الأحد، 5 مايو 2024

شجرة سرو صغيرة | 2 ~

 


بطيئا احترَقْت ...

عندما احترقت المدينة ..

،

بطيئا ً  هوَ وعيي الآن !

بطيئا .. شعوري بكل شيء ..

وبأحب الأشياء .. !


 استيعابي / ابتسامي / تقبُّلي /.. تأقلُمي .. 

تنفُّسي / نومي /حضوري ..  بطىء !

،


وما أسرع الدموع ! 

...

بكيْت .. بكيْت ......

...

بكيتُك غزة ... ونُفيت ..

بكيتُك حينَ خرجتُ منكِ قهراً

منذ انتُزِعتُ ...

 مذ ضممتُ مفتاح بيتي بشدة .. 

وجرحتُ قلبي ومضيت ! ..

وانطفأ المشهد ..

وذهبت من المجهولِ للمجهول 

دونَ أن أدري

..


ها هيَ الخيام بينَ ناظريّ ..

وأنا فيها  مع دفترٍ فارغٍ وحطام ..!

هوَ مشهدي الأخير وأنا لا أعرف من أودّع ..

ومن أبكي بعد الآن !


تقطعت المدينة إرباً .. 

هُشّمت وشبت فيها أحقاد الظلام  ..

أرى المشاهد ..

والدموعُ تطوف مع الذكريات ..

أينَ الطرقات  والأرصفة 

أين البيوت والأبنية  ..

 أين أعمدة النور ، الأسواق ، الأبراج ، المشافي  والمقاهي ، المدارس أين اليافطات الملونة ،

 والأنوار المضيئة بكل ليلة ..

 وأين أهلُ المدينة الطيبين !

أينَ جيراني ، وبيتي ؟!!!

بيتي المُحلّى باللطافة .. 

وبياضُ الروح والسُّكر ..

أينَ شروق الشمس الشهي ..والعنبر !

كتبي  ومكتبتي ، كتاباتي !

منذ الصغر ، ولوحاتي ، 

أدواتي الصغيرة وألواني ..

مطبخي الهادئ وصوتُ الإذاعة الرفيق ..

،

أشيائي التي لا تحصى 

وألعاب أولادي ...  والفرحةُ والصور ...

كلّه رماد ...

 ذكرى تقضُّ مضجعي 

وأحلامٌ انقضت ...،

،


نحو خانيونس توجهت عيوني 

وقلبي حنّ لأول لحنٍ ذبتُ فيه ..

 معشوقتي الأولى .. 

 طفولتي ورائحة الصغر ،

ملاذي أنتِ يا أبية

يا قلعتي العتية ..

 يا وردتي القديمة ..

فيكِ ازدهرت .. ولعبت وأحببت ...

فيكِ رائحتي الأولى .. ومكتبتي الغالية

وذكرياتٌ ذكريات ...

وأنتِ خليطاً لا أفهمه يا حبيبتي 

غنّيتُ وغنّيت ..

فيكِ كثيراً ... واحتميت 

وكنتِ عتيّة الشموخ  ، عنيدة القتال ..

رجالك جبالٌ وحديد ...

 لذتُ إليك شهرين ...

قبل أن يقرر العالم أجمع أن يحرق كل مافيكِ ..

غيظا ً وفجورا ...

فزِعت ظهراً على دويّ الرعود .. ليهدموكِ

آهٍ كم أنا شريدة ..

كم أنا شريدة يا خان يونس ..

وكم أنا بعدك وحيدة .. 

لا أملك هوية !






.....................................................يتبع !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق