الأحد، 15 أكتوبر 2017

" الذكريات .............~




بعد أن نام كل من أعرفهم !

وبينما أختار نوعا هادئا من البيانو
و أطهو مشروبا مهدئا  لأعصابي المفككة

والتي من شدة أوجاعها ...
 كأنها تموج في بعض
فلا تلبث تهدأ
من فورة إلى فورة ...


إذ بي أشعر  بدمعة حارة ...
تهرب من جفوني المتعبة   ....
ما إن انتبهت حتى سالت على خدي
 و سقطت ..
في الماء الساخن ..
غرقت وانكمشت نحو الداخل
في غمرة الماء الذي أوشك على الغليان


كلاكيت ...حقيقي  ..
حزين ...

يحاكي مشاعري التي باتت بلا مأوى
حين تسقط في لحظة واحدة ....
في لهيب القلب وتلتهمها نيرانه الموقدة

/


دمعة تلو الدمعة
تسافر
 ...
في بحور الليل الحالكة
بلا مجاديف ... ولا مقاومة ...
 لا وجهة محددة .. ولا هدف ...!

تحمل بجوفها آهات مثقلة ..  ...

وحكايات 
خمس سنوات مرت
تتجسد أمامي مثل طوفان سنين
تحاصرني وتمعن في حصاري

ثم تدهم عقلي وقلبي وروحي مرة واحدة   ...
فلا تذر فيهم سوى الآلام المشددة
والجروح النازفة  ....


حكايات كأنها لخمسين سنة
 تصبح بلحظة
ذكريات .....
..
تلاميذ جدد ينضمون
إلى صفوف الماضي
.....





أواه ....

من الماضي ... الذكريات ...و الحنين .....

هاته الكلمات  المهيبة الموحشة
الغامضة ...
المسيجة بألف سياج
الواسعة مثل سماء
و الممتدة .... بامتداد العمر

المهلكة مثل أداة حرب أحيانا

والتي تجعلنا مثل عطاشى وهي الماء
لتسقينا من ينبوعها  .. أحيانا


الممعنة في الصدور
مثل رصاص لا ينزع ولا يقتل  !
الجميلة الملساء مثل حرير ناعم
..


هي خطوط قزح .. على ماء الحفر
في طريق جميلة تلفها الظلال ...
ظلال الشجر العريض ...
في شمس عصر وديعة
بعد مطر حافل ....

بها كل الألوان ..
البهيجة والمعتمة ....


..
هي الموج الذي يجتاح المرهفين
فيجعلهم يغرقون ...
 بالضحك أو بالبكاء


هي ملخصاتنا على أوراق مبهمة
وسائلها الحواس ...
دفاترها الهواجس والأحلام .......

بلا أوراق ...
بلا أقلام ...

هي الحقائق صارت أوهام !
..
..

.....
لوهلة ...

سمعت صوت بعيد ...
يقول  ..............

.....
..." !


نعم شممت رائحة لمكان كنت فيه
فعادت تلك اللحظة
كأنها شريط مسجل .. تتم إعادته
كإني هناك
بنفس الهيئة ...
والابتسامة ...
والحركات ...

كإني هناك ... بنفس الإيقاع ...!

!
 استحضر ذهني اغنية صوت من بعيد
فورا ...
شعرت بذلك الفرح الغامر نفسه
بتفاصيله في دمي
بنظراته الغائرة !
...
ذلك الفرح الذي حالما تنبهت .....
تحول إلى ورقة خريف
اصفرت وانكمشت ....
ثم سقطت ....
...


...
ثم حملتها رياح تشرين حيث لا أحد يدرى .......!
...
..

هي تلك الحالة التي نعبر بها أو تعبرنا
ربما تكون الممر ..
أو نكون نحن الممر ...
حيث تسحبنا الحواس نحو الماضي
فنعيش لحظات منه ....

ربما نشم روائح معينة
 تخطف قلوبنا نحو مواقف انتهت
لتتجسد مرة أخرى

ربما نقابل  أشخاص يشابهون عزيز علينا ذهب ..
وربما العكس ...
فنعود إلى الوراء ... لنتذكر تلك الوقفة
 ...
أو الجمعة ...
أو السهرة ..

نتذكر أحيانا نفس الكلمات ..
ونفس الآهات ....



ربما نسمع أغنية ما ...

أو نتذوق طعما ما ..
يجعلنا نسترجع  ذكريات لها نفس النغم ...
ونفس الطعم
ونفس الأجواء القديمة ...



الذكريات ...
 إذا كرهناها ...
أصابنا الألم  ..
مثل رماح تمطر أجسادنا الغضة ...
فتعصرها ندما وأنين ...
لنهرب منها لأقرب واقع ......
...


إذا أحببناها ..
 انتفض بضلوعنا الحنين كأنه بركان يثور
وهرع الفؤاد نحو أي خيال يتراءى ...
عله يمسك فيه بيديه

عله يشرب من فيضه شربة ماء واحدة
يسري عنه من عطشه ووحشته .......
...
عله يصيب منه شيئا يطعم به ذاك الأمل الجائع
والدموع الحرى !

لكن هيهات ......


...

الذكريات .. 
كلها ....

ملح يحرق جروحنا المفتوحة
دوما ...
مهما كانت جميلة ..
سترسم فوق خدنا الدمعة ...



دمعة تلو الدمعة
تسافر
 ...
في بحور الليل الحالكة
بلا مجاديف ... ولا مقاومة ...
 لا وجهة محددة .. ولا هدف ...!

تحمل بجوفها آهات مثقلة ..  ...

وحكايات  ...........
......
.......
.....
!


الثلاثاء، 4 أبريل 2017

تسبيحـــ تاسِعــ9ــة !/



بلا شعور ...

سقط ما بيدي ،

وحرَّكت رأسي كإني أرفض وضعاً قسرياً ما 


كإنّي أقول .. لاا !

لقد نفذَ صبري  .. 

هذا الصبر الذي أصبح كأنّهُ عجوزٌ مُسنٌّ

في مرضِه الأخير ! 



كانَ لسان حالي يقول  "لن يحدث "،

 وأترك كلّ هذا البهاء
!

لن أترك ذا الجمال الربانيّ القاهر ! 

لأُكمِل أعباءَ منزلية حقيرة  مملّة 
لا  ولن تنتهي ...






قلت بنفسي ..

كيف ينامُ كل الناس
ويتركونَ تحفةً كوْنية مُعلّقةً في السماء ..
ربما يأخذهم النظّر إليها  .. 

إلى الإبحارِ بأعماق كلّ شيء

فيُجدّدون أنفسهم المُهتَرِأة المُتعَبة !

،



فأنا شخصياً ..

إذا ماحدقت  في القمر  
وتأملت الأكوان ساعة ،


أشعر بأنَّ سقوطاً حُراً حدث 

في قلبي الصغير !

لأَنسَى كل ما ومن أهمّني ..!!




تصغر بعيني الكائناتِ كلها


تتضاءل في عيني كل المشاكل ،

وكل الأمور المُهمة حتى !
أراني مثل طائر مُبهم بعيد



أرى الأرض مثل نقطة سوداء 

وأقول ما أحقر الإنسان ! 

 كيف يمضي من غير التفكير

بخالقٍ عظيم 
لكل هاته الدقة التي لا تنتهي ! 


كيف ينام ويصحو

هلوعاً فقط على المال والجاه والأولاد 

،

نعم  ...
 ربما أغيّر رأيي تجاه الغد
ربما أحاسب نفسي على أمس


ربما أشعر بأني
أًُحلّق وأغفو وأتكاثر وأغني 
وأحلم وأغرق وأصلي وأشعر ..

أشعر بعمق ! 

لأتوحّد مع عالمٍ عُلوِيٍّ نزيه مجهول !!


ربما أقرر أن أغيّر 

مسار الحياة !!
!



لست مجنونة !!! 

لكنّي ...  

لن أمضي الليلة 

من غير الوقوفِ إجلالاً 
لخالقِ هذا الكمال ..

وهاتهِ الروعة المُحكَمة .. 

في خُدعةٍ تتجلّى لنا
كأنّها  " قمر " .... 



وما هُوَ أجمل ما في الحياة  ..

سوى فسحةِ الروح ،
وتأملٌ يقرّبنا من السماء ،
يوحّدنا مع الضياء ، 
ويأخذُنا لكل الدروب البعيدة
يوحُّدُنا مع الحب ..

حب المعاني الرّفيعة ...

والأغاني النبيلة ،
حب الهدوء الممتلىء بالكمال 
،

حبُّ الفضيلة ...

وساعةِ أُنسٍ بأرواحٍ أخرى

قد نكونُ محظوظين 

ونتلاقى بها  ...


وقد نكونُ غيرَ ذلك ..


فندخل في زنزانة الذكريات 


فالذكرى سجنٌ جميل ! 

نحنُ  حمقاه !!



نحنُ المُتأمّلون !

!

المتألّمونَ دوماً .. 
النازفونَ دوما.. 
والمنتظرون دوماً...

أن يتغير الكون 

ولا يتغيّر !!! 


!


السبت، 4 مارس 2017

بعدَ الانتظــار !/ ... تسبيحة "8"






حنين الروح

وعمر خيرت 

https://soundcloud.com/orchida-rose/74feumynv6l7


و ألفُ...أواااه ...



أنا الضائعة بينهما هاته الليلة 

...


كأنهما مركبان  من ورق


يمخران عُبابَ هذا الليل

ليصلان إلى شاطئ نافذةٍ قريبة .... 
ويرسِلان لي رسالة

أوّلها ....
  

 "عارفة "
 ...

....!


ثانيها حنين ....

و روح .... 
!

تقول ...:

ما من شيء سيحدث بعد الانتظار ...
فلا تنتظرين !!


كتابٌ ما ..
حديقة ..
شاطئٌ 
ذكرى ... ومشهدٌ ما 
،


قلمٌ وضمة ورد 
وليلٌ  وحلمٌ  ودفتر 

يكتمل بهم ما تُحِبين ! 

،



ستشرق الشمس
يوما بعد يوم ! 
وتتفرق الغيوم 
،
ويغادرك ..
هذا الشتاء الحزين ...



وسوف يكتمل القمر 
ويقترب النجم البعيد 
،
والناسُ يمرون 
من حولك ،


ويتكلمون ...

كثيراً ...
 ويتساءلون ..  
،

ولا تكترثين 

!
!


سيُقبلُ الربيع ،
وينقضي من عمرك عاماً صعيب ،

وتتفتحين
مرّةً أخرى مع زهورِك 
وحريرِك ...




وتبقَيْ
لتحبين ...
لكل الناس ما لا تملكين !!!!
!! 


،
سوفَ تعودُ اليمامتان اللطيفتان
حالما يعود الدفءُ بقلبك


وعلى ضفاف آذار 
 ... حتى تشرين

ستبنيان عشاً رائعاً 
قبالةَ شُرفَتِك ..


ولن تراقِبيهما وحيدةً 
هاته المرة ..
سيفرح صغارك 
بضجيجهما الظريف الحاني ،


سوفَ تسافرين ... 
في ضحكاتهم 
 ونظرات عيونهم وتنسين

كل المصاعب والأنين



،

ستنالين 
غداً حظاً متواضِعاً
مما لا يعتبرْه المرءُ فرَحاً !!!
ولا يسمّيه أحدٌ سعادةً



،


فلا تنتظري

 !!!!
ما من شيء بعدَ الانتظارِ 

     سوى الحنين !! 

~ .....

الأحد، 19 فبراير 2017

رسالتي الأولى لأبنائي الأعزاء ~




جئتُ لأذهَب ،
أو ..
لا أعلم لماذا أتيت 

،

بحلقي وأصابعي شيئاً يريدُ أن يُقال
لكني لا أعرف كيف أصوغه ،
،



أنا بالفعل 
هاربة من ثقلِ الضغوط 
لأحكي شيئا يتحشرج كالصوت المكتوم 
ولا يجد له طريقاً للخروج 
،



لكنها رسالتي الأولى  لأبنائي الأحباب ،


ها أنتم تنامون ملأ أحضاني ...

على ذراعي الأيمن 
قرة عيوني

وعلى أرجلي الممدودة زهرة
 ليست بكل البساتين



وعلى صدري ..
نجمة ..
 ..
وأيُّ نجمة ..




وبيدي الشمال أكتب ما سوف يوماً تقرؤون ،


أشعر بأني ميتة 
لولا أنفاسكم على جسدي
تمدني بالحياة ،

لن أحدثكم بما تكبدته في الليل والنهار
 لتنامون ملأ الجفون
وعيوني وقلبي يحرسونكم في كل لحظة
لن أقول كل الكلام ،


لأني أيضا رغبت وجودكم قربي
وأحضانكم أحتاجها دوماً 
أكثر مما تتصورون
وأكثر مما تطلبونها 
وأكثر مما تحتاجون 
،
ولأني مُنهكة ....
ولا أعرف طريقاً للكلام



سأترك لكم السؤال إن سألتكم 
وألبوم الصور 
،

وأترك لنفسي ما سمعت 
وأنا أتذكر 
،





الأربعاء، 15 فبراير 2017

أنا .. ومعزوفة !! / تسبيحة 7 >>





https://soundcloud.com/arabmusician/apollos-lyre-david-wahler-antiquus


ها أنا وهاته المعزوفة الآنَ معاً
في هذا الليل البارد الكئيب ... 



غارقتان  في التعب ...

هاربتان ... 
      كلصوص الليل الحالك


غائرتان 
     مثل عيونٍ أضناها الشوق !


 ممطرتان مثل غيوم  هذا الوقت 


  

الساعة الثالثة صباحاً 

والبرق ينعكس على شباكي المجاور  ...


وتنعكس معه أوقاتٌ رحلت

وأشخاص يمرون
بداخل هذا الصوت الوحيد 
ينادون عليّ ..
ثمّ يصمتون 
،

أسمع نداءاتهم
ولا أجيب 
،


لم أقصد ،
وأحسبهم ذهبوا 


لكنهم يكررون النداء
،
لا أسمع جيداً




ويذهبون 
،
!!



هم يمرون دوما في الليالي الماطرة
وفي الصور
وبين الأشجار
وفي الأزهار
وفي صفحة السماء  
وفي الأصوات الخفيضة !!

!!!



/

أجلس بعيداً

أحمي نفسي من الاقتراب !!!



لكنّ قلبي شخصٌ مستقل

ينشغل بالتذكر والكلام !!

يغمغم عما يشعره الآن

لكني مرةً أخرى


لا أسمع جيداً

،


فيتركني
     ويذهب 

،
!!




طالما قلت بنفسي 


أن الليل أجمل 
بخطوتي الشريدة 
وأصبعي النازف
وأوراقي الوحيدة
  
،


طالما سألت نفسي 

أين قلبي 

أين عقلي 

!!!


وهربت باتجاه الزخات 
فصرتُ جماداً
 ،



ثم ذبت في شمس الصباح
ثم تدفأ جسدي مع الإنجيل 
ثم عدت لعقلي



لكن شيئا بعدَه
  
لم يعد 
،
!! 
،
.......
..... 

الخميس، 9 فبراير 2017

على ضفاف الوطن /!






الدنيا كنهاية الربيع
وبداية الصيف ،
الوقت بعد العشاء ،
شيئا ما استعدته للتو
يشبه الروح

نعم لقد عادت فيا الروح
وفتحت جفوني
لا أفهم ملابسات هذه المعجزة
ولن أتكلم فيها
ولن أصنع فنجان الشاي اليومي
سأبقى هنا " قلت بنفسي"
وأنتظر


ربما تكون أمي بمزاج جيد
ويدفعها حنان الأم الفطري أن تفكر فيّ
 وتتكرم عليّ بفنجان المساء

صمتت ،
لأني احتجت للصمت !!

لم أتحرّك ولم أفكر بشيء آخر
فقط احتجت لسماع أغنية تعيد فيا النشاط
تبعثني للحياة مرة أخرى

فإن الصوت الجميل والموسيقى العذبة
يداويان الروح أحياناً
وأنا عليلة الروح دوماً

هكذا خُلقت بدون مبالغة


أحتاج للتمتع بالسمع والنظر
والترفيه عن الفؤاد باستمرار  ،

وبشكل دائم غير منقطع




نظرت بغرفتي ملياً
رأيت الكمبيوتر بعيد عن متناول يدي
لقد شعرت بالضجر


لماذا لا أحرك سريري تحت الشباك
والمكتب أجعله قرب السرير لأتناول ما أريده عنه

عليّ تغيير هذا النظام ..

إن نظام الغرفة يدعو للملل والهروب
مع أن آية وريم ضجرا من كثرة  التغيير
 لكن لا يهم

مزاجي سيء !

لقد كرهت الجامعة وأنا طالبة جديدة
بسبب برووفيسورات الفيزيا المقززين
الذين لا يدرّسون شيئا البتة ،

عجبي
هل مجرد أن يصبح أحدهم دكتور بسيط في مادة من ٢٠٠ صفحة
يهمّش طلابه
 ويُلقي بهم عرض الحائط
والكلمة الوحيدة التي يقولونها
اعتمدوا على أنفسكم "
ماذا لو أصبحت بروف أو عالم أيها الدوك "
ماذا ستفعل ساعتها

ورسالتك التي حملتها
"رسالة الدوكتورااة "
تحت أي عنوان ستكون
،

نزلت من السرير وأنا أتأفف
وجلست مقابل شاشة الكمبيوتر
فتحت منتدى الفيزيا التابع للجامعة
ربما أجد فيه ما يسرّي عني

سألعب الأقصر
نعم
وأسمع أنشودة ،
نعم
اسمعي أنشودة
_
وأجهز الشاي
نعم
_جهزي الشاي وخبزة ساخنة  وشهية قبل
لا ،
!!!

ربما يأتي القلب الحنون
يدق الباب
ويهديكِ شيئا ما
نعم سأنتظر

نعم انتظري !!!
"حادثت نفسي "!!!
،




 بدأ real player بالتشغيل
،
كما بدأ الساوند كلاود في هذ اللحظة من 2017
 يعمل ،

وسمعت الكلمات الأولى
كما سمعتها منذ زمن
"ليلي مابنام ......"




https://soundcloud.com/zahraatamimi/3h6fbt4faq2n

،


وسقطت من يدي السنين
كأنها حفنة ماء
ذات مساء
طارت خلف طيور الماء !!!


بما فيها من ألم وسرور
من  أشخاص وأحداثٍ وصور وعبر !!!


،



من يصدق
أنّ تسعة سنوات مرَّت
على  "الصوت الجديد " !
عندما قدم عبد الفتاح عوينات
في أجمل وأنجح ألبوم له
"يامسافر عود"



،

يآااه ..
كم تصغر في عيني الأيام
حينَ يكبر بقلبي الحنين

تبدو لي الأغاني كالأشخاص
تبكيني وتُفرحني
تداويني وتؤلمني
تطيرُ بي وتهبط

تسيطر عليّ وتحررني
تتداخل معي وتتركني

وأشتاق وأنتظر وأهرب
عبرها
وأعود !!!

 !
لقد تأكدت دوماً
أن أرض فلسطين جميلة
فأنا لم أرَ منها
 سوى غزة ..

البقعة  المكتظّة البائسة الجرداء ...
سوى من مباني تتطاول وتصعد في السماء
 حتى السماء
يغطيها دخان  الحروب
،


وكم ينشب فيا الشوق
مثلما تنشبُ النار في الأخشاب

أن أقف على سواحِل حيفا ويافا
أن أمشي في ظلال  بساتين عسقلان والمجدل

أن أدخل شوارع القدس القديمة
أشم رائحتها وأبتاع ثوب تراث
ولوحة فنان 

أن أصعد جبل عيبال

وأقطف أعواد الميرمية من سفوح الناصرة

،

تلك المشاهد أتوق إليها
مع أني لا أعرفها إلا في الصور

إن حنين مثلي للوطن
ليسَ غريبا

فكلمة وطن
ليست مجرد كلمة
إنها تتمدد
لتصبح مساحات وتاريخ
أجداد وآباء وسلالات
لغة 
وهيئة وأصول 
،

ترابه  ليس مجرد تراب 
ترابه احتواء 
وسماؤه غطاء 

،

وكل الأناشيد  نقوش على جدرانه  
وأمنيات ،

وكل الأشعار من أجلهِ  ماءً 
ودماء




لكنَّهُ في غُربة ... 

ونحنُ على ضِفافِهِ ..غُرَباء !!!

https://soundcloud.com/islamictrack/myhoonrawabo


الأحد، 5 فبراير 2017

عن ليلةِ أمس ! لمن هاجر 4" , !!



طار اليمام 
من حولي وغادر ،



سافرت يا يمام 
ولم نشرب القهوةَ معاً
أو على الأقل 
لم أناجيكَ صباحا وأنت تجولُ في السماء 
وتتجه غرباً


لم أحدّثك عن جميلةٍ مرّت قرب السحابة
تحمل بيدها بياضَ القلوب!
!

عن صيّادٍ جاء ليدفّئ البحر
عن أسراه !
وعن غرقاه !


بحر الشتاء الهائج
وعن جرحاه!! 

،

ولم أحكِ لكَ الحكاية 
عما دارَ بخُلدي ليلةَ أمس 
،

عندما نهض الصباح
ألهاني الحُلُم 
ولم نقل شيئا عن الرحيل 

!!

كنت أستلقي البارحة
قرب حبيبتي الصغيرة
وردتي التي ذبلت فجراً
ما من شيء حينها تبقى ليفرحني


كنتُ قد أطفأتُ التلفاز
متأثرة بكمية من الإرهاق والخوف
اللذان  تجسدا في أحداث الفيلم Prisoners 


تأملت الجدران 
والضوء الأحمرَ الخافت
دار برأسي ألف سؤال 
تعجبت لقسوة هذا العالم

تعجبت كما دوماً أتعجب 
وبنفس الطريقة !

لا أقوى على قتل نملة أحيانا

فكيف ياللهول
 يتم تعذيب وقتل الأطفال !!


هذه الكائنات الطرية البريئة 
الوديعة التي تنسى الإساءة بلحظة
وتبكي وتتألم بلحظة ،

تغفو بلحظة ،
وتصحو بلحظة

تحب الضحكات 
وتهرب من الأحزان 

دون أن تعرف كرهاً أو انتقام ،
،

لماذا يعشق العالم الخوف والقتل والدمار
ليت كل مانراه 
يكونُ خيالاً أو وهما


لكنه حقيقةً مُرة

شعَرَ بجنونِها وآلامها الفظيعة ضحايا كُثُر 
وحتى هاته اللحظة  
يصعدُ إلى  ذمة الله الكثير !!

ممن لا يعرف أحداً مصيراً لهم ولا قرار !


إن هذا اللهيب الذي يصعد نحو حلقي 
وأنا أتخيل كل المنكوبين ،
لا توضحه كتابة 
ولا تعبر عنه كلمات  



صمتُّ قليلا ً
أحاوِلُ النسيان 

أحاولُ أن أتحسس وجه طفلتي 
البريء المُتعب 
وأرفعُ أحمال الخلق 
إلى خالِق الخلق 

أحاول أن أهدأ وأفكر بالدنيا الجميلة 
وإذ بصوتٍ بعيد  
به هيبةٍ ما ...

 سَرَى إلى مسمعي فجأة
لحناً يشبه  الموت البطئ
الذي لا يأت !

يشبهُ اللحظةَ الأخيرة
والدمعةَ الأكيدة  

إنه ...
يجسّد الكفَّ الجميل

عندما يغادِرُ الكف الجميل

في اللقاء الأخير ،

وهما لا يعرفان

أنه قد كانَ 
اللقاءَ الأخير !!!




لقد كانت هذه ليلتي المرّة
لأتوقف عن الكلام 
وحتى ألقي السلام 
على يمامٍ
عرفَ شيئاً ولم يقله ...

على  يمامٍ
سمعَ شيئا ولم يقله ! 
،
عن كلّ ما حلّق في السماء 
سوى الدُّخانُ والرصاص !!!!!

https://soundcloud.com/sedqi8/8mirq7sgnyms

الأربعاء، 1 فبراير 2017

لليمام 3/ ~






شمس الثانية والنصف ،
الأول من شباط 
،

لم أكن بحق أقصد الجلوس للكتابة ،
لكن نوم أبنائي المفاجئ 
بعد ليلة أقل ما يمكن وصفها بأنها حرب أعصاب باردة  
إثر فايروس الإنفلونزا الذي انتقل إليهم
دفعني للجلوس محبطة 
لأقول شيئا ما وأنا أشبه بالثملة  
،

أواه ،
كم أنا مُبعَدَة
عاصية تائبة تائهة مشوّشة ، منهكة
لم أنم سوى ساعتين لم أدرِ تماما بأي وقت كانتا !!
حلمت بأضغاث أحلام 
لا أذكر منها شيء سوى أني سافرت 
تمتعت بالطبيعة وتنعمت .. 
 لكني أضعت طريق العودة إلى بلادي
،

آه
ويآللحنين ...
ذاك اللغز الذي يشبه الموت والحب
وهو يلفّني الآن بشكلٍ مفاجئ

 أستمع لمشغل موسيقى
واستوقفني هذا المقطع الأخّاذ ،
،

مازلت مصرة ،
أنّ للحن رائحة المكان 
فإني الآن  أتحول لقشّة 
تطفو فوق موجة مغادرة
لا تأبه لشيء
سوى للحظات سعيدة 
تتمنى لو تعود ،
لتحياها كما لم تحياها من قبل
لتملأها كما يجب أن تفعل
لكن ما الجدوى 
القشة تمضي بمضيّ الأمواج 
ولا سبيل للرجوع 


شيء ما ينبه غفلتي ،
شيئاً يشبه خيال طفلة 
إنها طفلتي المحببة 
قلت لها آتية 
وقبلتها وذهبت ،


مثلك يا أيها اليمام أذهب 
مثلك أيها اليمام أعود
،
مثلك أحب ،
ومثلك أطير وأحط ،،


!!!

،