الدنيا كنهاية الربيع
وبداية الصيف ،
الوقت بعد العشاء ،
شيئا ما استعدته للتو
يشبه الروح
نعم لقد عادت فيا الروح
وفتحت جفوني
لا أفهم ملابسات هذه المعجزة
ولن أتكلم فيها
ولن أصنع فنجان الشاي اليومي
سأبقى هنا " قلت بنفسي"
وأنتظر
ربما تكون أمي بمزاج جيد
ويدفعها حنان الأم الفطري أن تفكر فيّ
وتتكرم عليّ بفنجان المساء
صمتت ،
لأني احتجت للصمت !!
لم أتحرّك ولم أفكر بشيء آخر
فقط احتجت لسماع أغنية تعيد فيا النشاط
تبعثني للحياة مرة أخرى
فإن الصوت الجميل والموسيقى العذبة
يداويان الروح أحياناً
وأنا عليلة الروح دوماً
هكذا خُلقت بدون مبالغة
أحتاج للتمتع بالسمع والنظر
والترفيه عن الفؤاد باستمرار ،
وبشكل دائم غير منقطع
نظرت بغرفتي ملياً
رأيت الكمبيوتر بعيد عن متناول يدي
لقد شعرت بالضجر
لماذا لا أحرك سريري تحت الشباك
والمكتب أجعله قرب السرير لأتناول ما أريده عنه
عليّ تغيير هذا النظام ..
إن نظام الغرفة يدعو للملل والهروب
مع أن آية وريم ضجرا من كثرة التغيير
لكن لا يهم
مزاجي سيء !
لقد كرهت الجامعة وأنا طالبة جديدة
بسبب برووفيسورات الفيزيا المقززين
الذين لا يدرّسون شيئا البتة ،
عجبي
هل مجرد أن يصبح أحدهم دكتور بسيط في مادة من ٢٠٠ صفحة
يهمّش طلابه
ويُلقي بهم عرض الحائط
والكلمة الوحيدة التي يقولونها
اعتمدوا على أنفسكم "
ماذا لو أصبحت بروف أو عالم أيها الدوك "
ماذا ستفعل ساعتها
ورسالتك التي حملتها
"رسالة الدوكتورااة "
تحت أي عنوان ستكون
،
نزلت من السرير وأنا أتأفف
وجلست مقابل شاشة الكمبيوتر
فتحت منتدى الفيزيا التابع للجامعة
ربما أجد فيه ما يسرّي عني
سألعب الأقصر
نعم
وأسمع أنشودة ،
نعم
اسمعي أنشودة
_
وأجهز الشاي
نعم
_جهزي الشاي وخبزة ساخنة وشهية قبل
لا ،
!!!
ربما يأتي القلب الحنون
يدق الباب
ويهديكِ شيئا ما
نعم سأنتظر
نعم انتظري !!!
"حادثت نفسي "!!!
،
بدأ real player بالتشغيل
،
كما بدأ الساوند كلاود في هذ اللحظة من 2017
يعمل ،
وسمعت الكلمات الأولى
كما سمعتها منذ زمن
"ليلي مابنام ......"
https://soundcloud.com/zahraatamimi/3h6fbt4faq2n
،
وسقطت من يدي السنين
كأنها حفنة ماء
ذات مساء
طارت خلف طيور الماء !!!
بما فيها من ألم وسرور
من أشخاص وأحداثٍ وصور وعبر !!!
،
من يصدق
أنّ تسعة سنوات مرَّت
على "الصوت الجديد " !
عندما قدم عبد الفتاح عوينات
في أجمل وأنجح ألبوم له
"يامسافر عود"
،
يآااه ..
كم تصغر في عيني الأيام
حينَ يكبر بقلبي الحنين
تبدو لي الأغاني كالأشخاص
تبكيني وتُفرحني
تداويني وتؤلمني
تطيرُ بي وتهبط
تسيطر عليّ وتحررني
تتداخل معي وتتركني
وأشتاق وأنتظر وأهرب
عبرها
وأعود !!!
!
لقد تأكدت دوماً
أن أرض فلسطين جميلة
فأنا لم أرَ منها
سوى غزة ..
البقعة المكتظّة البائسة الجرداء ...
سوى من مباني تتطاول وتصعد في السماء
حتى السماء
يغطيها دخان الحروب
،
وكم ينشب فيا الشوق
مثلما تنشبُ النار في الأخشاب
أن أقف على سواحِل حيفا ويافا
أن أمشي في ظلال بساتين عسقلان والمجدل
أن أدخل شوارع القدس القديمة
أشم رائحتها وأبتاع ثوب تراث
ولوحة فنان
أن أصعد جبل عيبال
وأقطف أعواد الميرمية من سفوح الناصرة
،
تلك المشاهد أتوق إليها
مع أني لا أعرفها إلا في الصور
إن حنين مثلي للوطن
ليسَ غريبا
فكلمة وطن
ليست مجرد كلمة
إنها تتمدد
لتصبح مساحات وتاريخ
أجداد وآباء وسلالات
لغة
وهيئة وأصول
،
ترابه ليس مجرد تراب
ترابه احتواء
وسماؤه غطاء
،
وكل الأناشيد نقوش على جدرانه
وأمنيات ،
وكل الأشعار من أجلهِ ماءً
ودماء
لكنَّهُ في غُربة ...
ونحنُ على ضِفافِهِ ..غُرَباء !!!
https://soundcloud.com/islamictrack/myhoonrawabo
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق