السبت، 18 أبريل 2020

تحليق خارج السرب!



مر أسبوعان؟ 

تسارعت فيها الأحداث.. 
وأنا "ذلك البندول الذي كان يتحرك حركة توافقية بسيطة مع إجراءات الحجر..
تسارعت فجأة وأكملت نصف الدائرة 
ثم لم تتمالكني قوة الجذب المركزية ف فلتت
وخرجت عن المسار...! 

ماذا قلت؟! 

لا يهم 



لكن
ذلك الحجر الذي فرضته على نفسي وخلت الكون كله يتصرف مثلي... 
صار خرابا في لحظة واحدة 
عندما اجتمع الأقرباء وأخذوا بعض بالحضن والقبل والتنهدات والالتصاق  بي وببعض ! 

وأبنائي غاصوا ولاصوا بين الهدايا والألعاب والأكياس والصغار...
كمية كبيرة من الصغار والألعاب والأكياس! 


ومما أثار دهشتي أكثر
 بعد تشنجاتي العصبية الداخلية وأنا أحملق فيما يحدث...
أن الجميع يتكلم عن أنواع المعقمات! 
بربكم ماهذا!؟ 

... 


عالعموم.. وباختصار لأني متعبة

لقد فشلت عزلتي فشلا غير مسبوق! 
وسقط على رأس عزلتي المتخمة هذا الفشل المباغت مثل حجر يسقط فجأة على رأس شخص مسترخي برئ!

/
استفقت بعدها لأزور أهلي 
وأخرب عليهم عزلتهم بدوري! 
ورحت في زيارة تشبه اللدغة .. لم أكن أنوي إطالتها! 
لكنها "احلوّت بعيني وفوجئت بأن الجميع مشتاق ... 
عكسي فأنا لا أعبر عن اشتياقي 
طبعا مع حبي الكبير 
لكن ليس عندي ذلك الأسلوب اللطيف جدا في التمسك بالضيوف كما أشعر من بعض أحبائي الذي أعرفهم أحيانا
... 

وأبنائي وما أدرى من لا يدري...! 
إنهم متعطشون للعب.. 
للانطلاق في تلك المساحات تحت البيت 
حيث لا نهاية لوقت اللعب أبدا.. 
كانوا يبكون مثل ظمآن يحتاج لشربة ماء
أو مثل جائع يتوسل لقمة يسد بها جوعه!

واجتمعت كل عناصر جلب القرار! 
قرار المبيت... 

ليوم واحد... 

ولكن هيهات.. 
فهي فرصة محمد بدوره 
ليسرح ويمرح في الأرض  وهو مطمئن على عائلته وماخد إجازة منهم بنفس الوقت...

فراح يؤجل يوم بعد يوم حتى قضيت الليلة الثالثة والأخيرة عند أختي مجدولين... 
حيث كانت ليلة لا تنسى... 
اجتمعت فيها عائلتها كلها وريم وآية كنا جميعا معا...  وأخذنا في الضحك والقرقرة حتى السادسة صباحا ثم نمنا في سبات حتى نبهني زوجي صباحا بأن أنهض وأتجهز
وكان ذلك الفطور الذي يشبه العزومة...! 
وهربت من أختي هروبا! 
فأنا أريد أن أعود للبيت! 


وأما الليلة التي سبقتها تلك الليلة الأكثر  صخبا و التي تسطر في الذكريات... 
فقد نهض كل السكان المحيطين بنا من صوت اللعب... 
نعم لعبنا كالصغار
 نحن الكبار نحب أن نلعب شدة ونلعب لعبة حركة صنم!  مع اليافعين احمد محمد اسيا مروة ملك لما وريم واية.. 
لقد نسي كل منا في تلك الليلة كل همومه وكل أحزانه... 

وفي باقي الوقت تشاركنا الصور.. 
الصور قرب الشجر... ومع صينية ضخمة من الدوناتس والحلا والقهوة... 





تشاركنا ذلك الصندوق الكبير جدا من الآيسكريم الذي أحضره أخي أحمد
وتلك الصنية الكبيرة من المحشي والدوالي المقطوف من شجرتنا على الغداء... وأبدينا رأينا في لون السجاد وتحاورنا عن حل لمشاكلنا التي أثيرت.... 

لقد قلنا كل شيء.... 
وغنينا أناشيد قديمة من ألبوم رسائل صريحة... 
وكتبت هذي التفاصيل 
لأذكر هذي الأيام النادرة... 
فنحن نكبر وتبقى في القلب الذكريات السيئة 
تغلب الحسنة... 

ولكن عندما أكتب هنا.... 
فتلك نافذة.. أفتحها على قلبي السعيد 
بوجود من أحبهم وقتما أحتاج... 





عدت للبيت.. 
لقد خف ضغط ما كنت اشعر به... 
عدت أتفحص آيات القرآن ببطء 
من البقرة وآل عمران.. 
لقد مر وقت طويل وسيء
كنت فيه قد هجرت المصحف.. 
أريد أن أصلح بعض الأمور.. 
وأتمنى من خالقي أن يتجاوز عن سيئاتي ويغفر لي حماقاتي وضعفي وسوء حالي...
... 

ها أنا بهذه الأيام أراجع وأرمم 
ما استطعت من اللغة... 
لغتنا الفذة الساطعة الراسخة.. 
هذا البحر المنساب جمال وروعة... 

إنها لغة القرآن.....

ومما أفعله لكسر الوتين.. 
أقرأ من كتاب القندس لمحمد حسن علوان
جرني لهذا الكتاب.. روعة ما رأيته في كتابه الأسطوري "سقف الكفاية" 

.. 

ولن أخبركم عن متابعتي لأبطال التايتنس
وغامبول ومنزل لاود وأفلام ديزني وحلقات من بطوط... 

لن أخبركم بأني و منذ ثلاث سنوات تقريبا حتى الآن أشرب ليلا مشروبا يحتوي على مرمية وزنجبيل وليمون وتمر وعسل! 
... 




لن أخبركم بأهم ما حصل معي... 

لقد ألغيت الحجر.. 
وأعيش كما يقولون !
بطبيعتي! 


...






الجمعة، 3 أبريل 2020

في العزلة المفيدة!




"في هذا البيت الذي لا أملكه.... 
كل مالا يلزمني" ... 


..... 
كان ذلك قبل أن أتخلص من فوضى الحواس
التي اجتاحت كل زاوية ليست في مكانها... 

قبل إعادة التهذيب والترتيب التي مازلت مستمرة بها حتى الآن...
لأجد نوعا ما من اختياراتي ومن ذوقي... 
نوعا ما من الراحة في نظري لأماكن الأشياء.. 


عملت ببطء... 
كان بطأ شديدا... 
فكل ماكانت تقع عليه عيني أردت أن أغيره... 
لكن ذلك لم يكن متاحا... 
وهو ليس سهلا حتى الآن

.. 

وأيا كان... فأنا شخص "ملول "
أقصد أني سريعة الملل...من كل شيء.. دائمة التغيير... 
ولو كان بإمكاني أن أغير كل يوم في كل شيء لفعلت! 

... 
هذا العزل المفيد...! 
لا يجعلني فقط أجالس الأبناء واصنع حلويات وأقوم بالأعمال البيتية



.... 
.. 
لقد جعلني أبحث في أحداث ماتت!! ... 
لو أني عشتها كما أرغب!!؟ 
لو أن التفاهات هي التي ماتت.. 
وتلك الأحداث الجميلة التي ماتت هي التي عاشت! 
هل كان بإمكاني أن أحافظ على حياة هاته الأحداث... دون أن تقطعها سكين ليست بيدي.. 
سكين لا أملكها....
سكين لا تدرك ما تقطعه! 
... 
جعلني أهمس لنفسي! 
مثل مجنون 



"وهذه الصور.. 
كان لها ذكرى! 

جزء منها مقصوص... 
ولا أجد الأخيرة "

أكملت... 
وقمت لأبحث عن تلك التي فقدتها... 
وأنا أكمل هذيان! 


... 
بحثت
 لأني أعلم أنها موجودة في مكان ما... 

لأني أعلم أني رفعتها يوما...! 

ونسيت .. 



أجلت التمتع للنظر إليها ربما لوقت آخر... 
لوقت 
فيه فسحة لروحي... 
على أمل أن يأتِ... 


أجلت ذلك.... وانخرطت 
في ظروف طويلة 
معقدة.... 
وها أنا قمت لأفكر كيف أستعيدها... 

عندما وجدتها.... 
أمضيت ساعات مع أولادي 
أرممها وألصق ما انقطع منها 
وألون ما فقد لونه وسط ضجيجهم وصراخهم 
وهم يتساءلون ماما أنا كنت بوبو 
"ماما أنا لابسة بينك 
ماما عبود صغييير "

كانت تهتف تالين مع ذلك اللثغ الجميل بحرف الراء 
وكنت أبتسم... 


وكل منهم يحكي قصة يتخيلها عن نفسه
ماما أنا كنت بحكي؟ 
ماما هدا أنا بوبو بشرب حليب
قالت إيلين بصوتها المدلل 
كنت ابتسم وأجيبهم بينما يفعلون مابوسعهم في مساعدتي ومشاركتي
 فهذا أحد أنواع العشق عند الأطفال 
الأوراق والمقصات واللصق والألوان... 
... 


علقنا الصور.. 
ليس اليوم! 

أقصد منذ فترة وصفقنا 
والصناديق البنية المعلقة...! 
غيرنا ألوانها وأنرناها 


والستارة الجميلة قصصتها! 
ذلك يبدو أفضل! 
هيك أحلى؟ 
اه. اه... اه ياماما! 

وصفق أولادي احتفاءا بأمهم وبهذا الإنجاز... 
فهم يعتبروني بطلة كل المهمات! 
حتى في القص والرمي! 

يعتبروني بطلة 
ويسألوني عن قص باقي ستائر الغرفة إن استطعت.... 
فهل هذا مؤشر على تأثر الأولاد بأمهم.. 
هواية وتفريغ طاقات 
أم جينات متوارثة!! 





المهم في هذه العزلة المفيدة أيضا... 
تخلصت من المزيد... مما لا أريد! 


 قرأت القرآن... 
ففي توزيعة عالمية لبنت أخي مروة بإشراف من المديرة القديرة ماجدولين"
أتممت مع العائلة حتى الآن أربعة أجزاء... 

وأعتبر هذا أفضل ما قمت به 
عدا عن قراءة مقدمة من كتاب زيكولا.. 
الذي أسعى لإدخاله في أوقاتي ولا أجد له مكانا! 

وأما ممارسة الرياضة فهي مع أبنائي حكاية أخرى! 
إن الأبناء وحدهم يحتاجون لقلب آخر ورئة أخرى وحنجرة أخرى....  وجسد آخر 



يد وفم يسردان عنهم أقاصيص وحكايات وروايات غير التي تخبر بها عن نفسك!... 
متجددة في كل لحظة
حروب... وانهيارات.. وصراعات 
كل دقيقة وكل ساعة... 
خصوصا إذا رزق أحدكم بتوأم ثلاثي! 




... 


في هذه العزلة المفيدة...
عدت لمدونتي..  

حيث تتحول العشر دقائق لساعة 
وأجلس وأكتب غالبا..... 

ولو كانت الساعة الرابعة فجراً... 

!!