتٌ إذ يحين 
فيا تُرى ..
هل تكوني من المغفورِ لهم 
يا سلوى
أم تكوني من المُعذّبين 
!

يارب ارفق بسلوى فقد
تعذبت في الحياة سِنين  ...
وأحِطها بعطفِك.. وجودِك 
وارحمها ...
        أنتَ خيرُ الراحمين !
!


الجمعة، 6 مارس 2015

نِعنَاع الجنينــــَة ؛/ _قالَ اليمام_







قالت ليَ اليمامة :
هذه الأرض الخضراء ، والورود المُزهِرة ، وهذا الظلُّ والجمالُ والمساحات .... كلها لكِ , 
قلت لها  : والنعناع ؟!
هل نسيتِ ؟
 لقد اقترَبَ الصيف  ...
وأنا منذُ ذلك الحين أسقيهِ بعيوني وأحرسهُ بمنامي  !
إنه ليسَ لي ! ولكنه لم يكن هُنا قط قبل أن أعتني بهاته الحديقة ..
لقد كانت قبل سنة صحراء جرداء 
تشتاق فقط  .. وتظمأ !
كنتُ أراقِبها من نافِذتي بناظِريّ وكلي أشواق
أن أنبُشها وأزرعها وروداً وإنجيلاً وأشجارا ...

كنتُ في الليل أتأمل فيها أكثر من البدر والسماء والمطر
أكثر ما ينظر لها أصحابها كنت لها أنظر  ....
لكأن جرداءَها فَهِم عليّ ..
ورقَّ إليّ ...
 لكأنها فهِمت مُرادي  ومُنايَ
وكأنها صارَ بجوفِها إنسان بادَلني شعوراً جميلاً كنتُ أتمناه
 وظلَّ على هيئةِ أرض _عرِفت ما أُريد_
 فقررت أن تُنبِت نفسها بِنفسِها بإذن الله !
 فشرِبت من الأمطارِ ما شَربت
 وكأنها تشرب مشاعري  .....
وهاهي أزهَرت وأنبتت حتى عَرّشَت شجراً صغيراً أخضراً في كل بقعة  ....
فظلَّلت كل مكانٍ أمام نافِذَتي  ....

يا يمامة :
قولي لأصحابِ الأرض أن الأرضَ لي
وأن صاحِب الأشياء من أدام الاعتِناءِ بها
 وأرسلَ_ ولو روحَه_ إليها _ولو بِنظرة_ !

أخبريهم أني سأنزِل يوماً ما من نافِذَتي
 أستظل بظلِّ هذا الشجرِ الصغير
 وأقطِف أوراق النعنع منه ..
 وسوف يكونُ سعيداً بي  ...!

قالت لي اليمامة :
نعم ..
 وكلُّ ما ملأ فؤادِك يا بُنيّتي _هو حَقّك_
والأشجار والإنجيل والورود _الفلُّ الأبيض والياسمين
                                     والجوري والنرجس ..
                                 ونعناع الجنينة  ...,