أكتوبر ..
خانتني وسامتك ... وودعتني ٣٤ مرة !
وأنا مازلت أنتظر ...
...
هذه المرة مررت بزيتونك
هل تعرف ..!!
وبحبات الرطب الطري ...
يحملها النخيل الشامخ ...
والأرض التي كبرت فينا ...
لقد أثمرت السنين يا أبي...!!
تعظم فينا مسحاتك الأبدية ..
على قلوبنا
! ...
..
وتعظمُ فيّ أنا نظرتك الثابتة ...
وجزيل عطائك ...
ويعظمُ كبرياؤك ...
...
/
تشرين ابنك يا أبي ...
لقد حمل ما وضعته بحب ..
وبأمانةِ المخلصين ...
أينعَ ورعرع ..
وهززته بيديّ
وقطفته بشوق ...
...
...
لقد بكيت من صوت جدة اجتاحت أهازيجها الدنيا
عندما قالت "شدو بعضكم " ..
وكنا نعصر الزيتون يومها ...
أحمد على يدٍ وساق يعمل ...
يحتفل بالحنين ....
ويحتفل بالأبناء
..
و أمي تجذب الحبة تلو الحبة وتوقرها
توقير العرفان والانتماء ....
وتضم يدها كأنها تحضنها ...
ثم تضعها بحرص مثل كنزٍ صغير
لا يتكرر !
..
!
/
... في بريق العيون ...
كنا نرى فلسطين مازالت تعصر نفسها
لتمنحنا أجمل ما في تربتها ...
وتتراءى لنا أنها تعود ...
تعود في إغماضةِ حنين
ونحتفل
...
هوَ ذا شهدُ البلاد والأجداد ...
ضممناه في تعب ..
ثم نمنا بعمق !
..
ومهما نقمنا على الوطن ... !
فنحن في الأصل
ننقم فقط على من فرط فيه .....
/
....
أكتوبر ..
رحتُ ألهو في زقاقنا القديم ..
وزرت المكان الأول الذي لعبت فيه وركضت وكبرت
زرت أحبابي الذين لا يتغيرون ...
،
كتبي ...
وأوراق الشعر التي حملت عواطفي الأولى ...
قصائدي التي رحلت ....
مثل حمامةٍ كبرت وطارت
وتلك التي خبأتها ...
...
للبلاد وللحب
ولكل شيء ...
ألفُ آهٍ ... وكفى
تبا للأيام الجميلة ...
كم هيَ سريعة ..
وكم صارت بعيدة ...
!
بشدة ..
تنهدت ...
وروحي تتمزق ... وتتناثر في رمال الحي ..
لعلها تطير في ذراته و تغتسل فيه
... ليعرف ما فقد ...
وما فقدت ....
!
...
في كل مكان تركتُ دمعة
وغادرت
غادرتُ يا أبي . ...
وعدتُ أدراجي ..
فغافلني تشرين ... وانتهى
وتغيرت الساعة ...!!
وعاد بي الزمن ...
وعدت لعقلي المُثقل بالأفكار ..
طريحة الذكرى ..
..
!
معبّأة بالزمن الأول ...
طريحة تشرين الأول !!!
!
،