عيدٌ بأي حالٍ عُدت ياعيدُ
بأمرٍ مضى أم بأمرٍ فيكَ تجديدُ
/
آه
كلما شعرتُ بالعيدِ يقترب
لاحت أمامَ ناظِريّ صور المسلمين ومآسيهم ..
في سورية في العراق في مصر في أفغانستان
في السودان في بورما في الشيشان في البوسنة والهرسك وفي كل مكان مغيب عنا قصدا وعن عمد لتسهيل نظرية الذبح على الهوية ،
وطبعاً رأيت _القدس_ في عيني
دمعة في العين وفي البال !
!
إني كلما تراءى لي كل هؤلاء
تحشرج الغيظُ في صدري و تحشرج الدمعُ في عيني
وكدتُّ أختَنِق ببطىْ
..
ما أصعب هذا الشعور
" القهر "
إنه يدفن أي بوادر بداخلي للإحساس بالعيد
لو تأملنا جيداً حالنا .. لبكينا بدل الدمع دماء
..
لا أقصد قتل الفرحة بالعيد
لكننا لاهون
والله لاهون
قُتِل الإحساسُ فينا
إنتهى العصر الذي كنا نحترق فيه من أجل بعضنا
ربما ذُبِح كما يذبح أي طفل_إنه تشبيه صعب لأصحاب الأفئدة_ لكنّه ذُبِح وانتهى الموضوع!
ماذا عن المعتقلات
ومايجري بها
إنهم يتمنون الموت ولا يجدوه ..
ماذا عما يحدث في سورية .. إنه قصة تحصِر بداخلها كل الآلام وكل المواجع وكل المآسي !
ياللهول .. إنها أرقام لا تحصى .. وأعداد لا تنتهي !
ماذا عن الجوعى والمضطهدين والفقراء والبؤساء حتى من غير المسلمين في هذه الدنيا الماجِنة
ماذا عن الذبح على الهوية بالنسبة للمسلمين وحرقهم أحياء وإبادة مدن بأكملها في بورما
هل وقف أحد يتأمل
ماذا عن قصص الاغتصاب للفتيات المسلمات ومساومتهن على رغيف الخبز في البوسنة ؟
ماذا عن وعن وعن وعن ............
هل بعث أحد فينا برقية تعزية _على الأقل_ للإسلام لموت معتنقيه !
هل شعر أحد بهم ؟
هل فكر أحد فيهم ؟
لقد أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لاحياةَ لمن تُنادي
ولو نارا نفختُ بها أضاءت .. ولكن كنت تنفخ في رمادِ
..!!!!
الآن انتهى الزمان وصرنا غثاء كغثاء السيل
أعداد لا تنتهي لكنها فقط تفرح بمظهر الإسلام ولا تفقه شيء عن مخبره
الآن مئات الآلاف تؤدي فريضة الحج
نعم هي فريضة ولكن .......... الكل يؤدي فريضة الصلاة والصيام والزكاة
الجميع يعتقد أنهم حماة الإسلام
ولكن أين هو الإسلام ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وأين هم هؤلاء الحماة
تجدهم يصلون وعقولهم مشغولة في الآي فون والآي باد والفيس بوك
يصومون ولا يعرفون أي أدب من آداب الصيام
يزكون فقط ليراؤون
وحتى الحج . . _ إن أخلص بعضهم فيه _ يعود إلى بيتِه لم يتغير في سلوكه شيء وكأنه قضى نزهة بعد شوق ثم عاد إلى بيته لينام !!!
...!!
طبعا إلا من رحم ربي
،
إني لو جئت أشرح ما بنفسي الآن
لن أجد ما أقول
نحن نمارس حياتنا بطريقة خاطئة
التربية فيها خاطئة التفكير التطبيق التنفيذ
...
كرهت الإطالة
!!!
فقط وباختصار ..
هذه الأعياد في هذا الزمان لم نعد نستحقها
.. ولو استحقها البعض
فهم أولئكَ البؤساء فقط !!!
وحينَها فإن الأعياد نفسها لا تستحق الفرح !!
!
دلال محمد ///