الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

ليالي كانون الأخيرة (5) ..


                                     ومرَّ العامُ يا أمي .. تُثقِلُهُ خطاياهُ
                        

كانون يختصرُ الكلام 
يختَصر الوجوه العابرة
 والمساحات  التي جابت ميادين النظر 

تذوبُ الآن السنين الراكضة 
ويتوقف وهلة كانون 
ليحكي كل ما شعر  ..

ليحكي داخلي كرة آخرى 
ويمحو من الماضي ما غدر 
ويحفظُ صوراً من الضياع 
سيحفَظُ
 جداً
 كل..
 الصور .. 
...



                           30 ديسمبر

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

ليالي كانون الأخَيــــرة (4) !



                                                    

أرى الأهلَ في كل مرة 
يجتازون الليل
 بالضحكات !
بعكسِ واقعنا  !
ثم يقولون ..
أننا نتجمع
            .. لكي نستمر 
وأننا نضحك
             .. لكي نستمر 
وأنا أقول ..
 أني أكتب
             ..  لكي أستمر 
وأجتمع بأمي
              ..  لكي أستمر 

وأتأمل زرقةَ عينيها 
لكي 
أنضج 
وأقتنِع 
وأستمر 
!



ليالي كانون الأخيرة (3)



                                                                                             وأنا أهذي ...



إني أتأمل كل العام 
وأرى من الصيفِ البحر والسهرات 
وأغنية ثكلى
 أغنيها بيأسٍ
 كلما ضاقَ بوطني الحال  !

ويلفحُني ريح الغرب 
وبصدري أمنية 
لو أني أجلس بأمان 
على هذا الشاطىء 
أتعلم رمي الصنارة 
وأُنضِجُ سمكاً فوقَ الفحم 

..

لو أني أبقى عند البحر 
لأقرأَ كتاب زوربا حتى يهبط المساء 
وأمضي الليل أتأمل كل الخلق 
وأُحيي ذاكِرتي
             بكل الأشياء المنسية ..



                                        دلال الحلاق
                                          29 ديسمبر

ليــَالي كانون الأخيرة (2)



كانون  يهذي
                         ... مرةً أخرى !

[8]

إن كنتَ ترغبُ في سجني 
فأنا تاريخٌ لستُ إنسان 

إن كنت ترغبُ في نسفي 
فأنا تاريخ لست جدران 

وإن كنتَ ترغبُ في سحقي 
فأنا تاريخ لست قطران 

وإن كنت ترغبُ في حذفي 
فالآثارُ تروي كلَّ ما كان !


[9]

إني  
محطمٌ 
من مُرِّ السكوت عن القتل 
أكثر من كدَري 
من الموتِ نفسه !


[10]

كانون قال 
وانقضى
                   مرةً أخرى

كل المقال ...!!


                                                   دلال الحلاق 
                                                                29/ديسمبر

لَيـــالي كانون الأخـــيرة ،, (1)



            كانون 
                             يَهذي .. ! 

[1]

كانونُ يحكي كلَّ شيء 
عما مرَّ طولَ العام 
عن الناس التي فرِحت 
عن الناس التي ذُبِحت 
عن الأشواقِ والأحقاد 
كانونُ يحكي كلَّ شيءٍ 
عما حل بالأيام ..


[2]

كانونُ يختَزِلُ الحكاية 
يختِزلُ أحداثَ الرواية 
ويحفظُ 
يحفَظُ ..
 كل شيءٍ بانتظام 


[3]

كانونُ قال 
يالِ الذهول 
لهذا العامِ أسلوبٌ ذليل 
البسمةُ أمسَت بلا ذكرى 

الدمعةُ أضحت بلا قيمة 
والحال صارَ غيرَ الحال


[4]

الكونُ أظلم والنفوس 
والمالُ صارَ رأسُ المال 
والدمُ طافَ بلاد العرب 
والدمع طاف على المسلمين 
والشجبُ صار 
أسلوبُ النضال 


[5]

ما أقسى المشاهِدَ كُلها 
وأنا على قيدِ قصيدة 

يؤلِمنِي في الصورةِ طفلٌ 
مذبوحٌ أنهكهُ التعذيبَ 

إني أذوبُ من الأحزان 
والشعبُ العربيُّ غريبُ 

يجيد الرقصَ والألحان 
ويُحيي الحفلات بطيبة 

 ويلُ العُربِ من التاريخ 
ومن قَسَمٍ ألقاه شهيد ...


[6]

إن هذا السجال 
لا ينتهي بالإعتقال 
فالظلم أسلوبٌ حقير 
والقَتل أسلوبُ الحقير 
أيها الحكام 
هل يبدو واضِحاً 
هذا المقال ؟


..
.
.

[7]

كانونُ قال 
..
وانقَضى كلُّ المقال 
ومضَى الوقتُ في عُجال 
ولم أكتب شيئاً يَذكُرُني فيهِ الشتاءُ 
سوى المُحال !
!


                                                                    دلال الحلاق 
                                                              26/ديسمبر_كانون أول 

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

لو ترجع .. أجمل ذكريات ..،





وكأن الزمن عاد الآن 15 عاما الى الوراء

 وأرى نفسي بزيَ المدرسة عندما كنت في التاسِعة ..

بل أنا الآن بداخل نفسي وعمري 9سنوات

أحمل كُتب الصف الرابع وأرتدي  فوقه ثوبا أبيض  يخص فريق الصحة وأركض

 في ساحة

المدرسة القديمة بيدي دفتر صغير وأشتم صديقة لي كانت غالبا ماتتحمل


 شتائمي اسمها جيهان شعت كانت قد نسيت دفترها على 


طاولة تجمعنا في نفس الصف 

ثم يدخل قلبي السرور  لأني لا أصدق أن أستاذة اللغة العربية الحازمة 

جدًا والملتزمة جدا 


 (نوال)

 قد تغيبت اليوم عن حصتها !

وأسمع الجرس يدق مرة أخرى بعنف ليؤكد سعادتي، وأن 

الدوام 


قد انتهى 


لأركض بسرعة نحو البيت 


 خرجت من باب المدرسة وأنا أفكر بشكل الطبق وألوانه أتخيل 

أخي وهو يشده في السماء عصراً فيُحلق 


 ثم يثبته بيدي الصغيرة وأنا أنادي بأعلى صوتي 


على 


بائع 

الحلب !


وأكلت وكتبت الواجب ولعبت واستمتعت بأنشودة "بلدي أنا "


 التي تبثها قناة 



أرضية قبل فقرة الأطفال !

 وعشت أيامًا غالية لا تعود ولاتقدر بثمن ورأيت مما رأيت 


صديقتي سها


وكانت تنادي علي من أمام سلم المدرسة لتحيك خطة خروج 


في رحلة  ،



رأيت دعاء الغندور وكفاح الخريبي ...



.
.

 ثم اختلط عليَّ ما رأيت وتلاشت كل الصور ...


 وابتعدت  .. 



وغابت  ...



 وفجأة


،


 لم أعد أرى شيئاً ..


...


 فقط أسمع رنينا يأتي من كون اخر   يقرع طبلة أذني بشدة 




يؤذي سمعي ويمزق مشاهداً أغلى من الذهب ... 


 استفقت


فإذا به تنبيه الهاتف وإذا بي 


أحلم ! 


!


!



تنهدت .. وانتابتني مشاعرُ لا تكتب 

إنها فقط تُحَس !!

وإني بحجم  حبي لبيتي ولزوجي 

فإنَّ شيئا لا يوازي هذا العطش بداخلي لأن أعود لأعيش يوماً 


من أيام الطفولة


.

.
....

يآه 


ما أجمل " أيام زمان "








الاثنين، 25 نوفمبر 2013

قصــــاصة خريفية (11) ، والأخــــــيرة "





فيها عتمةِ الليل المنارة بالقمر 
يؤنِسُها فنجانُ الشاي المعبأ بالذكريات 
كلما مرّ بخيالي خاطر 
لاحت في الأفق شمعة  .. أضاءت على ذاكرتي
وعلى أوراق الشعر القديمة !


فيها عبقُ مُبهم فيه مذاقُ خاص 
_ خاص جداً_
.
.



فيها عبقُ الحوادِث 
ورائحةُ الليالي المُطِلة من نوافذ السنواتِ الحلوة 
فيها طعم لا يتكرر أبداً 
..
.
فيها طعم  سيبقى 
ل يتجدد
             أبداً  .....



السبت، 23 نوفمبر 2013

قصاصـــة < 10 > , / رائعــة قديمــة /،




رائعــة غابت عن سماعي  مدة من الزمن 
من غير أن أشعر ..
فأنا بالفعل " كنت أسيرُ غِشاوة "
إنها ذات الغشاوة التي تتجدد كلما طحنتني الدنيا في ملاهيها 
،
كنتُ كلما رجعتها على أذني َّ 
ورددتها ليلاً  ،
أشعر بأن ضيقي قد انفرج 
وهمي قد انزاح ،
وذنبي قد غُفِر ،
.. 
فيا ربي اليوم قد مسحت غشاوتي   وبدأت بالقلب البصير أراكَ 
يا غافر الذنب العظيم وقابِلاً للتوب ..          قلبُ  تائبُ ناجاكَ 
،

مالي ومال الأغنياء وأنت ي ربي الغني ولا يحد غناكَ
مالي ومال الأقوياء وأنت يا ربي عظيم الشأن ما أقواك 
إني أويتُ لكل مأوى في الحياة فما رأيتُ أعز من مأواكَ 
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة فلم تجد ملجأ سوى ملجاكَ
وبحثت عن سر السعادة جاهداً فوجدت هذا السر في تقواك
فليرضى الناسُ عني أو فليسخطوا .. أنا لم أعد أسعى لغير رضاك ....
،
يا رجائي 







قَصاصـَـة < 9 > .. " بِ (صَــمْت ! ) "


،


دخلا بصمت

مشيا بصمت ،
صعدا بصمت على السلم ..
جلسا بصمت على الكراسي ..
تبادلا النظرات ،
فتكلمت النظرات
وظل على الشفاه الصمت !



طلب المينيو أحدهما وهو يتحامل على الشفاه ويسرع نحو الصمت ..

نظرا لطلبين مختلفين جدا !
لأنهما مختلفين جدا _هكذا لاحظت_
فآثرا أن يأكلا نفس الطعام _هكذا أيضا لاحظت_
اختصار للوقت والكلام
وإيثارا للصمت !




تحدث الثاني بتحاملٍ على الشفاه ثم عم الصمت !

أكلا فكان لقرع الأدوات والصحون صوت عال يعلو كلما زاد الصمت !

شربا القهوة بصمت
 ورحلا بصمت !!



ولم يصدر عنهما فعلا آخر ..

لا شيء سوى صمت ليس فيه إيماءات ولا إشارات ولا حركات
ولا هما من الخرس ولا أي دليل على تعاسة في الوجوه أو ضيق في الأموال أو أو أو !


بصمت لا يوحي بشيء دخلا وخرجا ،

فهل ياترى يكون الصمت
لغة التفاهم بينهم!
إن كان كذالك
فلا مشكلة بالعكس ليتهم يستضيفوني معهم مرة كل اسبوع فإني أشعر أحيانا أني أحتاج لساعات من الصمت 

وأعتبر الصمت أرقى وأهم لغات الحوار .. وفناً جميلاً من فنون اليوغا !
وأما لو كان الصمت طريقة مهذبة لعدم وجود مفر من الحياة سوية لأنَّ الأوان قد فات أو لأي سببٍ آخر
وأنَّ اختصار الكلام كانَ بهدف تجنب الحديث ..فهذه مشكلة فظيعة لا أعرف كيف اتفق كلاهما على صياغتها !
 وقبلا بها ومثلاها بإتقان ياللهول 
إنهما أغرب من التساؤل ذاته !!



إني أتمنى أن أخرج مع زوجي بصمت لكن ذلك لم يحدث قط

وإني أكره أن يحدث دائما فذلك أقرب للملل !!!

 لكني إن تمنيت فسأتمنى أن نكون في دائرة الافتراض الأول

؛

ثُم إني أدعو الله بحرارة 
اللهم قنا الصمت 
المؤدي ببطءٍ إلى الموت !!
!

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

قصاصــ/ ــ(8)ــ/ـة "،




شيءُ ما 
يصنع هذا الضجيج  ..
إنهُ ليسَ الفراغ !
ولا الوحدة 
ولا حتى الصراع ! 
الدائرُ بيننا على طول المدار 
،

قد نام الصراع 
وتيقّظت كلُّ الأعباءِ فوراً 
وتيقظت كل أنباء الرحيل 
ولا دليل 
!
على مصدر الضجيج 
ربما هي وسوسات الليل 
تطهو اعتقادات النهار ، 
تطبخُ الشر والطوب والأحجار 
بصوتٍ  مريب !
..
يثيرُ الشك والنارَ في القلوب 
ويُصبِحُ الليل مشوارا طويل 
ثقيل ،
يُلقي على الصدر الحمول 
..
يحرك الشك في اليقين 
فينسِفُ كُل شيء 
ينسِفُ الفكر والمتون 
ويخلِق الأوهام 
والكذب 
..
والخيالُ الأعمى  
        .. والظنون !

..

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

قَصاصـــ 7 ـــة / سلـوى " 25 " ,





وأنتِ يا سلوى .. 
      نِصفُ الحِوار 
   ونِصفُ الأشياءِ !
وأسلوبُ المسار !

،

أنتِ نصفي 
ونصفُ < الدُّنيا >

/
وفؤادي الذي عاشَ لأجلِك 
وفؤادي الذي ماتَ ببعدك 

،
وأنتِ طريقي إليكِ يا سلوى 
وحلوى الأيامِ الراحِلة
!!

وأنتِ رثاءُ ذِكراكِ 
وأنا ( مسراكِ ) 
فــ
ترجَّلي نحوي وكونِي 
رسُولا لخيرِ نواياكِ !
ثُمَّ قولي  .. أُحِبُّكَ ، 
تندَمِلُ الجروح 
بِداخلي .. 
يوماً  
..
وأذرِفُ 
دمعَ لقياكِ !!



،

السبت، 2 نوفمبر 2013

أُحاوِلُ كشفَ الشهــداء !




[1]

أحاولُ فهمَ المساء
أحاولُ كشفَ الشهداءِ
 كيفَ يحاولونَ إغوائي
أحاولُ رسمَ الصورةِِ التي..
نبتت في خيالِ الأنبياء
وأستدعي الريحَ التي تغدو
 بلا سحبٍ !
وتُمسي على دورِ الأبرياء !

[2]

بعيداً كانت الفكرة
كانت تراثًا وعبيرًا
ومازالت بعيدة
ك وقت الأصيل
ومثلَ حيفا وصور !
كانت لحنًا يسطو على القلب
وسرعانَ ما يخبو في ذكرى المصير





[3]

إني أحتملُ كلُّ الأمسيات
وأجمعُ بينَ كفيَّ كلُّ الحضارات
إذا ما علمتُ
أنَّ القدسَ فراشتي التي
تحطُّ على كلِّ الأمنيات




[4]

إني أتنهدْ ..
مثلَ تنَهُّدِ الغائبينَ عنِ الوطن
أو مثل تنهُّدِ الوطن ..
وهو يحلم بالغائبين ! 

[5]

إني أسألُ في ضجر
كيف نزلتم وأنتم مجردين ؟
من نزهة الحقول !
كيف انحدرتم ؟ 
وتركتمُ الشَّمسَ تغربُ على كومة الذباب والغجر !

[6]

أيُّها القمر ..
أظنك محدود الإيمان ..
وأظنُّ السائرونَ في خطى البرتقالِ ليسوا لك ..
وأن الغارقون في الحب وفي الليالي ليسوا لك .. 
وأن النائمون في الفراش المستورد لم يكونوا لك !
وأن الحالمون بك
ليسوا لك !!  

[7]

أنادي في الغائبين ..
لا تردُّوا العائدين
لا تهربوا من المشاهد
أرضكم ليست لهم  .. يا أيها الغائبون !

[8]

أسترسلُ في رمقةٍ من العيون
يكون معناها التحدي ..
أو تكون السنين ,
ويكونُ امتدادي مسألةُ الخريفِ
وأسلوب الأرضِ العاشقة
في تولي أمر الحائرين
،
وأنفاسي تتعلقُ بالماضي
وتتعلق في أمر اللاجئين !!

الخميس، 31 أكتوبر 2013

قصاصـــة ؛6/




أيتها المساءاتِ الحائرة 
التي تُشبِهُ القوارِبَ الضائعة 
في بحورٍ لا تنتَهي  ..

 تُشبه أنفاساً لا تستقر 
من زحمةِ المشاعر 
!
أيتها الأمسيات الحائرة 
لماذا لا تُشبهين شكل الحقول 
الصاعدة في الأفق
أو شكلَ الزهر في امتداد المساحات 
لماذا تبدينَ حيرى 
وسيئةِ الوَقع  على قلبي !

عاكِفةُ أنا 
في محطّاتِ الانتظار 
عَسى أن تكوني أجمل في يوم ما !
،
معبّأةُ أنا ببراعم لم تُزهر بعد 
تتعطّش لتورِق ياسميناً محلى 
بشيءٍ 
لم 
أتذّوقهُ بعد !

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

قصاصـــة "5"





عائقٌ وحيد
يمشي في أعصابي
يمشي بأسلوبٍ مستفز ..
ليس فيهِ رحمة
ليسَ فيه ذوق
ليس فيه تقدير
عائق طويل الأمد ..

هاهو يمتد أكثر فأكثر
ويصبح أبغض وأبغض
هاهو يعلو ولا يهدأ
مستمر كالساعة أو أشد
مستمر لا يقف
مستمر متى يقف
متى يهدأ
وتهدأ هذهِ البراكين
المضرمة بصدري

،


الاثنين، 14 أكتوبر 2013

بأي حالٍ عدت يا عيدُ !!




عيدٌ بأي حالٍ عُدت ياعيدُ
بأمرٍ مضى أم بأمرٍ فيكَ تجديدُ
/
آه
كلما شعرتُ بالعيدِ يقترب 
لاحت  أمامَ ناظِريّ صور المسلمين ومآسيهم  ..
في سورية في العراق في مصر في أفغانستان 
في السودان في بورما في الشيشان في البوسنة والهرسك وفي كل مكان مغيب عنا قصدا وعن عمد لتسهيل نظرية الذبح على الهوية ،
وطبعاً رأيت _القدس_ في عيني 
دمعة في العين وفي البال !
!
إني كلما تراءى لي كل هؤلاء 
تحشرج الغيظُ في صدري  و تحشرج الدمعُ في عيني 
وكدتُّ أختَنِق ببطىْ 
.. 
ما أصعب هذا الشعور 
" القهر " 
إنه يدفن أي بوادر بداخلي للإحساس بالعيد 
لو تأملنا جيداً حالنا .. لبكينا بدل الدمع دماء 
.. 
لا أقصد قتل الفرحة بالعيد 
لكننا لاهون 
والله لاهون 
قُتِل الإحساسُ فينا 
إنتهى العصر الذي كنا نحترق فيه من أجل بعضنا
ربما ذُبِح كما يذبح أي طفل_إنه تشبيه صعب لأصحاب الأفئدة_ لكنّه ذُبِح وانتهى الموضوع! 
ماذا عن المعتقلات 
ومايجري بها 
إنهم يتمنون الموت ولا يجدوه ..
ماذا عما يحدث في سورية .. إنه قصة تحصِر بداخلها كل الآلام وكل المواجع وكل المآسي !
ياللهول .. إنها أرقام لا تحصى  .. وأعداد لا تنتهي !
ماذا عن الجوعى والمضطهدين والفقراء والبؤساء حتى من غير المسلمين في هذه الدنيا الماجِنة 
ماذا عن الذبح على الهوية بالنسبة للمسلمين وحرقهم أحياء وإبادة مدن بأكملها في  بورما 
هل وقف أحد يتأمل 
ماذا عن قصص الاغتصاب للفتيات المسلمات ومساومتهن على رغيف الخبز في البوسنة ؟
ماذا عن وعن وعن وعن ............ 

هل بعث أحد فينا  برقية تعزية _على الأقل_ للإسلام  لموت معتنقيه !
هل شعر أحد بهم  ؟
هل فكر أحد فيهم ؟
لقد أسمعت لو ناديت حياً  .. ولكن لاحياةَ لمن تُنادي 
ولو نارا نفختُ بها أضاءت .. ولكن كنت تنفخ في رمادِ
..!!!!

الآن انتهى الزمان وصرنا غثاء كغثاء السيل 
أعداد لا تنتهي لكنها فقط تفرح بمظهر الإسلام ولا تفقه شيء عن مخبره 
الآن مئات الآلاف تؤدي فريضة الحج 
نعم هي فريضة ولكن .......... الكل يؤدي فريضة الصلاة والصيام والزكاة 
الجميع يعتقد أنهم حماة الإسلام 
ولكن أين هو الإسلام ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وأين هم هؤلاء الحماة 
تجدهم يصلون وعقولهم مشغولة في الآي فون والآي باد والفيس بوك 
يصومون ولا يعرفون أي أدب من آداب الصيام 
يزكون فقط ليراؤون 
وحتى الحج . . _ إن أخلص بعضهم فيه _ يعود إلى بيتِه لم يتغير في سلوكه شيء وكأنه قضى نزهة بعد شوق ثم عاد إلى بيته لينام !!!
...!!
طبعا إلا من رحم ربي 
،
إني لو جئت أشرح ما بنفسي الآن 
لن أجد ما أقول 
نحن نمارس حياتنا بطريقة خاطئة 
التربية فيها خاطئة التفكير التطبيق التنفيذ 
 ...
كرهت الإطالة 
!!!
فقط وباختصار ..
 هذه الأعياد في هذا الزمان لم نعد نستحقها 
 .. ولو استحقها البعض
فهم أولئكَ البؤساء فقط !!!
وحينَها فإن الأعياد نفسها لا تستحق الفرح !!
!
 
                                            
                                                   دلال محمد ///