الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

مئة عام من العزلة !!!

 


في الصباح ... تتسلق العزلة .. 

فوق شباكي  ..

بعد أن تطير العصافير ..

وتعطيني عيونهم البريئة ..

ألف عام من طفولتي ..

وألف عامٍ من ذكرياتي أنا ..

لله وبالمناسبة !؟


كيف لعيون أولادي أن تصيرَ بحراً من الجنون 

جنون الإبتسامات .. 

وجنون الحكايات الناعمة ..

وجنون البراءة الساحرة ..

هاتوا أيها الصغار ... أيامكم الصغيرة 

أجدلها لكي لا تتبعثر .. 

كما تبعثرت أيامي 

هاتوا حكاياتكم الخضراء ..

أحفظها في شَعري وفي شعري 

وفي متاهاتي لكي لا تضيع ..

أحفظها كي لا تتيبّس بعيداً في خريفّ ما ..

أحفظها من التوقف عن المسير 

 كما يتوقف دوما نمو الحكايةِ عند أمكم ..

وتروحُ لتستخرج آمالاً مما حفظت ...

وتروحُ لتتبخر في حكاياتٍ أخرى !!!

..



أيها الصغار ستكبرون ..

وتقرؤون آمالي .. 

وصباحاتي .. وأمسياتي .. وتقرؤون أنفسكم هنا ..

في هذه المرآة ِ الواسعة مثل بحر ...


..

هل تعرفون أكثر عن صباح أمكم ..!؟

قرية حالمة ..

... وراديو قديم ومطبخ ..

وآيات .. وثوبكم المغسول تطويه ..

ومشط الشعر تقبله قبل أن تخلصه من شعركم الجميل ..

أحذيتكم تتقابل مثلما تتقابل أقدامكم مثلما تتقابل أيديكم كلكم سواء ... !!!

تترتّبون أمامي .. مثل ضمة ورد تعطيني الأمل ... 

وأمضي الوقت .. في تحضير الحياة لكم ....

أحضر  كل أشيائكم حتى تعودون !

كل أشيائكم سواء .. ..

كلها جميلة ... ،

كلها أقبلها .. كلها أفديها ...!!


صباح أمكم عميق ... كله لكم ..ولها القليل ...

لها صورة في المنفى .. وأسرار تدفنها !

وتقول .. أنتم أغلى من المنفى ..

وأغلى من الأيام ...


،،/

/

في صباحي تتسلق العزلة

على شباكي المُسيج ..

ويكاد السياج يمر بي ..

لكنني أنجو ..

 وأتمسك بشمس تشرين 

وخيوطها الحالمة ....

فأمشي خلفها في الشوارع الصماء ..

في المدينة التي حل بها اليأس 

وعمت الفوضى ..

متى تضحك .. هذه الوجوه الرمادية. .

أمشي وأسأل !

متى يضحك هذا الرماد ..!


متى يبتسم التجار  والعابرون بعرباتهم 

نواصي الطرق ... قبل أن تغرمهم شرطة المدينة ..

!!

المدينة التي فتتها اليأس وعمت بها الفوضى ..

متى يبتسم الفقراء والمنكوبون بعد الحروب ..

والصغار الذين لا يستطيعون توفير كراس المدرسة !

وكل المتحسرين والشباب العاطلين عن العمل

والشابات اللواتي لم يتزوجن إلى متى يحلمن !!

!!

إن رأيت فيهم من يبتسم ..

أعرف أنه يجتر الضحكة ... من مخزون قديم 

احتياطي  تبقى ... من زمن ٍكان أفضل  !!


'/

وأتبع خيوط الشمس ..!!

وأي لون أخضر ... أي غصن أخضر  أتبعه !

وأقول في نفسي 

لن نبتسم .. ومازال ورد الشارع يُقطع !

والفسائل الصغيرة نكسرها ! 


لله يامدينة ..

يا أيها الأحياء والأموات 

لماذا تكسرون فروع الشجر .. !

يا بهائم تسير .. !!! يا بشر !!!!


..



واطلب علكة لأهدأ

وأهدأ !!!!

وأروح  أبحث عن كتاب في قرطبة 

أندلسٌ صغيرة 

وقرطبة نائمة ..

ولما نهضت ...لم أفلح في صداقتها ..

ورددت الكتب لها بلا تذمر ..

...

وعدت أتسلل في الظهيرة ..

من الظهيرة ...



وهو صباحي في المساء 

قليلا من وحشتي 

الآن قبل أن أغفو ..

أتناول غيبوبتي

وفنجان الأعشاب الساخن ..


وقطفة من عُزلتي ...


التي تسلقت شبابيكي مثل الشجر 

ومرتاحة فيها ...


مرتاحة من مطر القلب ومع غيمتي ..

 !!!

مرتاحة ٌ.. 


في ألفِ عامٍ من عزلتي 

..




















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق