الثلاثاء، 31 مارس 2020

اكتفاء..... ساعة من الوقت!




ما أروع أن يكوّن الإنسان لنفسه برجا من الاستغناء
برج يصعد فيه...  لا يهبط أبدا 
يرقى فيه... لا يُذَل فيه أبدا 
يتوحد فيه مع ذاته.. ويهنأ بذلك التوحد 
برج الاستغناء عن البشر... والابتعاد عن الناس
يتعلق فيه فقط بالمعبود... بالذي خلق البشر... 
وخلق الناس... وخلق الكون...
ويقضي أوقاته في التأمل والقراءة وممارسة نشاطات يحبها... 
مع أبنائة تارة... ومع نفسه تارة 
مع التلفاز ربما.. 
ومع الراديو.. 
في رياضة مرة... وفي رسم مرة... 
وفي أشغال البيت... 
في أشغال هذا البرج الذي لو بحثنا فيه... 
ربما لن نمل سوى قليلا 

... 
هكذا يفعل هذا الحجر بي... 
في هذا العزل المنزلي الذي سببه فايرس لا أعتقد بأنه مدمر..... 

قرأت القرآن وأشركت أولادي
قرأت من كتب متنوعة وأشركت أولادي
قرأت من قصص الأطفال
وأشركت أولادي   .. 
شاهدت كرتون الأطفال مع أولادي
وشاهد أولادي أفلام معي.... 
وحضرنا الكيك معا.. 
وحضرنا الطعام معا.. 
ونظفنا كل شيء معا.. 
ورتبنا كل شيء معا
واحتفلوا بي يوم ميلادي من الصباح
وصففوا معي باقة الورد وغنوا لي وقبّلوني
... 

لقد فعلنا كل التفاصيل معا
.. 


ماذا تبقى.... 

هل أصبت في كل شيء 
ربما أصبت وربما أخطأت 
روحي عليلة... 
لكنها وإن كانت تحيا مع روحها من بعيد 
فهي إلى حد ما هانئة مرتاحة... 

مكتفية بها.... مطمئنة 
... 
لقد نام أبنائي بعدما صنعنا دوناتس معا! 
ورافقتني تالين إلى الآن.. 

وها نحن... 
سننام معا


...... 


... 



الأحد، 29 مارس 2020

يومي الرغيد.... /. ساعة من الوقت




كان أمس دافئ.. .. 
يضج معايدات وخواطر نابضة.. 
من كل المحبين 
، 
يوم ميلادي... 
إنني ألمس فيه وجه الصدق.. 
لمشاعر من يحبوني بصدق.. 
وهو يوم مميز... 
أتلقى فيه  المكالمات والورود.. 

.... 
، 
أفكر بذلك أحيانا... 
وأتذكر قصة أمي التي تحكيها عني لكل الحاضرين في كل يوم ميلاد أكون فيه عندها 
أو حتى عندما أهاتفها بهذا اليوم... 
لتخبرني أني ولدت في الانتفاضة.. 
وكان الاحتلال يفرض حظر تجوال... 
وقد ولدت بين حظرين تجول في يوم رفع تجول بينهما 
.. 
وتشرح ذلك وتقول 
.. 
رفعوا التجول لألد دلال... ثم حظروا التجول 
.. 
وهكذا كنت بالنسبة لها مميزة 
فهي تحكي دوما عن صفاتي منذ كنت صغيرة حتى كبرت... 
وهي دائما الحب والإعجاب بي... 
ولا أعرف لأي حد يبلغ إعجابها .. 
ولكن إن كنت أنا بالنسبة لها محبوبة 

 فأمي إمرأة تُعشَق..! 


وأظن أنّ كل الأمهات دائمات الإعجاب والحب لأبنائهن 
وإن كان حديثهن عن أكثرهم تميزا يختلف شيئا ما.. 
إلا أن ذلك وإن بدا غريبا بالنسبة لي من بعض الأمهات في مدح أبنائهم وأحيانا تكون أمامي النسخة الأصلية التي تثبت عكس الكلام! 
إلا أن هذا الدارج...!! 


وهكذا.. . 
أجمل النساء على الإطلاق.. 
أعرفها طبعا.. إنها أمي! 

وأجمل هوانم جاردن سيتي في نظر أمي... هي أنا وأخواتي...! 


وأجمل معايدة أتلقاها من أختي آية 
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2869442086482510&id=100002502416493

وأهنأ الليالي أقضيها مع نفسي.. 
وأجمل الورود تصلني من زوجي الغالي... 
وأجمل أبناء في الدنيا هم أبنائي! 






الخميس، 19 مارس 2020

الخميس...... ساعة من الوقت




إنه يوم جميل... 
حرمت منه فترة من الزمن.. ثم عاد لي 
عاد جميلا.. يكفي وقع الكلمة على نفسي 
يوم" الخميس"... 
اليوم الذي أخاله صفة.. 
صفة جميلة 

كأن أقول  فتاة... ولكن ليست أي فتاة
لطيفة وروحها جميلة وبيضاء ناعمة ذات قوام 
ليقول أحدهم آه! 

هكذا من صغري حتى الآن 
أنا :_ أي يوم غدا من أيام الأسبوع؟ 
_الخميس 
أنا _آاه!! 


إنه يشبه رحلة إلى الراحة
لرؤية حبيب أو صديق أو قريب 
رحلة سعيدة مهما كان 
تمتد إلى اليوم التالي من غير قلق 


نتج ذلك الإحساس عندي  لأن الجمعة إجازة.. 
وسأغتنم الفرصة فرصة ماذا لا أعرف... 

 مساحة من الوقت منحت لي لأفعل ما أشاء وطبعا
مهما ضغطت على نفسي لأنجز مهامي سيتبقى للجمعة منها.. لأني ببساطة لن أحاسب عليها غدا.. 
فلألهو إذن بلا حساب.... 

كانت أمي تسألني كتبتي واجباتك 
فأجيبها_اليوم الخميس

رتبتي أغراضك
_اليوم الخميس

امتحاناتك 
_اليوم الخميس 

لا تسهري 
_أسهر كل يوم... ولا أسهر الخميس!! 



وهكذا كانت هاته الكلمة مثل قارب نجاة من الأسبوع كله 
أبحر بها أينما شئت حتى ولو إلى أحلامي.. 
إلى روايات أو هوايات أو راديو أو نفسي... 


... 

من المفترض أن يكون يوَما مفعما... 
يوما رائعا.. مفيدا 
أو رومانسيا بشكل مختلف 

اليوم  مر بطيء رتيب...
أفتح الشبابيك 
لكن الهواء لا يتغير! 

فكرة البيت أحبها جدا.. 
لكني أريد الخروج

الخروج وحدي... 
فأطفالي لهم حق.. وأنا لي حقي 
إذن أين حقي الآن.. 

الحفلات في الخارج
ونحن الحريصون على أطفالنا مملون للغاية
.. 
.. 
2020 إلى أي حد ستبلغ لعنتك!؟ 

حريق النصيرات لم يهدأ ليشتعل حريق آخر في الرمال
إنها مصائب صغيرة تشبه المقبلات بالنسبة لهاته السنة
.. 



وعلى أي حال.. 
نحن الراضون بأقدار الله 
شرها وخيرها... 

فلا بأس...  وتصبحون على وطن


الثلاثاء، 17 مارس 2020

عام غاضب.. >>|







... سنة كبيسة تبدأ بتجول المصائب في الشهر يتلوه الشهر يتلوه الشهر ... 

بداية من كورونا إلى زلزال في تركيا إلى اغتيالات و صفقة قرن وجراد و.... و.. 
ثم فجأة يصحو العالم فزعا على تفشي فايرس الكورونا الذي تم التكتم عنه
 وانتقاله للعالم دولة بعد دولة حتى وصلنا لهذه الفترة الحرجة الصارمة... 


استشرى المرض في الصين وإيطاليا وإيران 
وزحف لكل البلدان... 

الآن... 
دخل بيت لحم والضفة ويقف على أبواب غزة... 
غزة في حصار... 
والحصار والوقت في صالحها حتى الآن... 
مالم تظهر أي حالة 
وهو ما نرجوه جميعا.. 
ولكنا مازلنا في مرحلة ترقب 
.. 
اللقاح يحتاج لوقت 
وعطسة واحدة أوربما لمسة أو سلام.. 
تقلب علينا الطاولة.. 
فيصبح الحصار ليس في صالحنا.. 

 وتحصد بسببها آلاف المصابين وعشرات الموتى... 
... 

ليس ذلك ذعرا.. 
إنما هذه طبيعة عمل المخلوق الجديد
... 

وبيني وبين نفسي... 
لم أحزن على الصينيين أو الإيطاليين أو الإيرانيين  والأوروبيين والأمريكان طبعا بشكل عام... 

فالصين تسلت بتعذيب المسلمين لسنوات لا تعد.. 
وإيطاليا وطن البارات والملاهي والقذارة التي ليس لها حد.. 
وإيران شيعة جزّارون... لا ثمن عندهم للدماء 
وخصوصا لدماء السنة.. فقد أوغلوا فيهم بلا رحمة في سوريا.. وفي كل فرصة تواتيهم... 
.. 


لكن الأمور لا تسير على هذا النحو.. 
إنه ليس صراعا دينيا..
 ولا نستطيع حسمه في شكل انتقام
لأنه أصاب المسلمين والكفار على حد سواء... 


وإن كان انتشاره بين المسلمين في الدول العربية يمضي على وتيرة هادئة... 
 نظرا لأخلاقيات وطباع كثير منها يوفر جو من النظافة 
التي تعتبر أول عقبة يواجه بها العالم هذا العدو الداهم... 


فالعرب  بالمقابل 
كلهم برأيي_  في هذا الوقت يحتاجون لإبادة
إبادة بأي شكل كان... 
وتكون الإبادة مخصصة للزعماء والفنانين ومنافقيهم

... 

على العموم 

 هذه ليست أمنية! 
هو واقع على الجميع... لم يتفق حتى الآن عليه أحد 
... 
ليس لعبة سياسية أو ربما 
 وليس غضب من الله أو ربما
ليش تفشيا طبيعيا لفيرس متحور أو ربما!.. 



الأمنية... والرجاء الآن

أن يحفظ الله الجميع 
ويشفي الله المرضى... 
ويرحم أموات المسلمين.. 

إنه أمر منه... وهو يدبر الأمر برحمته 

ولا إله إلا أنت سبحانك... 
إني كنت من الظالمين..! 
... 




الاثنين، 16 مارس 2020

ساعة من الوقت.. / أيام في العزلة!..





في الحجر الصحي الذي أفرضه على نفسي وأطفالي... 
يبدو المشهد هكذا.... 


أسعى في الحجرات... من حجرة لحجرة! 
هيا يا أطفالي نلعب... 
من حجرة لحجرة... 

نغني ونمرح ونرسم ونكتب ونبكي معا! ونركض
من حجرة لحجرة! 

هيا لنفعل كل ما هو مفرح 
وكل ما هو محزن معا.... 
هيا ندور ونلف
في هذا البيت الذي ننظفه معا
ونكسره معا...! 

هيا ندور ونلف
 ونلف وندور ونفقد عقولنا... 



هل نستحم جميعنا 
_نعم 
ونأكل فاكهة ... نعم
ونشرب شاي وأشرب قهوتي ونطهو وأخبز الكيكة... نعم

هيا نتابع مسلسل كرتوني
وفيلم ونأكل فشار! 
نعم

هيا نلهو ونتناقش 
ناخد صورة ... 
نعم! 

هيا من حجرة لحجرة 
نلف وندور ونقتل بعض! 

... 

في الحجر الذي أفرضه على نفسي
العالم في الخارج يتحرك 
ولكن ببطء 
ونحن كما يبدو 
في حالة سكون... 
الأيام فقط تمر 

وأبنائي الأحباء بالفعل... 
يثيروني جنوني... 

ويهيّأ لي أن أضربهم فجأة 
وأنا أشاركهم كل شيء 
حتى في الأوقات الحلوة... 

من فرط مايحصل بمرارتي منهم... 
لكني أعشقهم.. 

يهيّأ لي... أن أهرب....! 

أن ارتكب جرما...! 

... 
لَكني أحبهم 

أحب دموع تالين وزنها المتواصل
 بعدما وصلت لقمة منحنى الطفر وذبت... 
ذبت ولم أؤذيها... 

أحب برود إيلين وكسلها وبطأها وخديها الرائعين... 
بعدما وصلت لقمة منحنى الانفجار ذبت... 
ذبت وقبلتها... 

أحب جنون عبود وعدم هدوؤه وعدم اتزانه 
بعدما وصلت لقمة منحنى الحيرة والصراخ وهدأت
هدأت لأني بكيت وضممته! 




في هذا الجو المهيب 
الذي يتسرب إليه عدو لا نراه
لا أخاف على أحد سواكم
ربما تكبرون يوما وتجدون ما تقرؤونه لأمكم هنا... 


وتعرفون كم أكابد وحدي من أجلكم 
يا أحبابي... 

تمر الأيام ولم أجد وقتا لأكتب عنها... 
... 

الصداع يكاد يغيبني في نوم عميق


وأنا في هذا التعب سأغطيكم وأحيطكم بالقبل 
وأهمس لكم أن تحلموا بغد أفضل 

وأدعو لكم أن تناموا في حفظ الله 

... 





السبت، 7 مارس 2020

الأسف والحب.... متقابلان >!...... "تسبيحة ليلية12"




ها هو رأسي على الوسادة... 
ثابت  وبارد كالجماد...!
إنه  الوضع الأكثر خداعا
... 
فهو الآن يطوف الكون...! 

يتسلق ويتطرأ ويمتد به الخيال والسؤال إلى أبعد الحدود.. 

إلى الأفكار التي لم تخطر على بال أحد
وإلى الملاحظات التي بإمكانها إضحاك أيّ أحمق وأي طفل صغير...
.. 

إنه الآن يحسب ويكتب ويراجع ويختم ويتراجع ويفسر ويلوم ويتحسر ويتذكر وفي النهاية...! 
يسقط في يده! 
والمحصلة صفر... 
فهو لمن يراه.. لا يتحرك!! 
فكل قواه الداخلية محصلتها صفر  قيمة واتجاها!! 

قيمة أشخاص ومواقف...
 تعاكسها قيمة أشخاص ومواقف!! 

هل فهمتم شيء... 
لن يحدث أن يفهمني من يقرأ 
فأنا لا أفهم ما أقوله... 

لكن كفى أني أشعره ثم أتركه للمارين هنا 
لعل أحدهم يمتعض أو يبتسم أو يستفيد من بعض المفردات! 


/




الأسف والحب .... رأيتهما متقابلان! 
يمحي أحدهما الآخر كلما قال كلمة...! 

يقول الأسف كلمة.. فينكوي سهم في القلب
ويتّقد ويبكي... 

يرد عليه  الحب بكلمة... 
فتهدأ تلك النار! 

 ويصبح سهم غرام فيه أوجاع حالمة 
يحضنها المحب احتضانا ولا تؤلمه! 
... 


وهكذا يمر الوقت 
مثل أرجوحة عالية... 
أعلى نقطة في منحناها تكاد تطير بك... 
وقمة الهبوط تكاد تقتلك 


كلاهما قاتل! وما العمل.... 


ورأسي مازال على الوسادة! 
ثابت وبارد كالجماد! 

يحسب ويفكر ويدقق ويعلل... 
ومحصلة قواه =0

!! 
>>! 

...... 
.. 


الجمعة، 6 مارس 2020



5/6...
"مابين الاستياء والروعة!" 



أسوأ ما في أمس... 
هو زيارتنا لمطعم كي وست الردئ للغاية.. 
ما إن دخلت حتى شعرت أني وقعت في مصيدة قذرة..
تبا كيف سأهرب.. 
رفض محمد العودة.... وبقيت ملجمة أشعر بالسوء.. 
اللعنة إنها ذكرى يوم  فاسد .. 



وأما أجمل ما في اليوم... 
هو الصباح الدافئ.. 
الممتزج بصوت المطر والذكريات الحلوة... 


وذلك الصوت الملائكي وهو يغني معي دون أن يفهم... 

صوت عصفورتي الجميلة وهي تدندن من غير فهم  مع  إيقاع أغنية killing me  
إنها تشاركني حتى الهمس... ليتداخل صوتنا معا 
وأنخفض قربها لأسمعها جيدا ما أقول... 
فتكرره في لكنتها الصغيرة البريئة... 


آه... 
إنها هي من يقتلني  بلطف 
في هذا الجمال الصغير 
الواسع جدا.... ويطل من عينيها... 





آه ياصغيرتي  كم أنت رائعة وأنت ترافقيني حتى في أغنيات الحب... 
ولمن يكون الحب إن لم يكن لكم يا... 
أبنائي الأعزاء... 

... 

تصبحون على غد أفضل 
تصبحون  على وطن 

... 

.. 


الثلاثاء، 3 مارس 2020

3،4.../ "أمس ويوم رتيبان.... "








هُوّة كبيرة... مهما درت حولها وراوغتها أسقط فيها
إنها الرتابة... الملل.. الاكتئاب... 

هكذا بالترتيب... 
أو بغير ترتيب... سيؤدون لبعض! 

والحمدلله نعمة جميلة... 
وفضل من ربي.. أن هذه ضيقتي ومعاناتي  بهاته الأيام
ففي أيام أخرى... أفقد وعيي من متاعب أخرى....!! 
.. 


وبينما أقدر جدا قيمة الوقت.. 
وأكافح لأكسر روتين الأشغال اليومية... 
وأخترع فقرات لأجعلها ذات قيمة أكبر من مجرد أني أطبخ لأبنائي وأقوم بأعمال بيتي على مدار الساعة _مع أنه ذو قيمة عظيمة وهو كفاح بحد ذاته أتمنى الثواب عليه_
... 


لكن لا مفر 
تلك هي الحياة 
خلوة.. وجلوة.. 
ساعة للقلب وساعات للواجب.. 

يتخلل ذلك شيء من التقلب في عذاب ربما لا يمر به الكثيرون... 
لكني أمر فيه.. 
أمر جدا بالتأمل... والتهيُّب 
التهيب من خلق الله!! 

فأخاف... أخاف من تلك المسؤولية التي أرى نفسي فيها 
كلما سمعت آية أو درس أو خرجت ورأيت السماء والضياء والناس الكادحة... وكيفية مرور كل ذلك... 
كيفية إنشاؤه... 

أشعر بالتهيب في هبوط الليل وسماع الأصوات البعيدة 
ورؤية الظلال تنام على أسطح البيوت والشوارع منعكسة عن ضوء ما يمر على الأشياء... 

لا زلت أشعر بالحيرة.. تجاه هذا الخلق 
وأتساءل.. ما حجم العظمة التي خلقت كل هذا الذي أراه؟ 


ماهي الظلال.. 
ما النجوم.. وما الشوارع وما الأسطح وما البحار /الفضاء المجرات المدارات الشمس والماء 
وما كل ذلك 
ماذا أنا وما تلك النطفة العجيبة التي تحولت لكائن في حلكة الليل 
يكتب ويتساءل 
ما هذا البناء الضخم!! 

جزء من عذاب كبير 
هذا العذاب.. 
والعذابات الأخرى متعددة.. 
منها ما يصيب القلب 
ومنها ما يصيب المنطق 
ومنها ما يجمع بينهما على خير! 





ومنذ أمس وأنا أحاول أن أبقى هادئة
في موقف ظريف 
وبينما هممت للصلاة 
وقفت ابنتي تالين بجانبي وكان التلفاز مفتوحا مكتوم الصوت... 
كانت تقلدني في الوقفة الخاشعة.. مع تثبيت عيونها على التلفاز @!
كلما ركعت وسجدت تركع وتسجد بجسدها وترفع رأسها عاليا لتتابع صور الأطفال المتحركة.. في مشهد برئ ممتع يثير الضحك... 

آخ يا أطفال... 
سبحان من شكل هاته البراءة في قلوبكم 
كم أحب تأمل ذلك.. 


من الغبي الذي يملك طفلا ً
لا يقضي وقته في التكلم معه واحتضانه والاستماع إليه والتأمل بحركاته وسكناته.. 

وإن كنت أنا الغبية  في افتراضي لهذا الحد! 
.. فكم أنا سعيدة بذلك
وكم أحتاج لذلك... 



/
يومان متعبان ومملان 
لكنكم فرح أوقاتي وبهجتها
لعل الملفوف أعجبكم! 


دمتم لقلبي وروحي ولحظاتي كلها... 






... 

... 
.. 
.. 
.. 






الأحد، 1 مارس 2020

2/ "ليل في المطبخ".....






... هراء! 
مشروب ليلي بعد العشاء!؟ 

نعم فقد جعت...  
خمس ساعاتٍ مّرت ... 

لو أني لم أمررها جاهدة بسماع درس للنابلسي .. 
والضحَك مع أطفالي استهزاءً بما أجلبه لنفسي من متاعب
لقتلت نفسي بأي سكين من تلك السكاكين اللعينة التي أغسلها عشرات المرات يوميا ً.. 

.. ولم أنته  
غدا إن عشت 
أحتاج ل٣ ساعات ليجهز هذا العمل بالكامل 
... 



أشعر بإنهاك !! 
لحظة أفتح الشباك .. 

! /

آه ..
ليل رائع يضيع في سلق ملفوف لعين! 
وتحضير الرز وأعمال المطبخ السخيفة ناهيك عن أعمال البيت والأطفال الذين ناموا وهم يفتقدون أحضاني!

آخ.... أولادي .. 
لولاكم يا أحبابي ما عشت... 
لكني أستغرب وأنا أتصور حال أمهاتنا وجداتنا في الماضي
لقد أفنوا كل ساعة من وقتهم وقتلوا شبابهم في المطبخ وفي أعمال البيت.. 
بل جداتنا كن يذهبن للحقول ويغزلن بأيديهن الجميلات 
 دون تذمر  
بل كُنَّ سعيدات  ....!! 

كيف ذلك؟ 
ربما كما أشعر الآن تماما؟! 

فلو سألتني إحدى الكادحات :بكم شيء يجب أن تضحي الأمهات لكي توفر لأبنائها كل ما يريدون ! 
.... 


! سأجيبها ما هذا السؤال... 
ستضحي طبعا بكل شيء 
تضحي بنفسها 

هذه الإجابة الفطرية التلقائية لا كذب فيها ولا نفاق
فهو ما فطرت عليه قلوب الأمهات.. 

وكم صورة رأيت لأمهات يحتضن أبناءهن في الحروب 
وفي الطوفان وفي الزلازل  لتموت الأمهات ويعيش الأبناء فعليا .. لقد حدث ذلك في مشاهد عجيبة تهيمن على القلوب   ..  
الوحيد الذي يضحي بنفسه من أجل أبنائه هي الأم .. 
وإن كان الأب يفعل ذلك لكن ليس بنفس العطاء  الغريب الذي تمنحه الأم لأبنائها دون حساب... 

/


/

ماذا... 
... 

لقد استطردت جدا كما أرى  ... 
ماذا حدث لي... 
هل تغير شيء 
أم أن كل شيء تغير! 


بل  تغير كل شيء  ... 
طعم الحياة أصبح زائفاً
طعم الحب... والرسائل المنتظرة  المعلقة !! 
طعم الأيام .. رحلاتها أفراحها جمعاتها 
أصبح مملا ً.. فاقدا لشيء لا أعرفه؟ 
ما هو يا ترى ؟ 


ربما الشغف .. 
ربما نعم ! هو... 
فقد قتلت التكنولوجيا كل ما يمكن أن ينتظره أحدنا 
كل ما ينتظره غيرنا منا  .... 

قتلت الجمال... فصار موجود متى نريده 
نقلب صفحات الانترنت ونراه 
نقلب في التلفاز ونراه .. 
جمال أي شيء كان 

قتلت الخيال ..! 
لا شيء أريد ان أتخيله! 

لقد تخيلت التكنولوجيا كل ما أريده وكل ما لا أريده 
ونقلتنا للفضاء وتحت الأرض ودمجتنا في الأجهزة واصبحنا روبوتات! 
روبوتات متحركة بلا مشاعر .. 

لقد قتلت المشاعر ..
قتلت الطفولة ... 
فأصبح الصغار في سن الكبار 
يدركون ويعرفون ما يعرفه ويدركه الكبار .. 

قتلت اللمات الدافئة ... 
فكم شخص مات في بيته
وذويه يجلسون بنفس البيت ولم يعرفوا بموته سوى بعد ساعات... 
وهكذا في البيوت المجاورة 
والحارات... 
لقد تغيرت الحارات .. 


قتلت هيبة كل شيء 
قتلت القراءة ... قتلت الأدب . 
قتلت الرجولة ..... والشهامة 
نعم كل ذلك لها دور فيه
دور كبير وأكثر من ذلك 
... 
لكني مازلت أؤمن بأنه واجب علينا أن نقاوم كل ذلك 
نقاوم أنفسنا لنعيد ترتيب خصالها
لنجد ما نحب... 



... 
لقد تحولت العشرة دقائق لساعة 
لم أشعر! 

لقد أطلت.. 
وربما لولا نعاسي لبقيت 
لأكتب حتى أغفو! 


سأذهب وأغفو! 


أشعر بخواء 
سأنام  

تصبحون على وطن
... 
...