الاثنين، 5 يوليو 2021

تربتي الخصبة للحزن !

 






يومي طويل ..

يبدأ بوجهه .. وينتهي به ..

يبدأ بابتسامته وينتهي بها ..

يبدأ بصوته وكبريائه .. وشموخه وعزه وهيبته . ..

وينتهي بهم ..


يومي طويل .. 

يبدأ بصورته الأولى ..

وهو يحمل لنا بين كفيه كل ما نحب...

ويضع في أيدينا ..

وينتهي بصورته الأخيرة ..

وهو يودعنا في ليلة اكتمال القمر ...

..

وجه أبي يغادره الدم ..

ويميل للصفرة .. ثم يتوهج بياضا ناصعا ..

مثل بزوغ القمر تماما ..

..

بدر ووجهه الغالي .. وليلة صامتة ..

أسمع فيها دبيب الدموع .. على خدود الغد ..

أسمعها جيدا .. !!

يالبؤسي .. وكأني دريْت ..

وقررت ..

أن أذهب لمقام عزاء ..

لأحب الناس إلى قلبي ..

..


في تلك الليلة الحالكة ..

جرني قلبي اليتيم .. لأراقب أنفاسه الطاهرة .. 

وأرى الموت يتسلل في العيون ..

وفي الأنفاس والأوردة 

رأيت الموت .. ينال منك يا أبي ..

فيال الألم ..

 عندما يزحف شبح النهاية لأعظم الناس

وأجلدهم وأهيبهم ..

ونقف سكارى لا نقوى على شيء 

ولا نملك من الأمر شيء ..

فقط الدموع تشق طريقها على الوجوه ..

وتبلغ القلوب الحناجر .  مستسلمين لقضاء أكبر من حدود العقل .. وأقوى من أي منع ...


وجهك يا أبي .. والبدر ... وليلتي المتهالكة ...

تربة خصبة للحزن ..

من شدة وقعها أتلعثم حتى الآن ..

مر أسبوعان ... وأنا لا أعلم حتى قيل لي !..

..

يومي يا أبي طويل..

يبدأ بوجهك ..

وينتهي بوجهك ..


..


يا عمود بيتنا .. .. وحارسنا وأبانا ..

أخبرنا.. 

بعدما رحلت ..

هل هناك فعلا ..على الأرض

مايستحق الحياة !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق