الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

ذاكِرة .. مسافرة >>!!

 



3|

في غزة .. 

من أقصاها إلى  أدناها

مازال الموت مجاني ...

بلا فواتير ..

 بلا حساب ولا عتاب

،


ونحنُ هنا .. ندفع ثمن الحياة ..

ثمن المكوث والنوم والخروج للشارع 

فواتير يومية من أجل لا شيء !

من أجل حصار آخر  ..

وأفق غائم ... لا صفاء فيه 

!


تمضي علينا الأيام كما تريد الحكومات 

وحتى على شعوبها تمضي كما تريد ..

فكيف بنا نحن !

على الأقل 

هم يقولون عاش الوطن..

ونحن العطاشى الصارخين  : أينَ الوطن!


ذهب الوطن 


تُرِكَ الوطن !

.

.

.

فلتدفع الفاتورة أولا ...


ثم تنام

!

!





4|


وفي أمَلَةِ التناسي .. أتجاهل المشاهد

وأستفرغ المرار الذي تعبأت به نفسي ...

وأمضي صباحاً ..

أبحث عن حنوٍّ قديم 

وحضنٍ صادق .. يلملم أجزائي المبعثرة 

ويجمعني قليلاً بقلبي النازف

!


_صباح الخير 

_أهلا بحضرتك ..

_أهلا بيك 

_ممكن أصعد للأعلى 

_حضرتك نورتي ... من سوريا ؟

يقول : "في ابتسامة عريضة" ^

_من فلسطين  ... 

_انتو نورتونا واللهِ أحسن ناس"

_نورك الله يخليك ..

_أنا آسف بس  لازم يكونلك كارنيه للدخول 

صورة شخصية ،صورة البطاقة _يقصد الهوية ، واشتراك سنوي رمزي جدا  ..

ثم أخذَ في الاستطراد والترحيب والاعتذار  معا!!


_ ماعندي مشكلة ،

ممكن المرة هدي أفوت آخد نظرة

 والمرة الجاية أشترك ؟


_طبعا يفندم وصعدت !

معي خالد ... وسأنتقل قريبا..

نظرت له ففهم ما أريد ...

وهوَ أفضل مافيك خالد .... !

!


ابتسمنا ودلفنا لساحة 

"المكتبة" ..

"هيَ" ..

و

"أوّاه ".....





المكتبة ...


حضنها الدافئ الفسيح ..

ورائحتها التي تنسيني ذنوبي

 وصعوبات الأيام ..



أخذتني دمعة خجولة ..

وابتلعت أنفاسي كأنه لقاء العشاق الأول 

بعد طول اشتياق !

يالِ الشعور 

يالِ هذه الرهبة !

..

لولا أني أتماسك !

 لسقطتّ أرضاً مما اعتراني ..

وهنا تصدق المقولة 

" أنا لا أكذب  ...لكني  أتجمّل " !!!

،



تلك الرهبة والكبرياء والاشتياق يوازيا شعوري في ٧ أكتوبر !

وفي ٦ أكتوبر وفي كلُّ أيّام التاريخ !


لا يعلم أحد كم هذه المكاتب دولتي ! !

،


أنا لم أرَ حقول المجدل  ..

ولم أرى شواطئ يافا وحيفا وأسوار عكا

لم أرَ  مآذن القدس وتاريخها وشوارعها

للمرة الأولى قرأتُ عنهم ..!



حملتُ لقب اللاجئ !

لكني  أعلم أفضل مما رأيت

أن لي بلاد ... أجمل من أي شيء رأيته وسوف أراه


منها وفيها كبرت وأحببت وتشكّلت ...

وعرفتُ أنها الكتب ..



 معراجي للبلاد !

معراجي للكون بأكمله 


..


ومع أني خرجت لأنسى

انتفضَ نبضي ..

وهزمتني الصور القديمة


وما بينَ دمعة والتفاتة 

هزني ألفَ سؤال ...




المكتبة العامة بخانيونس

كم كانت رائعة !

لله ..كم هي غالية عليّ !

هل دُمرت تماما ً؟



كل الكتب  تمزقت وأحرقت؟! 


مثلما أحرق الناس !

وأُسكَتُّ تساؤلاتي بهول المجازر


 وأقول بنفسي كفى

قد أُحرِقَ كل شيء ! ..




تعاودني التساؤلات

والمكتبة العامة بغزة ..


لم تكن مفروشة أو مجددة 

لكن تتصل فيها عروقي وأيامي الجميلة !

؟

هل أُحرِقت كما الأطفال والنساء والشبان والشيوخ !!!



وأسكتُ في تناقض !

أصمتُ في قهر ... 






5|


أستعيد نبضي وأتجول بين ردهاتها ...

مكتبة بنها العامة ..

جميلة ... ضخمة .. قديمة ..


في محاذاة  كورنيش  النيل 

بالقرب من  بيتي الحالي .. 

مصرية بحتة  ... وبالطبع

 هادئة من الزوار ..

فالجيل الحديث لا يقوى على المكوث لقراءة كتاب !

،


وفي إلقاء ساخر أقول لخالد ...

أنيس منصور كتاب "كيمياء الفضيحة"


_وقعت يدي عليه ... لأتناوله 

وأخبره_

 بأننا سنعتبر المجتمع هوَ "الذباب "

والفضيحة هيَ الحلوى وهي القذارة !!!

أيُّ منهما ... !!


والذي يحاول أنيس توضيحه

أنّ الفضيحة تجذب هذيان المجتمعات !

وغالبا ما تتصدر الأخبار ويتم تداولها

،

أي أنه سرعان مايقف الذباب فوق تلكَ الحلوى ! أو القذارة !

وينهش لحمها إن صح التعبير 

أو لم يصح !


دعنا نتفق أن المجتمع هو الذباب بلا نقاش .....


وابتسمنا بسخرية شديدة 


،

ثم انتهى بنا المطاف بالحديث عن قصص الأطفال

!!



هل تعرف قصص المكتبة الخضراء ؟

_ياخالتي أنا بدرس طب ماتصغريني  ..

ولا قصص المكتبة الزرقاء  ..

_....!

_تبا لكم أيها الجيل الجديد ..

_  سدقيني ماعندي وقت ..

_بتكلم عن ٢٠ سنة قبل الآن

_كنت أكره المدرسة !

_لا أتكلم عن المدرسة 


،

_قهوتك خالتي .....!؟


وابتسمنا بسخرية ثانية !!!


،




6|

 

مزيج من المشاعر الغريب  

وضعني في سريري موضع الهائم ...

المتعب المرتاح المشتاق الكاره للواقع !

وكم أحتاج في هذه اللحظة 

لمحو ذاكرتي بأكملها  . .


بل كلنا نحتاج ذلك 

وكيف لنا أن نعيش بعد الآن ..

بهذه الذاكرة الثقيلة الملطّخة ...

ثقيلة ... 

ومُلطّخة ..

غائمة ...

مكسورة النفس ... مسروقة ..محروقة

مشوشة .. ممزقة ... ! 

مجبورة.. محطمة ..مُهاجرة ...


لحقتها اللعنة ...

لتصبح كما كّتِبت يوما ...


مذكرات مسافرة ..

لذاكرة مسافرة ،


تغني بشجن 

!


https://on.soundcloud.com/kttyu



"

حدثينا ....

،،

مالها الجدران خرسى!؟


هل ترى تجفو وتنسى !؟


غربة الأرواح أقسى 



!

 !!

ذكرينا 

!

جاوبينا 


!💔




!

!














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق