الأحد، 5 فبراير 2017

عن ليلةِ أمس ! لمن هاجر 4" , !!



طار اليمام 
من حولي وغادر ،



سافرت يا يمام 
ولم نشرب القهوةَ معاً
أو على الأقل 
لم أناجيكَ صباحا وأنت تجولُ في السماء 
وتتجه غرباً


لم أحدّثك عن جميلةٍ مرّت قرب السحابة
تحمل بيدها بياضَ القلوب!
!

عن صيّادٍ جاء ليدفّئ البحر
عن أسراه !
وعن غرقاه !


بحر الشتاء الهائج
وعن جرحاه!! 

،

ولم أحكِ لكَ الحكاية 
عما دارَ بخُلدي ليلةَ أمس 
،

عندما نهض الصباح
ألهاني الحُلُم 
ولم نقل شيئا عن الرحيل 

!!

كنت أستلقي البارحة
قرب حبيبتي الصغيرة
وردتي التي ذبلت فجراً
ما من شيء حينها تبقى ليفرحني


كنتُ قد أطفأتُ التلفاز
متأثرة بكمية من الإرهاق والخوف
اللذان  تجسدا في أحداث الفيلم Prisoners 


تأملت الجدران 
والضوء الأحمرَ الخافت
دار برأسي ألف سؤال 
تعجبت لقسوة هذا العالم

تعجبت كما دوماً أتعجب 
وبنفس الطريقة !

لا أقوى على قتل نملة أحيانا

فكيف ياللهول
 يتم تعذيب وقتل الأطفال !!


هذه الكائنات الطرية البريئة 
الوديعة التي تنسى الإساءة بلحظة
وتبكي وتتألم بلحظة ،

تغفو بلحظة ،
وتصحو بلحظة

تحب الضحكات 
وتهرب من الأحزان 

دون أن تعرف كرهاً أو انتقام ،
،

لماذا يعشق العالم الخوف والقتل والدمار
ليت كل مانراه 
يكونُ خيالاً أو وهما


لكنه حقيقةً مُرة

شعَرَ بجنونِها وآلامها الفظيعة ضحايا كُثُر 
وحتى هاته اللحظة  
يصعدُ إلى  ذمة الله الكثير !!

ممن لا يعرف أحداً مصيراً لهم ولا قرار !


إن هذا اللهيب الذي يصعد نحو حلقي 
وأنا أتخيل كل المنكوبين ،
لا توضحه كتابة 
ولا تعبر عنه كلمات  



صمتُّ قليلا ً
أحاوِلُ النسيان 

أحاولُ أن أتحسس وجه طفلتي 
البريء المُتعب 
وأرفعُ أحمال الخلق 
إلى خالِق الخلق 

أحاول أن أهدأ وأفكر بالدنيا الجميلة 
وإذ بصوتٍ بعيد  
به هيبةٍ ما ...

 سَرَى إلى مسمعي فجأة
لحناً يشبه  الموت البطئ
الذي لا يأت !

يشبهُ اللحظةَ الأخيرة
والدمعةَ الأكيدة  

إنه ...
يجسّد الكفَّ الجميل

عندما يغادِرُ الكف الجميل

في اللقاء الأخير ،

وهما لا يعرفان

أنه قد كانَ 
اللقاءَ الأخير !!!




لقد كانت هذه ليلتي المرّة
لأتوقف عن الكلام 
وحتى ألقي السلام 
على يمامٍ
عرفَ شيئاً ولم يقله ...

على  يمامٍ
سمعَ شيئا ولم يقله ! 
،
عن كلّ ما حلّق في السماء 
سوى الدُّخانُ والرصاص !!!!!

https://soundcloud.com/sedqi8/8mirq7sgnyms

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق