الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

في وداع تشرين !

 


الهواء يحرك الغصن الناشف ...

وبقايا الرماد في حكايتي !

يحملها بعيدا .... لتجد مكانها بين القلوب المتعثرة ...

بعيدا مع صدى سيناترا وخوري ..

..

يهون عليّ الإيمان ...

وأن آيات الله تشفع لي في سجلات القلوب !

أما هذا الورق المخضر الباقي  ...فهو مُصَنّع بلا رئة ..!

لقد مر تشرين  ... وتخلى الغصن عن وردته ...!

فمات الورق الأخضر !

ثم احترقت هذه الدنيا الصغيرة .. 

التي كانت جنة في حوض !


لو أن هذا الغصن لم يكن غبياً .. واستدرك أموره المهترئة

لما ماتت وردته .. 

ولما انتهت هذه القصة بالاحتراق ..

ذهبت كل الأوراق 

في مهب الريح الآن    .. وبقيَ الهُزال 

مُعلنا عن عهد جميل انتهى ..

..

أيها الهُزال ..

أنت أنا ... وفنجان قهوة 




كلنا في الهواء العليل ..

المخصص لنا فقط ...


أمامي الآن صحن مستطيل طُبع عليه أشكال رسم فنتازي

لمدينة عصرية تشبه جزيرة في بحر ..

أخالها البندقية الساحرة .. ويستهويني ذلك 

وأرى فنجاني هذا  تمثال سكني ضخم !

يشبه  مِعمار يثبت هذه الجزر كما تثبّت الجبال الأرض ،

ويظللها كما تظلل الأشجار الوارفة مساحات الشمس !

ويستهويني ذلك أكثر يدفعني لعرض أفكاري على منفذ تصميمي ..

وأذهب لأتمنى أنّ زها حديد مازالت تتنفس .. لأكلمها بشأن ذلك ..

ولكن كيف سأكلمها ..هل سأذهب في رحلة أم سأراسلها أو سأتصل مباشرة أم .....

لكنها ماتت وعليّ التوقف !

ماهذا الجنون !!

كفى 

وتوقفت وصمتت ..

وهذا ما تفعله بي استراحة في المنفى !!!!


...



ثم هدأ الكلام الصامت !! .. 

تسلل لمسمعي موسيقى " يوم اللي مشي" 

فغاضت عيوني في صمت أكبر ... وأغمضت كالمُبتَهِل ..!


لا أريد العودة للوراء 

لقد كان لي الكثير ونفذ ! ..!!!

ما يعبٍئ قلبي  الآن هو أول قطعة قراءة بصوت صغيرتي .. 

... وأول غفوة لرأسي فوق كتاب منذ سنين!!!

!


ومازلت مسافرة بعيدا عن المساكن وأرتاد البحر ..

لقد مر تشرين ومازلت أرتاد الرحيل ...!!

ومازلت أقف قرب الشبابيك .. أستقبل رحلات النسيم 

وأكون في الانتظار !

لا أعرف بانتظار من غير أبنائي ...

أنا فقط مسافرة في طور الإنتظار !!!!


ولقد مر تشرين مع صدى سيناترا 

والأوراق التي ذهبت .....

في مهب الريح

!!!!











الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

مئة عام من العزلة !!!

 


في الصباح ... تتسلق العزلة .. 

فوق شباكي  ..

بعد أن تطير العصافير ..

وتعطيني عيونهم البريئة ..

ألف عام من طفولتي ..

وألف عامٍ من ذكرياتي أنا ..

لله وبالمناسبة !؟


كيف لعيون أولادي أن تصيرَ بحراً من الجنون 

جنون الإبتسامات .. 

وجنون الحكايات الناعمة ..

وجنون البراءة الساحرة ..

هاتوا أيها الصغار ... أيامكم الصغيرة 

أجدلها لكي لا تتبعثر .. 

كما تبعثرت أيامي 

هاتوا حكاياتكم الخضراء ..

أحفظها في شَعري وفي شعري 

وفي متاهاتي لكي لا تضيع ..

أحفظها كي لا تتيبّس بعيداً في خريفّ ما ..

أحفظها من التوقف عن المسير 

 كما يتوقف دوما نمو الحكايةِ عند أمكم ..

وتروحُ لتستخرج آمالاً مما حفظت ...

وتروحُ لتتبخر في حكاياتٍ أخرى !!!

..



أيها الصغار ستكبرون ..

وتقرؤون آمالي .. 

وصباحاتي .. وأمسياتي .. وتقرؤون أنفسكم هنا ..

في هذه المرآة ِ الواسعة مثل بحر ...


..

هل تعرفون أكثر عن صباح أمكم ..!؟

قرية حالمة ..

... وراديو قديم ومطبخ ..

وآيات .. وثوبكم المغسول تطويه ..

ومشط الشعر تقبله قبل أن تخلصه من شعركم الجميل ..

أحذيتكم تتقابل مثلما تتقابل أقدامكم مثلما تتقابل أيديكم كلكم سواء ... !!!

تترتّبون أمامي .. مثل ضمة ورد تعطيني الأمل ... 

وأمضي الوقت .. في تحضير الحياة لكم ....

أحضر  كل أشيائكم حتى تعودون !

كل أشيائكم سواء .. ..

كلها جميلة ... ،

كلها أقبلها .. كلها أفديها ...!!


صباح أمكم عميق ... كله لكم ..ولها القليل ...

لها صورة في المنفى .. وأسرار تدفنها !

وتقول .. أنتم أغلى من المنفى ..

وأغلى من الأيام ...


،،/

/

في صباحي تتسلق العزلة

على شباكي المُسيج ..

ويكاد السياج يمر بي ..

لكنني أنجو ..

 وأتمسك بشمس تشرين 

وخيوطها الحالمة ....

فأمشي خلفها في الشوارع الصماء ..

في المدينة التي حل بها اليأس 

وعمت الفوضى ..

متى تضحك .. هذه الوجوه الرمادية. .

أمشي وأسأل !

متى يضحك هذا الرماد ..!


متى يبتسم التجار  والعابرون بعرباتهم 

نواصي الطرق ... قبل أن تغرمهم شرطة المدينة ..

!!

المدينة التي فتتها اليأس وعمت بها الفوضى ..

متى يبتسم الفقراء والمنكوبون بعد الحروب ..

والصغار الذين لا يستطيعون توفير كراس المدرسة !

وكل المتحسرين والشباب العاطلين عن العمل

والشابات اللواتي لم يتزوجن إلى متى يحلمن !!

!!

إن رأيت فيهم من يبتسم ..

أعرف أنه يجتر الضحكة ... من مخزون قديم 

احتياطي  تبقى ... من زمن ٍكان أفضل  !!


'/

وأتبع خيوط الشمس ..!!

وأي لون أخضر ... أي غصن أخضر  أتبعه !

وأقول في نفسي 

لن نبتسم .. ومازال ورد الشارع يُقطع !

والفسائل الصغيرة نكسرها ! 


لله يامدينة ..

يا أيها الأحياء والأموات 

لماذا تكسرون فروع الشجر .. !

يا بهائم تسير .. !!! يا بشر !!!!


..



واطلب علكة لأهدأ

وأهدأ !!!!

وأروح  أبحث عن كتاب في قرطبة 

أندلسٌ صغيرة 

وقرطبة نائمة ..

ولما نهضت ...لم أفلح في صداقتها ..

ورددت الكتب لها بلا تذمر ..

...

وعدت أتسلل في الظهيرة ..

من الظهيرة ...



وهو صباحي في المساء 

قليلا من وحشتي 

الآن قبل أن أغفو ..

أتناول غيبوبتي

وفنجان الأعشاب الساخن ..


وقطفة من عُزلتي ...


التي تسلقت شبابيكي مثل الشجر 

ومرتاحة فيها ...


مرتاحة من مطر القلب ومع غيمتي ..

 !!!

مرتاحة ٌ.. 


في ألفِ عامٍ من عزلتي 

..




















الجمعة، 19 نوفمبر 2021

خطابٌ للحنين /!

 



بعد الفجر ...

وتمطر الآن ... 

هل تسمع يا حنين ... ؟

هل دفأت وسادتك ..

 وجعلتها تتسع لشتاءٍ خالٍ منك ..

أم أنٍي سأعبر خاصرتك !

وأملًؤُها سنين !

،

من الصعوبات .. !!

ومُستحيلات الفهم 

،

ومن مُرّ البعد .. 

واللّقيا !!!

وكلام ٌما له رُقية ..

وتُهَمٌ ما لها تحصين !!

..



تُمطِر الآن وتتركَني 

أصواتٌ هابت الحب ّ ..

وخافت مخافة الربَّ

ما خافت قهر تشرين ! ...


تمطر الآن في سري ..

وفي سرك ..

وفي أنواء الطريق البعيد

وفي أضواء البيت المحاذي ..

 ..

وأرى السنين  !!


يمر البرد ذاكرتي ..

فتسقط من يدي الرسائل ..

ولا تهمني المسائل ..


وأترك الفراغ لك تمشي ..

هيا تحرك ....

 من صدري إلى صدري ..!!!

واخرج من ذراعي نحو بُعدِك 

اخرج من ذنوبي نحو حلمك

وسلامٌ وألف حنين ...


لأسرار الفجر ووحدتها ..

وشعاع الغيمة الأولى ..

تسطع في جبيني ..

ف تُنسيني غدا !!!

وتمنحني الحنين ...


!!!

طالت مسافات النجوى ..

وما حقدت على أحد ٍ ..

أصلي الفجر ليُغفَر لي ..

وأتوب من الصمت المُهين !



أستغفر الله من قلمي ..

ومن كتبي ومن لغتي..

ومن أسرار وحدتنا 

ومن طبعي الحزين ...


...

صمَت المطر !!!

فاسمع إذن ياحنين ..

ربما تنهض من النوم ...

وتجد هواءا باردا ..

لا يحميك من الأنين ..



فاتخذ وسادةً صماء ..

مفرغةً من الأيام ..

وضع كلامك جانبا ..

وضع معه  السنين ..

ضع رفاتك في مكانٍ بعيد

كي لا تخرقها رفاتي ..

ويتلاقى الموتُ في الأحياء 

ويصحو اللحن في الأموات

ويعبرك الحنين ...



هيا تحرك الآن 

من صُبحي نحو ما شئتَ

هدأت ضلوعي بما شئتُ

ونسيتُ أعباء الماضي ..

واحتلني ما أسموه "الحنين "!!!!!



عاد المطر .... صمت المطر ..

عاد الجنون .. صمت الجنون !!!

لا يهم !!!

قل ما شئت من الحنين 

!!!
















الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

فراشتي ... روحي !/،





فراشتي الحميمة  ..:

كبرت آلام جناحيْك ِ ..

كبُرت ... ومست النارَ عيناكِ ..


ولستِ لي ...

لستِ للنار يا حُلوة ...

لستِ للإعصار والتيار والخَلوة ..!!


..

أحارب بالدمع العليل مسافاتٍ ..

كانت لنا صولة ...

وأمحو بالسيئات ما كان مِن جوْلة !


..

حرةٌ أنتِ ...

وأنا الحبيسةُ في المفروض والموجود ..

أنا رضيتُ بالمكتوب ... !

وأنت روحي ! ... 

روحي ^ لترتاحي  !!

لا قوةَ لي ولا حول َ ...

لا فِعلَ لي ولا قول َ ..


!


ظلَّلني الغمامُ والأحلام

والأسرار والنجوى !


وتكشّف قلبي وحده 

قلبي تكشّف للأعباء والسلوى !


طيري للحقل يا حلوة ..

فأنا في وحدتي حلوة ...

أسكب خلوتي بجنون ...

وشجوني ترشف الخلوة !!!


!!

!

www.facebook.com/495977527483777/posts/1421466788268175/











إحكو ..لها !!!

 


1|


من أجل حرف العين صباحا 

 ... حلّقتُ مسافاتٍ 

لعرس ٍصغير في المدرسة ..

وفساتين للأطفال وحفلات نسيتها 

.. 

لقد نسيت الأفراح 

واستهواني الحزن ...

ذلك الحزن الذي لا أعرف كم له من أفضالٍ عليّ ...

نعم هو 

" فضل الحزن الكبير "...

!!

!!



2|


وغادرت 

وتوقفتُ ضائعة !

أذهب ُ... إلى مرمى البصر 

أم أني لا أقوَ على الذهاب ..!


من أجل لمحة ..!!

تهتف منها ألف كلمة صدود ..

وألفَ آهِ عِتاب ...

أم أن طريقي واحدٌ .. 

هو الثبات 


أذهبُ ... 

أم سيغتالني  الحنين .. ! 

عندما يسمعُ الخطوة الأولى ..

سيقول كلمات قصيرة ويوصد الأبواب قاصداً ...!!

!



لماذا يا حنيني توصد الباب وأسمع صوتا واحدا

هو الإهانة !!!


وأنا مازلتُ أسأل 

أذهبُ لأشجاري الظليلة هناك ..

في صدرٍ كانَ لي ...

أم ألجمُ أنفاسي القصيرة 

وأدفن ماضيّ في الحاضر ... 

وأترك الأوراق تمضي مع الخريف !

شيءٌ مخيف ..

يعشش في مرور ذاكرتي على الفقدان ...

وعلى سعادة لا تكتمل  ..

وعلى راحة لا تكتمل .. 

...

لماذا إذن أذهب ..

لا أريد ...

لا أريد 

فأنا لا أرى سوى حنينا مُهيناً 

لا أرى سوى الأبواب الموصدة  وألفَ باب 

!!!




3|



سقط هاتفي

 وسقطت سنيني في الحقيبة ..

في ريبي من نفسي ... وممن حولي ..

على الورق وفي كتبي العديدة ..

نعم 

للعودةِ احتضار ...




وللمنفى احتضار ..

وأنا احتضار منفايَ ..

أنا احتضار المنفى الطويل ...

وطاولتي السوداء المفعمة ..

بالحب الصارخ الذي يهذي  .... تارة ً ..

وبالحزن القاتل المُدمى .. تارةً أخرى ...!!@



تارةً أخرى .. 

منفى بالحب القاتل يهتز ..

أو بالحزن القاتل يهتز ..

هو احتضاري ..

وسقوط نفسي في الحقيبة ..

قرب ذاكرتي انتهت الحقيقة ...

أنا وهمٌ .. وبلاد ..

 وسحابة خريف ٍ طاعنة العمر !!!

وشابةٌ جميلة طاعنة السن ...

وأحتضر كل ليلة ...

كل ليلة ... ينشطر 

قلبي ويحتضر .....

ويسقط مني هذياني 

لكني أستتر ... 

أنا فقط ... أحتضر  !!!

أنا فقط أستتر !

!



4|


والآن

 يا طيفي المقترب من أثيرٍ يبتعد !!!!

ويا ألوان الطيف ..

فوق برك الشتاء  بعد حلول الشمس 

على  برد الشوارع !!!!


يا صوت الموج تحت الربيع 

وأغنيات لا تنتهي ...!!


يا ضحكةً ما زلت أسمعها ..

ودفق ...في دمي المفقود ...!!


ويا ركوة القهوة في صيف لا أعرف له عودة 

وليس له وصول ...

!!!


لقد اغتربنا بوضوح

ورُفعت الجلسة ..!!!

!!!


لا تُسمعيني أغنيات وأنا في الغربة ..

يا وطنا للغرباء فقط ..

كنتُ وطناً لظلكِ وحدك ِ !

لا ترسلي كفنا جاهزا لي !!

لم أعد أنا !!لا أشربُ الشاي كثيراً 

!!

واختلفت أموري ...

....


لا أشربُ الشاي كثيرا ولا أضحك ..


واختلفت أموري ...


..

فابتعدي اذن خلف الأبواب ... 

ولا ترسلي  لي كفنا

مفصلا لمقاسي ....


..

سافري وحدك ...

يا طيف ..

ويا أثير ..

لا أريد الكفن .. لا أريد السفر ..


سأعود للكتب وللوِحدة 

ولدنيا من حماقاتي !!!!


!










الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

قصاصة خريفية جدا !!

 

1|


خامسة فجرا ً ...

وأمامي منقوع ساخن .. 

تتراءى لي من خلاله الصور ... 

تتشابك فيه الوجوه الجميلة 

وتطير مع الدخان ...

تختفي كما يختفي العمر ...

وأخشى الدموع لو زادته علقما ..

،

و هذا الثقب في الذاكرة 

كيف يلتئم ..؟؟

ومتى أعطي الجرح لصاحبه 

وأتركه وأمضي ..

كما تركتُه لمن يشاء  ومن يريد !



أنت المعين يا إلهي ..

على كل ما مر من الماضي 

 مطر  تشرين ... وأغانيه

و سفر القلوب !

وعلى ترك المُحبين لمصالحهم يذهبون ...

وعلى الصور ...!! والطرقات القديمة 

وعلى الحب ؟؟؟


وعليك يا أبي وماذا أقول 

كن يا إلهي لي معين




2|


في الدنيا أجمل مافيها  ...

...





لا أريد أن يكبرون ..

لا أريد أن تعبث بهم القلوب

لا أريد ...


أرجوكِ يا براءتهم لا تذهبي

 وتتركيني للزمن!

أرجوك يا عيونهم لا تزوغي للحياة ..  

لا تتعبي .. 

لا تحفلي بالناس وبالأشياء الثمينة ..

وبالأصحاب والود القليل ..

لا تقبلي نصف الحلول ..

لا تقبلي نصف الحلول 

لا تقبلي نصف الأحبة !!!!


اتركيهم حيث مروا ..

اتركيهم لمن أرادوا أن يكونوا ..

يا أولادي ... 

لا تتركوني  ... 

في مهب الزمن 

فأنتم لي قلبي الوحيد 

عندما لا أملك قلوب !!!




3|

قضي الأمر

وذهب نصفي الآخر لينام ...

ونصفي لا ينام !!!


لغزي الوحيد ..

أني وحيدة ..

وأملي الوحيد ..

أن أبقى كما أنا ..!!!


صبري الوحيد ..!

هو نومي في الأمل ..!

ونومي الوحيد !!!

هو نصفي الذي لا ينام ..


أرجوكم لا تحدقوا في ذهولي ...

أرجوكِ يا" إ"حتمالاتي العنيدة 

واختياراتي المميتة ...

اتركوني الآن ..

اتركوني

لِ " لا نومي" الوحيد !!!

ونظرات ٍ هاربة  ...

وسطر أخير !

سطري العنيد !!!!


!