الاثنين، 30 ديسمبر 2019

ليلة شتاء باردة >|...



يد صغيرة تطرق باب بعيد..
تعيد الطرق بشدة ... 
تكرر وتطرق 

ثم يختفي الصوت.... 
 ويخيم عليّ سؤال واحد

هل ذهب صاحب اليد أم دخل!. 
؟ 
...

هذا ما استفقت عليه هذا الصباح البارد.. 
دهشة شعرت لوهلة بأنها مريرة 
... بعد ليل محتدم من الرعد والزخات والمطر، 
.. 
ومع أن أصوات الثلج ترتطم بالشباك بصوت أعلى كثيرا من تلك الطرقات... 
لكني عليها استفقت،
لم تكن تلامس أذني فقط
لقد لامست قلبي بشدة... 

اختلست نظرة من الشباك.... كأني أبحث في الأفق عن تلك الأنامل الطارقة..!! 

يآه.. 
مازالت السماء ترخي ماءها علي الأرض 
... المطر بالخارج مجنون ولا أرى أحد

سيول صغيرة وبرك.. وسيارات قليلة تتعجل الوصول لمستقرها
.. 
الوقت باكر... كم  الساعة الآن

لا أعرف فكل ما سيطر على دماغي هي تساؤلات... 
تساؤلات داهمتني بسرعة، 
أنْ من هذا الطارق الصغير في هذا الصبح المثير ولا يرد عليه أحد

وربما كل مابالغت في تصوره... 
هو نسج من خيالي وأنه قد وصل بيته الآن وتدفأ وأوى إليه

.!
ولكن... 
ألا نرى هذا الألم فعلا
ألم  المحتاج ونسأل ..
  أين أهله؟  
هل هو بلا أهل!
؟ 
أم هم مشردين أيضا ومحتاجين 
يتقلبون على الطرق

وكيف يكون حال المشردين الآن 
كيف حال صغارهم... يبكون ويرتعشون ولا أحد يعلم؟ 

كيف يكون حال الذي لا مأوى لهم والمسجونين والمستضعفين ! 

ماذا يفعلون في هذا الصقيع 
يفترشون الأرض بعدما تخلى الجميع 
فيجدونها مبللة تقرص أجسادهم من شدة البرد والوحشة..! 

أم يلتحفون السماء فتغرقهم ماءاً بارداً ترتعد منه أجزاؤهم وقلوبهم... وتنخر عظامهم فيتداعى لها سائر الجسد بالسهر والحمى... 

أسئلة لا تفارقني... 
ولا أملك جواباً سوى الدعاء لهم

فاللهم ما من دابة في الأرض.. إلا وتعلم مستقرها ومستودعها... 
فكن أنت لهم... 
وانظر لهم بعين حنانك وعطفك 
وسخر للمستضعفين في كل مكان من جودك ولطفك... 

وارعاهم بعينك التي لا تنام.. 
وكنت أنت  مأواهم .. 
واربط على قلوبهم فقد تخلى الناس عن الناس
... 
تخلى حكامنا عن القضايا والشعوب
تخلوا عن الإنسانية والضمير 

.. تخلى الأغنياء عن الصدقات
تخلوا عن البؤساء والفقراء 

.. 

...... 
                                                    27/ديسمبر/2019