،
دخلا بصمت
مشيا بصمت ،
صعدا بصمت على السلم ..
جلسا بصمت على الكراسي ..
تبادلا النظرات ،
فتكلمت النظرات
وظل على الشفاه الصمت !
طلب المينيو أحدهما وهو يتحامل على الشفاه ويسرع نحو الصمت ..
نظرا لطلبين مختلفين جدا !
لأنهما مختلفين جدا _هكذا لاحظت_
فآثرا أن يأكلا نفس الطعام _هكذا أيضا لاحظت_
اختصار للوقت والكلام
وإيثارا للصمت !
تحدث الثاني بتحاملٍ على الشفاه ثم عم الصمت !
أكلا فكان لقرع الأدوات والصحون صوت عال يعلو كلما زاد الصمت !
شربا القهوة بصمت
ورحلا بصمت !!
ولم يصدر عنهما فعلا آخر ..
لا
شيء سوى صمت ليس فيه إيماءات ولا إشارات ولا حركات
ولا هما من الخرس ولا أي
دليل على تعاسة في الوجوه أو ضيق في الأموال أو أو أو !
بصمت لا يوحي بشيء دخلا وخرجا ،
فهل ياترى يكون الصمت
لغة التفاهم بينهم!
إن كان كذالك
فلا مشكلة بالعكس ليتهم يستضيفوني معهم مرة كل اسبوع فإني أشعر أحيانا أني أحتاج لساعات من الصمت
وأعتبر الصمت أرقى وأهم لغات الحوار .. وفناً جميلاً من فنون اليوغا !
وأما لو كان الصمت طريقة مهذبة لعدم وجود مفر من الحياة سوية لأنَّ الأوان قد فات أو لأي سببٍ آخر
وأنَّ اختصار الكلام كانَ بهدف تجنب الحديث ..فهذه مشكلة فظيعة لا أعرف كيف اتفق كلاهما على صياغتها !
وقبلا بها ومثلاها بإتقان ياللهول
إنهما أغرب من التساؤل ذاته !!
إني أتمنى أن أخرج مع زوجي بصمت لكن ذلك لم يحدث قط
وإني أكره أن يحدث
دائما فذلك أقرب للملل !!!
لكني إن تمنيت فسأتمنى أن نكون في دائرة الافتراض
الأول
؛
ثُم إني أدعو الله بحرارة
اللهم قنا الصمت
المؤدي ببطءٍ إلى الموت !!
!