الجمعة، 27 نوفمبر 2015

" في اللايت هاوس" / أبنائي الأعزاء 1 ,



كانَ ذَلِكَ في الفصلِ الأخير ..
في الخريف الأخير ..
في آخرِ الخريف


في أيامٍ تشبهُ هاتهِ الأيام ...

ليلاً .. 
يُشبِهُ فيها قمرُ صَفَر ... هذا القمر

وعصراً ..
تشبِهُ فيها نسائمُ البحر ... هذا النسيم

هِيَ أواخِر تشرين ثانِ
وآاه ٍ منكَ يا تشرين ...

يا قرنفلةَ السنة ...
ومتعة الوحدة والكتابة والحب ....
 وطعمَ البعد والقرب والعِبادة !!
!!


،

لقد كانَ ذَلِكَ في مطعم اللايت هاوس ..
مطعم يقع قُبالة البحر 
ويعلو عن مستواهُ قليلاً
ليراهُ المُتأمّلونَ مراماً ونجوى...
،

هي لم تكن المرّة الأولى
 لكنها كانت المرّة الأخيرة 
قبل أن أفقد جزءاً مني
وأحيا جزئي الأخير
،

أقبلَ النادل
رحّب بي ..
وَكَانَ يعرف شكلي
وَكَانَ يعرف أني أجلس وحدي كل مرة ... إلا ما نَدَر
وَكَانَ يعرف من هم النّادرون !

وَكَانَ يعرف أينَ أحبّ الجلوس
ويعرف ماذا أطلب !
ويعرف أني لا أطيلُ الجلوس
!
وَكَانَ يعرف أن أيَّ أغنية لفضل ستكون جيدة على أيّةِ حال

وكنتُ أعرف أنه يعتقد مؤمناً ..
أني الحَسناءَ العميقة
التي تكتظّ حياتها بالمشاكل ...
!!!

ورُغمَ ابتسامتي التي تُبدّد جبالاً من الشكوك
لم يفتأ في كلِّ مرَّة  أن يُقدّم لي  فنجان الشاي بأسلوبٍ ممتدّ
كأنه يحاول سؤالي عن صراعٍ ما يدورُ في نفسي ... !!!


وكنتُ أُكلّم نفسي قائلة
 ...
ربما تساؤلاتُكَ لا تُصيب دوماً
فأنا مُرتاحة عائلياً
وهيَ لا تُخطىء دوماً
فلديّ صراعات عِدّة على المستوى الشخصي
!!
وفي الحالتين ... أنا أشعر بحيرة لا أفهمها
ما يؤكّد أني أقع بمشاكل ربما تجلبها وحدتي الطويلة معدومة السبب
 وتأمّلاتي الغريبة بالإجماع
!!!

وما يؤكد أنك أيها النادل  .. مُحق مهما تبسّمت !!!!
فأنتَ شاب ... ولَك أن تُخمّن أسرارَ الشباب !!
/

لقد كانَ صريحاً ذاتَ مرّة 
فسألني إذا كانَ بوسعه أن يساعدني بأي شيء !!!

حينها أكّدت له أني إذا زُرت هذا المكان ...
 فهناكَ احتمالان ...
إما أن أكون بأفضلِ حال ...

وإما أن أكونَ بأسوأ حال
وعندها أنظر نحوَ البحر من طاولتي ...
فأعالج نفسي وأصبح بأفضل حال
!!
لقد أتممت مازِحة
على كل حال لن أخرج من عندكم زعلانة
/

عندها .... 
      ضحكَ وشكرني ........ 
ثُمَّ  ذهب ...

،