أسهمتُ بناظريّ نحوَ البحر ....
فلم أقرأ يومها
سوى زُرقة الأمواج ،
ولم أسمع
سوى صوتُ الهدير !
،
كانَ بداخلي مثلها
بحرٌ من دنيا غائمة ...
لم تطلع عليها الشمسُ منذُ زَمَن
....
وَكَانَ لذلك البحر
هدير ٌمِتعَبٌ ...
يتنفّس الصعداء كُلما تنفّست !
لقد شهد عليَّ شاهدٌ من الجارسونات !!!
وكنتُ يومها بأسوأِ حال !
على أمل أن أخرُجَ على الأقل
على ما يُرام !
/
ظلَّت الأجواء هادئة ..
تؤولُ نحوَ الصّمت !
والصّمتُ بداخلي
يؤول إلى عالمٍ من الصُّراخ ....
لا يُخفّفُ وطأتَهُ
سوى مهرجاناتٍ من الدموع !
طالما احتبست في جوفِ السّنين
....
تلكَ السنين التي مرّت بطيئةً جداً
بلمحِ البَصَر !!!!!
،
أدرتُ في نفسي عجلَةَ الزّمن ...
وقلّبتُ فيها الأصوات والصُّوَر ....
فإذا بي أصيرُ ثُقوباً تنخرُها الأحداث
مِصفاةَ ألم !!!!
!!!
يتلاشى منها كُلُّ شَيْءٍ
ويتبدَّد .....
سوى صدى
يتردد نغماً ....
لـ بداية " كل القصايد "
!!!!
فإذا بي أبتَسِم ......
!
وسطَ بحيرةٍ من دموع
تحدّرَت وانحسَرَت في فنجانِ الشاي ...
لا أفهم تماماً
ما الذي اجتاحني حينها ...
لكنّي لم أسمح بذرفِ المزيد منها
بل إني لم أفرّط فيها !
وأعدت شُربها ضمن رشفات الشاي
لأُقنع نفسي بأنّهُ مهما يكُن من أمر
لا شيءَ يدعو للبكاء !!
!
تلكَ الرشفة الأخيرة التي بها استَفقت
لألملِمَ ما تناثَرَ من أجزائي ....
وأُلَملِم ما تناثَرَ من أوراق ....
ديواني الثّاني .........
" حبيبتي تحتَ النَّار "
قَبْلَ أن أفقده الآنَ بالكامل
!!
ويضيع ...
كما ضاع مني السابقون !!!!
ويرحل عني تماماً
كما رحلَ عني الراحِلون .........
........
.....