الأربعاء، 19 مارس 2014

أَضاعتها الأيام "3"



 الذكريات يا هالة ...
عضوٌ لا أعرِف مكانَه في جسدي ..
إنهُ موجودٌ بالفِعل
إنهُ يعمل جيداً ،
يعمل كأحسن جزء في جسدي ..
           وعلى مساحاتٍ شاسِعة من المشاعِر !!
/
إنها أصداءُ أصواتِنا
وعمرنا
وصورنا وأشكالنا وأفعالنا
وصحبتنا وفرقَتِنا ..
إذا ارتَطمت بجدرانِ السنين عادت رماحاً في أضالِعنا ..

فإذا كانت ذكرى جميلة شعرنا الرماحَ قُبَلاً تغوصُ فينا فنبتسم
ثم شعرناها جمراً يُشعِلُ نارَ الرجوع إليها فنبكي ....
،
وإذا كانت ذكرى حزينة 
تعودُ الرماحُ جمرُ ندم 
يكوينا حُزناً وحسرة 
..
وهكذا يا هالة 
فالذكريات حُلوها ومرّها نارٌ مضطرمة 
تستعر يوما بعد يوم 
من دون أن تهدأ .. 
،
!

الجمعة، 14 مارس 2014

هرطـَــقة ,




مُجمَل الماضي والواقع والمستَقبَل تجدهُ ترهات 
عندما تُطرِق فجأة
فتجد أن مواهِبك تُصبِح مع مرور الوقت
 طُعما لحيتانِ الحظ السعيد !!

،
ثمَّ ها أنتَ تنظُر إلى نفسِك
 وأنت في فم الأسماك الضخمة 
_وما بيدك حيلة _ 
ولا يتضامَن معك  سوى سلاحِفُ البحرِ
 قليلة الحيلة بطيئة الحركة !!
,

ليسَ بمَقدورِكَ حينَها
 سوى أن تتذكر أعذب قُبلة من أمك أو من حبيبَتِك ،


 فإحداهُما النعمة التي بها طوقُ النجاة من قسوةِ الخيال !!
/

ستنهَض حينها من إحدى غَفلاتِك المُرَّة 
والأكثر عُذوبة 
لِتُصارِع اليأسَ بالنسيان ...
فتجمع أدوات النسيان 
           وترسمَ اليأسَ بِ 
                                    براعة !!

 

وتعود كرةً أخرى لتستَفيق من ألم لم يحدث بعد !
.. 

بائعُ الكبريت !,



البرد قارِس بمعنى الكلمة ..
السماء تثلِج وتُبرق وترعد ،
والمطر يهطل دون توقف ..
ونحنُ خرجنا خصوصاً للتمتع بهذا الجو 
نمشي ونضحك والثياب ثقيلة على أكتَافِنا 
نقفِز عن المياه كلما دلفنا شارع ،
ثم ندخل في محل لبيع الحلويات الساخنة .. 
ثم نخرج لنستقِلّ أول سيارة عن الطريق 
وإذ بصوت ضعيف يرجو منا أن نشتري منه قطعة لُبان !!
تلّفتنا إليه فإذا به
طِفل لم يتجاوز التاسِعة يمشي خلفنا بيأس تحت زخات المطر يداه تحملان مثل قفص كرتوني وهما ترجفان 
 لا يغطي جسده سوى خرق بالية لا تسمن ولا تغني من برد 
شكله ينم عن بؤسٍ لا يحتمله إنسان  ، وعيناه الواسعتان الجميلتان والمتسختان من طول الفقر والحاجة مزَّقتا قلبي مزقتين وزاحمتا الدموع في عيني على الفور  !!
رأيته ينادي علينا بشفاه راجِفة أن نشتري شيئا مما يبيع شيئاً ليس ثمينًا ولا غالياً على مثلنا _في نظره_  ومثلنا لا يحبه ولا يشتهيه _أيضا في نظره_ ولكنه يحتاج للمال بأي وسيلة 
تعاطف زوجي نوعاً ما  (بقدر أن يأخذ شيئا مما يحمل ويعطيه ثمنه_)ولكني ................
توقفته وسألته هل تدرس في المدرسة 
قال_ نعم 
         _بأي فصل 
_في الفصل الخامس الابتدائي
عندها 
لم أتمالك نفسي من الحيرة
الطفل لا يعمل فقط إنه يدرس ويكافِح
ماذا أقول 
تلعثمت وقلت بنفسي تباً .. ويا ويلي من قسوة الناس ! 
/
وددت لو أحيط هذا الطفل برعايتي طول العمر، ولكن ليس الأمر بهذه البساطة 
أعطيناه القليل من المال _بالنسبة لنا_ ثم رحلنا عنه وهو لا يصدق ما وقع في قبضته / مشيت وأنا  نادمة جداً على أني لم آخذ منه تفاصيل أوفى عنه ،عَلّي أفهم شيئاً ما بواسطة جهة ما 
ولكن .............

تحدثت بعدها مع زوجي  وتمنيت عليه أن يكون أكثر رأفةً بهؤلاء الأطفال 
خصوصاً من يحملون بأيديهم أحلامهم ويبيعونها للناس بثمنٍ زهيد 
ورجوته ألفَ مرة ألا يَرُدَّ طفلاً منهم خائباً إن صادَفه ,
وكل هذا التعاطف لا يكفي تجاه هؤلاء الصغار الذين يدرسون صباحاً ويبيعون مالا يُباع في هذا البرد القارس 
على أمل أن يحصلوا ولو على  فُتات العيش 
الذي لا أفهم  ماذا يسد بالضبط من حاجاته به !!
/

أستغرب من هذا الكِفاح الذي يبدو كبيراً على هذا العود الطري والعمر الصغير المظلوم !
أستغرب من الضمائر النائمة على طول هذه الطريق فالناس المارة لا تعد على أصابع اليد ، 
أستغرب من الحكومة وأفراد الشرطة الذين لا تأخذهم الرحمة بهؤلاء ليستدعوهم أو يسألوهم أو يفهموا شيئاً ولو يسيراً عنهم !
أستغرب من الأغنياء النائمين على أغطية وثيرة وكروشهم تعلو مع الزمن يخرجون من أبواب المحلات الفاخرة ليدخلون أبواب جيباتهم_ الآخر موديل_ ولا يبدو مثل هذا الطفل من مستواهم ليتلفتوا عليه إن نادى عليهم !!!
!
أستغرب من أصحاب المحلات التي تبيع بآلاف الشيكلات كل ساعة والطفل من هؤلاء يقف على بابه لساعات طوال قاسية ليبيع بشيكل واحد ولا يجده _وصاحب المحل يبقى صامتاً ليستمتع أكثر !!!

أستغرب لضياع الإنسانية ، الآدمية ، الرحمة ي بشر !!!!
فقط كل ما أستطيع فعله 
أن أناشِد أهل الخير والذين انقرضوا منذ زمن_
أَنْ بالله عليكم :لا تردوا طِفلاً يبيع دون أن تشتروا منه !!

ولو علبة كبريت !
.
.

 هذا
وأَقرأ الفاتِحة  بخشوع على الإنسانية بكاملها
 وعلى أهل الخير الذين رحلوا
وأقول أن مناشدتي السابقة 
هي 
 .. أضعف الإيمان !!

وأستحضِر قول عمر بن الخطاب :
(لو أن بغلة تعثرت في العراق ، لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر !!)
!



وقد أسمَعتُ لو ناديتُ حياً 
ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت 
ولكن كنتَ تنفخ في رمادِ ! 


الأربعاء، 12 مارس 2014

لا يشعُر بهم أحَد !





لقد عرفت مؤخرا يا أمي

أنه لا يشقى سوى الفقراء

فيجوعون دون أن يشعر بهم أحد/

ويحتاجون فلا يشعر بهم أحد

 /

ويمرضون ويبكون دون أن يشعر بدموعهم أحد

 - ثم يموتون دون أن يشعر بموتهم أحد ، 

ثم يدفنون دون أن يسأل _لماذا_ أحد ... 










ففهمت - لماذا الواحد الأحد هم وحدهم من 

يدخلهم الجنة من غير حساب !




ولكني لم أفهم بعد لما قدر لهم الشقاء !!!




فيمَ لو !,



وإني أقول فيما أقول 
لو أنَّ الله يلطُف بنا فلا جهد في القلب لمناهدة أخبار سيئة جديدة !

وإني أقول فيما لا أقول 
أنه لا بومٌ يظهر مساءً في هذا الشتاء الآتي في منتَصف الربيع 
ليبعثَ شؤماً ما !!

وعلى وقع الأمطار فقد رأيت فيما رأيت بائعة باذنجانٍ وبائعة نعناع 
وقد أشارت إليَّ أن أشتري ولو ضمَّةً واحدة وكانت تشير للنعنع ولم تُشِر للباذنجان 
ولكني لم أهتم بها مجدداً 
وإنها المرة الثانية التي أتجاهلها فيها !
،’
وإني أرى فيما لم أرَ 
إني كنت مُخطِئة في تجاهلها فلقد دخل الربيع وأنا أفضل النعنع في الشاي بدلاً من المرمية ،

ولقد عرفت فيما عرفت 
أن سائحاً ما كانَ يجولُ  خلفي وأنا أحادِث وردة لم تنسَ غصنها بعد وكانَ ينظر لمواعيد بعيدة بينَ قُريدس بحري 
يُهدي لأوزة بحرية شعابة مرجانية !!!

وأخيراً 
عرفت فيما لم أعرف أني غارِقةً في الضحك جراء الأحداث الساخرة جدا والتي فاضَ بي البكاء عليها ،,
!

الثلاثاء، 11 مارس 2014

أكذوبة 8 مارس ,!






ماهو يوم المرأة نريد أن نفهم ،

 نردد فقط كالببغاوات ..



أصحاب هذا الشعار لا يؤمنون بالإنسانية ..



لن أقول بالديانات .. 

فهل إحياء هذا اليوم نعني به 

أن كل من نسي أمه أو أرسلها إلى بيت

 العجزة

 عليه بزيارتها وتذكر ملامحها وفضلها 

وشكرها على

 أنها جابته_ ثم توديعها ليوم مرأة قادم !!


المرأة .. ليست مجرد أيقونة على صدور 

الرجال

، المرأة هي التي أنجبت الرجال ،

وأعني _ الرجال_ حرفا ومضمونا / 


الذين هم حماة المرأة نفسها في كل وقت

 وزمن 


ثم حماة

 الوطن وهم الظل السند ..


مذ عبرت هذه المعاني أراضينا _

نامت النخوة فما فاقت بعد

 _ وضاع الدين والأخلاق
 _

وصرنا لا نحزن على عجوز تنام وحيدة ،


ولا نسأل عن أم تنام مع صغارها جائعة

 / ولا نبكي لبكاء المعذبات والمشردات

 والمغتصبات

 في الحروب المندلعة هنا وهناك !



على إثر ذلك 


وعندما ماتت أفضال النساء


ماتت على الفور أبطال الرجال ،





/


أقول فقط





تبا لهذا العالم الميت !



طفلٌ .. في مُلتقى الأحزانِ ينضُج !,’



،
لا شيءَ على الأوراقِ والجدران 
لا شيء ينفع للكتابة صُبحاً أو مساءً 
لا شيء سوى خيال يمشي بجانبي وأصداء أصوات 
،
وبخاطري تمر امرأة ماهِرة 
تحبِكُ القلبَ قبل الخيط 
وتحبِكُ الصمتَ قبلَ الصوت
وتحبِكُ المعنى قبلَ النصوص ...

/
ورجلٌ يبحثُ عنها ويُطيلُ البحث 
فلا يجد منها سوى بقايَا خيوط 
وأغنية !
، 
وطفلٌ 
في ملتقى الأحزانِ ينضُج !!


~
وعبيرُ أشواقٍ جميلة ~
         وضوضاءُ صِراع ..
‘,’

يمرّانِ على حبلِ ذاكرةٍ مسننٍ 
                        كالسكين !|
وغبارٌ يغطي كل الذي مضى 
ويغطي كل الزمان ؛
.
والقلبُ يتفرج
              بحيْرةِ العشاق
:
:

           وقلمي  
               لا يصلح للكتابة 
!
/
إذ لا شيء يصلح للكتابة 
سوى 
خيال يمشي بجانبي
 وأصداءُ  
          أصوات !! ..

الاثنين، 10 مارس 2014

قد أسلمتُ لك ...



..
أنشودة أرددها على الدوام 
بها غدير يجري في الروح 
فيحييها إن جفت ,
ويهون عليها تقلبات الأيام 



،
/



وعبيد الأرض لا حولَ لهم 

وزوال الملك عنهم في وشك ..



أيها المؤمن لا تحفل بمن 



يرفعُ الصوت ومن يلقي الشبك ،

أنت كالبركان لا يُجرى به

فإذا ثار تلظى واحترق ..

دمك الطهري لا تبخل به 

وابذل النفس بساح المعترك ..


يا إله الكون قد أسلمت لك 

رب فاغفر زلتي ما أحكمك .....

راجيا الهي منك رحمة 

تغسل الذنب وقد أمسيتُ لك
 ....




الساعة الثامنة /،





في الساعة الثامنة مساءاً 
يصبِح فنجان الشاي المحلى 
أغلى من ذي قبل ب 4 أضعاف 
قيمةً ومعنىً ..
.
.
فكيفَ إذن لو كانَ المساءُ ربيعياً  بحتا ،




.
.

ماذا لو كانت الرواية المسائية ل 
ديستويفسكي ،/

.
.
وماذا لو كانت النافذة المسائية 
تُطِل على شجرة زيزفون مترامية الظلال 
تتساقط عليها أمطارٌ ربيعية من كل جانب ~

.
.

وماذا لو قطع خلوتي صوتٌ تُرفع له القبعات 
وهو يغني 


يآه

،
/
إنها بحد ذاتها ال
ف
خ
ا
م
ة 
          ...... 
والحب والشوق والخريف والربيع والوجع والسعادة والحنين والذكريات ،
،
،

الأحد، 2 مارس 2014

يا ويلا .. ما أغلى الوطن



ما أجمل صوتك يا جدي العزيز ..

عشت تحلم وتغني للعودة .. ومت وأنت تتمنى العودة .. 

لكنك ويا " ويلاه " كما تغنيها_ لم تحققها ، 



وأنا أقول يا ويلاه ما أغلى الوطن

 _
ينزرع غلاه في قلوبِنا وأعيننا وفي

 سكراتِ موتنا ،

 .. ولن نهدأ يا جدي حتى نراه يعود لنا .. ونعودُ إليه .....



ألف رحمة ونور تنزل عليك ،


آذار .. عادَ تائباً ,




                                     ،!

آذارُ عاد ،
مثلَ رجلٍ لم يتوضّأ منذ سنين 
مكبلٌ  بالخطايا والذنوب 
مثقلٌ بالرزايا والخطوب ..
طويل البعد عن الحق ..
طويلُ البعد عن الله .. 
في كلًّ مرةٍ يتمنى على نفسهِ الشريرة أن تتوب 
أن تغسلَ كَبائِرها وتؤوب ..
 ولم تَكن نيتَهُ صافية مثل هذه المرة ..
لقد قرر أن يخر ساجداً على بابه 
وأن يرتجي عفوه ومرضاته  ..
سيلومُ على نفسهِ أفعالها 
سيقولُ بصدقٍ كل الكلام .. 
والعتابِ عليها والملام 
.
..
سوفَ تتوبُ يا آذار وتغتَسِل 
والغيمُ الملبَّدُ والسّحابُ سيبتَعِد ،
وسوفَ تدبُّ فيك الحياةَ من جديد
سوفَ ننام من غير خوف
وسيلهو أطفالنا بعيداً عن الحروب  
سوفَ نرى البدر صافياً بلا شوائب 
 ونرى السماءَ ليلاً من دونِ غُبار 
/
ستطرأ فيكَ بداياتُ الربيع 
ويُزهِرُ الليمون في بلادنا والياسمين 
وستنشَطُ المناحلُ 
وسوف نرى الفراشات من جديد 
بعدما جفت منابع الحياة .. 
وعمت النكباتُ كل الأماكن 
وغطى الضبابُ والوباء كل الأنحاء

،
لا بأسَ يا آذار إن كنتَ عاصياً ظالِماً في كل مرة 
فستكون عادِلا في هذه المرة .. 
ستزرعُ الحياة فينا وفيك 
وتخلع الظلم منا ومنك .. وسنرجم السلطان !!!!
،
ونرجم كل من حالفه من بني الشيطان 
سوفَ تعبر يا آذار 
ونعبر معكَ عالماً جميلاً 
تُحيي  فيه النفوس الميتة وتوقِظ منه الأخلاقَ النائمة 

وسوفَ ينتَشِرُ الحب والسلام 
وتجفُّ الدماء 
وينتهي القتل والاستبداد والظلام
وسيعود الحق لصاحبه 
وتكونُ يا آذار هرقل هذا الزمان 
والمهدي المنتظر .. وقدوة الأنام 
...

وفي الخِتام  ..يا سادة يا كِرام  ..  
ستكونُ مقالَتي هذه .. حُلما 
                                   ...  من أجمل الأحلام  ...