الثلاثاء، 18 يناير 2022

أيام من كانون ثانِ

 


هنا الجريمة ..!!

رواية ثائرة لنجيب محفوظ أتخلص بها من ملل الخطابات والتحليلات النفسية لدستويفسكي ..

حتما كان عليّ أن أفكر بالراحة قليلا وقد نسيت طعم النوم في الليالي الماضية ..

عندئذٍ  ...يالقسوة الليل ..

إن وجد مني ساعة واحدة من الفراغ 

ينقض عليّ مثل وحش وجد فريسته السائغة 


لذلك فأنا أجد أن هدفي الأول أن يكتظ وقتي بالمسؤوليات لا أن يمتلئ فقط ... 

أقول ذلك وأنا أجلس الآن في نزهة الوقت المخصص للكتابة وكنت قد رأيت بنت أختي الصغيرة رؤية خاطفة جدا وفي هذه المدة الخاطفة جدا فرغت رفوف كاملة من محتوياتها في المطبخ وشَرَعت تجعل منها ألعاب ومأكولات .. قفز لذهني منظر أطفالي قبل سنين وهم يجعلون من كل ما حولهم وتحتهم وفوقهم وما في الأرفف والدواليب ألعاب ومأكولات !!!    ...

وقلت الحمدلله !!


 2|


اآهٍ  وكفى ... 

لا أعرف مم ... لكن بي الكثير مما لا أعرف حقا !!

لقد أصبحت أمام نفسي أشعر بأني لغز ....

بأني في طريقي لأصبح آلة !!



3|

مر أسبوع ... أرخت الغيوم فيه حمولتها الكاملة .. وأفرغت ما في بطنها من ماء ... !!

منه ثلاثة أيام لم يهدأ صوت المطر خلف شباكي ..

وكانت الزخات تملأ يومي تحمساً وتفاؤلا  تارةً.. لأطبخ وأرتب وأقوم بوظائف الأطفال المصابين بالبرد وبواجبات المدارس !!وأتجاوز كل صعوبات أواجهها وأخرج وأتخذ من تصويري لقطات للذكرى .. !!


وتارةً أخرى .. أستلقي في اكتئاب وأنا أنظر للساعات تمضي ولا أفعل شيء سوى تناول السوائل الساخنة والحديث مع أبنائي تحت جبل من الملابس والأغطية وتلك السماعة في أذني أقلب عليها ما أسمعه في ملل مرة وفي حزن مرة وفي شوق مرات !!!...

ثم أنظر للساعة مرة أخرى  وأسأل أبنائي في سخرية 

أحب المطر يا أولاد ولكن ساعة كم ستطلع الشمس ؟ لن يجف الغسيل !!!


///

!!!

تلك الزخات نفسها  تعبئ ليلي بالوحشة والبرد ... وبأغاني خوليو الذي أدمنته أخيرا !!

..تلك الزخات سهام بطيئة ... تعرف طريقها إلى أين تماما ً ...



4|


الإثنين صباحاً صقيع الفجر  ينخر اللحم والعظم على سواء 

فقط لو بقيت في فراشي سأتنفس جيدا .. 

عليّ إذن بالتحرك سريعا لأدفأ .. أو سأتنفس بصعوبة باقي اليوم ارتفع النهار ..

وحضور الشمس كان الأقوى ..

هاهي العروس تلمع في قلب السماء مثل جوهرة عثرت عليها بعد أن ضاعت مني ...

بل منا جميعا... !!!


5|

تلألأت أطراف الفنجان الزجاجي تحت أشعة الشمس والسجادة الخضراء غمرتني كأني في حقل أخضر تحت السماء مباشرة والأشعة تمر فوقي بعدما بللني المطر ..

تعممني فيعم في جسدي الدفأ من رأسي حتى القدم ..

وتلك الدقائق القليلة التي أشرب فيها فنجان القهوة الحاني ... تعطيني أمل ليوم أفضل ... وتعطيني لمسات وقبل أبنائي الأحباء !!!

لقد توقف بي الزمن لحظة وأنا أذكر الليل ..كنت قد قلّبت في مسلسل مصري قديم _وكم بي حنين لكل ماهو قديم_ مسلسل هي والمستحيل ...

ما أشد رقة صفاء فيه .. وما أدفأ كل كلمة تنطقها ..

تلك الأنوثة الحالمة التي تعتريني وتعصف بي .. لا يعبث بها سوى صفاء أبو السعود ونجلاء فتحي في صغرهما ..

ولا أكاد أستطيع أن أفارق مشهد لهما في فيلم أو مسلسل ... !

بل ماهذه البساطة والرقيّ القديم ...

في النظرة والكلمة في الثياب وفي الأثاث ..

كأنهم يتنقلون في دنيا غير دنيانا 

شوارعهم فيها الحنين والحب القهاوي والحقول والبحر / بيوتهم/ لقاءاتهم/  حتى خصامهم !!!

أتنهد الآن كأني أقول 

حسرةعلى هكذا جيل وهكذا ثقافة !!

//


!!




6|



اليوم ..

 لا أفهم مابي ....

أحتاج الهدوء  وأحاول

وقد حل المساء وأنا مضطربة ..

يخفف عني  أغنية أحبها ... 

يقول فيما يقول منها ..


Walking to find that way of peace of mind

!!!!

!!


راحة البال وما أدراك !!!

ذاهبة للمدرسة !!!!















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق