الخميس، 9 مايو 2024

شجرة سرو صغيرة ،3🌲


 


تلكَ اختصاراتي لتلكَ الشهور ...

شهور الموتِ الحاضر كل لحظة ..

والحزنُ القائمِ في الأرجاء مثلَ استحقاق! ..


طارت يماماتي الطيبات ..

ولم يتودد لي هدهدي الحبيب ...

قطعتنا السُّبُل وخلافاتِ الحروب ..

وصورُ الموت المزمنة ..

،

سافرتُ أنا ..

 وحماماتي على يدي ..

وتركتُ خلفي الأرضَ والأحباب .. 

تركتُ أمي ! ... 


وكلَّ ما مضى وضعتهُ بينَ غيمتين من الدموع ..

وأهديته لوجهِ الأرض المذبوحة ...

!

ولا مفر ... لحياةٍ تُقتل كل دقيقة ولا تموت !

لا مفر لشخصٍ مثلي ..

يفضلُ الموتَ دفعةً واحدة كالمُقاتل !




،


الأحد، 5 مايو 2024

شجرة سرو صغيرة | 2 ~

 


بطيئا احترَقْت ...

عندما احترقت المدينة ..

،

بطيئا ً  هوَ وعيي الآن !

بطيئا .. شعوري بكل شيء ..

وبأحب الأشياء .. !


 استيعابي / ابتسامي / تقبُّلي /.. تأقلُمي .. 

تنفُّسي / نومي /حضوري ..  بطىء !

،


وما أسرع الدموع ! 

...

بكيْت .. بكيْت ......

...

بكيتُك غزة ... ونُفيت ..

بكيتُك حينَ خرجتُ منكِ قهراً

منذ انتُزِعتُ ...

 مذ ضممتُ مفتاح بيتي بشدة .. 

وجرحتُ قلبي ومضيت ! ..

وانطفأ المشهد ..

وذهبت من المجهولِ للمجهول 

دونَ أن أدري

..


ها هيَ الخيام بينَ ناظريّ ..

وأنا فيها  مع دفترٍ فارغٍ وحطام ..!

هوَ مشهدي الأخير وأنا لا أعرف من أودّع ..

ومن أبكي بعد الآن !


تقطعت المدينة إرباً .. 

هُشّمت وشبت فيها أحقاد الظلام  ..

أرى المشاهد ..

والدموعُ تطوف مع الذكريات ..

أينَ الطرقات  والأرصفة 

أين البيوت والأبنية  ..

 أين أعمدة النور ، الأسواق ، الأبراج ، المشافي  والمقاهي ، المدارس أين اليافطات الملونة ،

 والأنوار المضيئة بكل ليلة ..

 وأين أهلُ المدينة الطيبين !

أينَ جيراني ، وبيتي ؟!!!

بيتي المُحلّى باللطافة .. 

وبياضُ الروح والسُّكر ..

أينَ شروق الشمس الشهي ..والعنبر !

كتبي  ومكتبتي ، كتاباتي !

منذ الصغر ، ولوحاتي ، 

أدواتي الصغيرة وألواني ..

مطبخي الهادئ وصوتُ الإذاعة الرفيق ..

،

أشيائي التي لا تحصى 

وألعاب أولادي ...  والفرحةُ والصور ...

كلّه رماد ...

 ذكرى تقضُّ مضجعي 

وأحلامٌ انقضت ...،

،


نحو خانيونس توجهت عيوني 

وقلبي حنّ لأول لحنٍ ذبتُ فيه ..

 معشوقتي الأولى .. 

 طفولتي ورائحة الصغر ،

ملاذي أنتِ يا أبية

يا قلعتي العتية ..

 يا وردتي القديمة ..

فيكِ ازدهرت .. ولعبت وأحببت ...

فيكِ رائحتي الأولى .. ومكتبتي الغالية

وذكرياتٌ ذكريات ...

وأنتِ خليطاً لا أفهمه يا حبيبتي 

غنّيتُ وغنّيت ..

فيكِ كثيراً ... واحتميت 

وكنتِ عتيّة الشموخ  ، عنيدة القتال ..

رجالك جبالٌ وحديد ...

 لذتُ إليك شهرين ...

قبل أن يقرر العالم أجمع أن يحرق كل مافيكِ ..

غيظا ً وفجورا ...

فزِعت ظهراً على دويّ الرعود .. ليهدموكِ

آهٍ كم أنا شريدة ..

كم أنا شريدة يا خان يونس ..

وكم أنا بعدك وحيدة .. 

لا أملك هوية !






.....................................................يتبع !



الجمعة، 3 مايو 2024

شجرة سرو صغيرة 🌲 ،!1|



" وتمرُّ قافلتي بأبواب الخيام 

وتجيشُ في صدري خواطر ...."

،



كلمات صغيرة مثل حبات الرمل ..

تمر بذاكرتي المقطوعة !


!

إن أرادَ ..

حرّكَها الهواءُ الناتج من تحرك أرجوحتي 

فطارت وانتست ..


 لم أدرك حجمها وقتها .. 

كنت صغيرة  .. كما بدت لي  !


،

صدحت كثيراً ببيتنا ..القديم  ...

تلك الأيام ..

صنع لنا أخي الكبير أرجوحة على سطح البيت

سطح بيتنا كانَ محاذي لمستوطنة في الأفق البعيد ..

وجدار البيت ..والباب العلوي  كان فيه  ثقوبٌ كثيرة 

تدل على طلقاتِ رصاص !

وكانت أحاديث الانتفاضة تطوف حولنا كل يوم 

..

لكن طفولتي لم تكن تفهم !...


،

كنا نحن الصغار جدا ! .. نلعب ونمرح

بينما صوت الأناشيد القديمة يصدح عصراً  ..

صوت الكاسيت كان شجياً أليما ..

يغمرني بحزنٍ لم أكن أفهمه أيضا !..



/

اتضح لي أخيراً ..أن ذلك المقطع الصغير 

 !

 ...أكبر من حبيبات رمل ..

وأعمق من بذور الليمون ..

أكبر من ساعة عصر .. وأحاديث كبار

أعمق من ذكريات طفولة

 وطلقةٍ في الجدار 

،

إنها حروفٌ من عذاب  .. 

غنتها حناجر تعرفها ..

تُخمّن ما لنا .... ومآلنا !


تخمّن كم سنكبر ..

وكم سوف نفهم بعد حين !  .. !



!!

كيفَ بعد مرور السنين

 سنصحو على دويّها

!


على دويّ اللجوء ..

وعلى صفعاتِ الخيام ..

وأبوابِ الخيام ......


..


على آلام الهجرة ...

وعلى أبوابِ الإغتراب !!


!!