الاثنين، 14 ديسمبر 2015

في اللايت هَاوس " 2" /




أسهمتُ بناظريّ نحوَ البحر ....
فلم أقرأ يومها 
سوى زُرقة الأمواج ،
ولم أسمع 
سوى صوتُ الهدير !

،
كانَ بداخلي مثلها 
بحرٌ من دنيا غائمة ...
لم تطلع عليها الشمسُ منذُ زَمَن
....

وَكَانَ لذلك البحر 
هدير ٌمِتعَبٌ ... 

يتنفّس الصعداء كُلما تنفّست !



لقد شهد عليَّ شاهدٌ من الجارسونات !!!
وكنتُ يومها بأسوأِ حال !

على أمل أن أخرُجَ على الأقل
على ما يُرام !

/

ظلَّت الأجواء هادئة .. 
تؤولُ نحوَ الصّمت !

والصّمتُ بداخلي 
يؤول إلى عالمٍ من الصُّراخ ....

لا يُخفّفُ وطأتَهُ 
سوى مهرجاناتٍ من الدموع !

طالما احتبست في جوفِ السّنين
....

تلكَ السنين التي مرّت بطيئةً جداً
بلمحِ البَصَر !!!!!


،
أدرتُ في نفسي عجلَةَ الزّمن ...
وقلّبتُ فيها الأصوات والصُّوَر ....

فإذا بي أصيرُ ثُقوباً تنخرُها الأحداث 

مِصفاةَ ألم !!!!
!!!
 يتلاشى منها كُلُّ شَيْءٍ
ويتبدَّد ..... 
سوى صدى 
     يتردد نغماً ....
لـ بداية " كل القصايد " 


!!!!
فإذا بي أبتَسِم ......
!
وسطَ بحيرةٍ من دموع
تحدّرَت وانحسَرَت في فنجانِ الشاي ...
لا أفهم تماماً 
ما الذي اجتاحني حينها ...

لكنّي لم أسمح بذرفِ المزيد منها

بل إني لم أفرّط فيها !

وأعدت شُربها ضمن رشفات الشاي

لأُقنع نفسي بأنّهُ مهما يكُن من أمر
لا شيءَ يدعو للبكاء !!

!

تلكَ الرشفة الأخيرة التي بها استَفقت
لألملِمَ ما تناثَرَ من أجزائي ....

وأُلَملِم ما تناثَرَ من أوراق ....
ديواني الثّاني .........
" حبيبتي تحتَ النَّار "


قَبْلَ أن أفقده الآنَ بالكامل
!!
ويضيع ...
كما ضاع مني السابقون !!!!


ويرحل عني تماماً

كما رحلَ عني الراحِلون .........

........
.....

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

رسَالـ/ ~47~ / ــة .... >!




صبَاحُ الودِّ يا سلوى
وأنتِ الودُّ ... أَحياهُ
..
،
وأنتِ لَهُ 
كَـ دفىءِ الشمس
،
لَهُ الحِنَّاءُ
       والمَرمَر ...
لَهُ الرّيْحانُ
      إذ أَزهَر ...

لَهُ أنتِ .....

أسرارٌ .... 
وآمالٌ .. مُحيَّاهُ

،


صباحُ الوردِ إذ يندَى
بِـ لَيلٍ طالَ مَشتاهُ
...

وكانونٌ .. يحثُّ خُطَاه
    بِجِذعِ الُّروح مَْمشاهُ ....



تعثَّرْتِ 
بـ نسيمي يآ ...
سلوى ....
أم جئتِ بِهَواهُ !


!!!

صباحٌ عَزَّ ملقاهُ ....

وتُقتُ سلوى ....

لرؤياكِ ...
      ونجواكِ ....


ويُمناكِ ......
    تُصيبُ يدي بالحُبّ

تُصيبُني بالخوفِ

من قلبٍ ...
كَبُرَتْ بِحُبِّكِ .... شكواهُ



صباحٌ 
تعَجَّلتِ الُخطى فِيهِ !
،

تُغادرينَ الرّوحَ .....

والدُّنيا !

تقفينَ وحدَكِ
في بابٍ ....
كـَ بابِ العُمرِ أنساهُ

،
مفتوحٌ ...!!
مُقفَل عليكِ
!

مقفولٌ
يَفتَح لديكِ !

تُحيطُ بهِ
 أركاني 
        و.. خُطاهُ ...
....




أُحِبُّكِ سلوى 
     ... واعلمي

أنَّ موتَكِ " قُبلَةٌ " ....

مُحَلَّاةٌ ...
 بها الحياة .......

بها صوتٌ
في الليلِ 
      يُرَدِّدْهُ صَداه ...
...
...

وأني ... 
بـِ  بُعدُكِ أحتَضِر
....

ومهجتي نارٌ
وذِكرُكِ مُستَعِر ...
!


والشوقُ .....!
من للشوقِ .. 

              يَنهَاهُ !!



/
......


!

...



الجمعة، 27 نوفمبر 2015

" في اللايت هاوس" / أبنائي الأعزاء 1 ,



كانَ ذَلِكَ في الفصلِ الأخير ..
في الخريف الأخير ..
في آخرِ الخريف


في أيامٍ تشبهُ هاتهِ الأيام ...

ليلاً .. 
يُشبِهُ فيها قمرُ صَفَر ... هذا القمر

وعصراً ..
تشبِهُ فيها نسائمُ البحر ... هذا النسيم

هِيَ أواخِر تشرين ثانِ
وآاه ٍ منكَ يا تشرين ...

يا قرنفلةَ السنة ...
ومتعة الوحدة والكتابة والحب ....
 وطعمَ البعد والقرب والعِبادة !!
!!


،

لقد كانَ ذَلِكَ في مطعم اللايت هاوس ..
مطعم يقع قُبالة البحر 
ويعلو عن مستواهُ قليلاً
ليراهُ المُتأمّلونَ مراماً ونجوى...
،

هي لم تكن المرّة الأولى
 لكنها كانت المرّة الأخيرة 
قبل أن أفقد جزءاً مني
وأحيا جزئي الأخير
،

أقبلَ النادل
رحّب بي ..
وَكَانَ يعرف شكلي
وَكَانَ يعرف أني أجلس وحدي كل مرة ... إلا ما نَدَر
وَكَانَ يعرف من هم النّادرون !

وَكَانَ يعرف أينَ أحبّ الجلوس
ويعرف ماذا أطلب !
ويعرف أني لا أطيلُ الجلوس
!
وَكَانَ يعرف أن أيَّ أغنية لفضل ستكون جيدة على أيّةِ حال

وكنتُ أعرف أنه يعتقد مؤمناً ..
أني الحَسناءَ العميقة
التي تكتظّ حياتها بالمشاكل ...
!!!

ورُغمَ ابتسامتي التي تُبدّد جبالاً من الشكوك
لم يفتأ في كلِّ مرَّة  أن يُقدّم لي  فنجان الشاي بأسلوبٍ ممتدّ
كأنه يحاول سؤالي عن صراعٍ ما يدورُ في نفسي ... !!!


وكنتُ أُكلّم نفسي قائلة
 ...
ربما تساؤلاتُكَ لا تُصيب دوماً
فأنا مُرتاحة عائلياً
وهيَ لا تُخطىء دوماً
فلديّ صراعات عِدّة على المستوى الشخصي
!!
وفي الحالتين ... أنا أشعر بحيرة لا أفهمها
ما يؤكّد أني أقع بمشاكل ربما تجلبها وحدتي الطويلة معدومة السبب
 وتأمّلاتي الغريبة بالإجماع
!!!

وما يؤكد أنك أيها النادل  .. مُحق مهما تبسّمت !!!!
فأنتَ شاب ... ولَك أن تُخمّن أسرارَ الشباب !!
/

لقد كانَ صريحاً ذاتَ مرّة 
فسألني إذا كانَ بوسعه أن يساعدني بأي شيء !!!

حينها أكّدت له أني إذا زُرت هذا المكان ...
 فهناكَ احتمالان ...
إما أن أكون بأفضلِ حال ...

وإما أن أكونَ بأسوأ حال
وعندها أنظر نحوَ البحر من طاولتي ...
فأعالج نفسي وأصبح بأفضل حال
!!
لقد أتممت مازِحة
على كل حال لن أخرج من عندكم زعلانة
/

عندها .... 
      ضحكَ وشكرني ........ 
ثُمَّ  ذهب ...

،


الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

رسالة ,"46" / قصاصـ25ـة .......!



في يدي الأقلامُ يا سلوى ....
            مُكٓسّرة !


الشوارعُ بيننا مُغلقة ...
 والزّوايا مساحات ...
....



فإذا زَرَعتُ الأرضَ ورداً ... بإسمِكِ
.......
صارت الأرضُ جرداءً ...


                 مُقفِرَة !!!!



تعصِرُني قبضةٌ من حديد ...
وتصهَرُني .......

                  أيامٌ مُقَدّرة ....!





فَـ دَعِي مٓيتاً ... 
يقرأ على قبرِ سلواهُ 

آياتِ الصّمتِ .....

              والوَجدِ .... المُعَثّرة !!!



دعيهِ ....
       يتلو بخشوعٍ
             وخضوعٍ ....

أسراراً ... وآمالاً
مازالت ...

بينَ الضلوعِ 
               مُتعبةً .... مُبعثَرة 
!



يا سَـلوى .... 
كُفّي عن الموتِ المُكرّر ...
كُفي عن القهرِ المُعَلّب

ودعينا 

نُقْتَلُ ...

في المرّةِ الأخيرةِ

" المٌدَبَّرة "
.......
،

واربِطي ...
على قلبِكِ قلبي

واهنَئي ...

بنومٍ هادىءٍ ..... 
وأحلامٍ مٌزهِرة
!!!


 تتبدد سريعاً ...!!!!
في سماء الوهمِ 
العاثِرة 
..
!!
!


أكونُ أنا فيها
فِدا عيناكِ
وفداءً ....

لروحِكِ الساهِرة !


،

لن يُفيدُنا البكاءُ

ولا الأغاني المُبحِرة ...
..


فهذا القبر أوسَعُ آفاقاً
من فضاءاتٍ ... 

رسمناها معاً

تبدو "خِداعاً! ...
 " آسِرة "
....

وانتظِري في موتِكِ دوماً
زيارَةَ عاشِقٍ
،

يحمِلُ زَهراً
 وعِطراً ....
وآياتٍ ....
 لا تتلى 

سوى في مَقبَرة ...
!



أنظريني مدى العمرِ
 في جلسةٍ  
حالمةٍ 
نادرة ....

....


وإنك يا سلوى فَوْقَ هذا
 قادِرة ...


أن تعودي حيّةً ....
لا تنطقينَ عن الهوى
!!!!!

ولا عن 

تلك الوعود   الحائرة  ....

!!!!!
!
~








الأحد، 11 أكتوبر 2015

قصـاصــ ٢٤ ــة / قميص يوسِف > مجيد انتِظامي ،




صوتُ التقاءاتِ السّراب
....


صوتُ الغربةِ والأمل


إذا انتهى يوماً وغاب ...

،

صوتُ الأرواحِ الصامتة

والقلوب المكلومة
...



صوتُ الانتِهاء ....
    وصوت 
          الفَناء .......



والرحيلُ بلا عودة ....

أو العودةِ بلا  جدوى .....
!
...





صوتُكَ ... 

إذا مررتَ خيالاً ببالي

صوت الصورةِ والمكان ...



وخُطاكَ ... 
       
عندما غِبت 

وخُطاك عندما أقبَلت ...



ولكن ما كنت لتُغيّر شيئا....

وما كُنتَ لتُعيدَ لنا ما كان .....



وبقيتَ يمامةً فَوْقَ غصنٍ بعيد ...

تزورُني حُلماً ....

وتُهديني عِطرَ الكلام ...




/

يا وطني وأغلى من وطن

 إليكَ أرسَلتُ قلبي كلمات ....

في هذا اللحن القديم الذي كَبُر 
وما مات ....

فاقرأها طويلاً .......


            اقرأها ..... وأنصِت 

إلى صوتي فيها

مُتهدّجاً ....... ضعيفاً 

حزيناً ....... تائهاً

يكره ما مضى ...... ويجهَل
                         ما هُوَ آت .......