الأحد، 15 أكتوبر 2017

" الذكريات .............~




بعد أن نام كل من أعرفهم !

وبينما أختار نوعا هادئا من البيانو
و أطهو مشروبا مهدئا  لأعصابي المفككة

والتي من شدة أوجاعها ...
 كأنها تموج في بعض
فلا تلبث تهدأ
من فورة إلى فورة ...


إذ بي أشعر  بدمعة حارة ...
تهرب من جفوني المتعبة   ....
ما إن انتبهت حتى سالت على خدي
 و سقطت ..
في الماء الساخن ..
غرقت وانكمشت نحو الداخل
في غمرة الماء الذي أوشك على الغليان


كلاكيت ...حقيقي  ..
حزين ...

يحاكي مشاعري التي باتت بلا مأوى
حين تسقط في لحظة واحدة ....
في لهيب القلب وتلتهمها نيرانه الموقدة

/


دمعة تلو الدمعة
تسافر
 ...
في بحور الليل الحالكة
بلا مجاديف ... ولا مقاومة ...
 لا وجهة محددة .. ولا هدف ...!

تحمل بجوفها آهات مثقلة ..  ...

وحكايات 
خمس سنوات مرت
تتجسد أمامي مثل طوفان سنين
تحاصرني وتمعن في حصاري

ثم تدهم عقلي وقلبي وروحي مرة واحدة   ...
فلا تذر فيهم سوى الآلام المشددة
والجروح النازفة  ....


حكايات كأنها لخمسين سنة
 تصبح بلحظة
ذكريات .....
..
تلاميذ جدد ينضمون
إلى صفوف الماضي
.....





أواه ....

من الماضي ... الذكريات ...و الحنين .....

هاته الكلمات  المهيبة الموحشة
الغامضة ...
المسيجة بألف سياج
الواسعة مثل سماء
و الممتدة .... بامتداد العمر

المهلكة مثل أداة حرب أحيانا

والتي تجعلنا مثل عطاشى وهي الماء
لتسقينا من ينبوعها  .. أحيانا


الممعنة في الصدور
مثل رصاص لا ينزع ولا يقتل  !
الجميلة الملساء مثل حرير ناعم
..


هي خطوط قزح .. على ماء الحفر
في طريق جميلة تلفها الظلال ...
ظلال الشجر العريض ...
في شمس عصر وديعة
بعد مطر حافل ....

بها كل الألوان ..
البهيجة والمعتمة ....


..
هي الموج الذي يجتاح المرهفين
فيجعلهم يغرقون ...
 بالضحك أو بالبكاء


هي ملخصاتنا على أوراق مبهمة
وسائلها الحواس ...
دفاترها الهواجس والأحلام .......

بلا أوراق ...
بلا أقلام ...

هي الحقائق صارت أوهام !
..
..

.....
لوهلة ...

سمعت صوت بعيد ...
يقول  ..............

.....
..." !


نعم شممت رائحة لمكان كنت فيه
فعادت تلك اللحظة
كأنها شريط مسجل .. تتم إعادته
كإني هناك
بنفس الهيئة ...
والابتسامة ...
والحركات ...

كإني هناك ... بنفس الإيقاع ...!

!
 استحضر ذهني اغنية صوت من بعيد
فورا ...
شعرت بذلك الفرح الغامر نفسه
بتفاصيله في دمي
بنظراته الغائرة !
...
ذلك الفرح الذي حالما تنبهت .....
تحول إلى ورقة خريف
اصفرت وانكمشت ....
ثم سقطت ....
...


...
ثم حملتها رياح تشرين حيث لا أحد يدرى .......!
...
..

هي تلك الحالة التي نعبر بها أو تعبرنا
ربما تكون الممر ..
أو نكون نحن الممر ...
حيث تسحبنا الحواس نحو الماضي
فنعيش لحظات منه ....

ربما نشم روائح معينة
 تخطف قلوبنا نحو مواقف انتهت
لتتجسد مرة أخرى

ربما نقابل  أشخاص يشابهون عزيز علينا ذهب ..
وربما العكس ...
فنعود إلى الوراء ... لنتذكر تلك الوقفة
 ...
أو الجمعة ...
أو السهرة ..

نتذكر أحيانا نفس الكلمات ..
ونفس الآهات ....



ربما نسمع أغنية ما ...

أو نتذوق طعما ما ..
يجعلنا نسترجع  ذكريات لها نفس النغم ...
ونفس الطعم
ونفس الأجواء القديمة ...



الذكريات ...
 إذا كرهناها ...
أصابنا الألم  ..
مثل رماح تمطر أجسادنا الغضة ...
فتعصرها ندما وأنين ...
لنهرب منها لأقرب واقع ......
...


إذا أحببناها ..
 انتفض بضلوعنا الحنين كأنه بركان يثور
وهرع الفؤاد نحو أي خيال يتراءى ...
عله يمسك فيه بيديه

عله يشرب من فيضه شربة ماء واحدة
يسري عنه من عطشه ووحشته .......
...
عله يصيب منه شيئا يطعم به ذاك الأمل الجائع
والدموع الحرى !

لكن هيهات ......


...

الذكريات .. 
كلها ....

ملح يحرق جروحنا المفتوحة
دوما ...
مهما كانت جميلة ..
سترسم فوق خدنا الدمعة ...



دمعة تلو الدمعة
تسافر
 ...
في بحور الليل الحالكة
بلا مجاديف ... ولا مقاومة ...
 لا وجهة محددة .. ولا هدف ...!

تحمل بجوفها آهات مثقلة ..  ...

وحكايات  ...........
......
.......
.....
!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق