الهواء يحرك الغصن الناشف ...
وبقايا الرماد في حكايتي !
يحملها بعيدا .... لتجد مكانها بين القلوب المتعثرة ...
بعيدا مع صدى سيناترا وخوري ..
..
يهون عليّ الإيمان ...
وأن آيات الله تشفع لي في سجلات القلوب !
أما هذا الورق المخضر الباقي ...فهو مُصَنّع بلا رئة ..!
لقد مر تشرين ... وتخلى الغصن عن وردته ...!
فمات الورق الأخضر !
ثم احترقت هذه الدنيا الصغيرة ..
التي كانت جنة في حوض !
لو أن هذا الغصن لم يكن غبياً .. واستدرك أموره المهترئة
لما ماتت وردته ..
ولما انتهت هذه القصة بالاحتراق ..
ذهبت كل الأوراق
في مهب الريح الآن .. وبقيَ الهُزال
مُعلنا عن عهد جميل انتهى ..
..
أيها الهُزال ..
أنت أنا ... وفنجان قهوة
كلنا في الهواء العليل ..
المخصص لنا فقط ...
أمامي الآن صحن مستطيل طُبع عليه أشكال رسم فنتازي
لمدينة عصرية تشبه جزيرة في بحر ..
أخالها البندقية الساحرة .. ويستهويني ذلك
وأرى فنجاني هذا تمثال سكني ضخم !
يشبه مِعمار يثبت هذه الجزر كما تثبّت الجبال الأرض ،
ويظللها كما تظلل الأشجار الوارفة مساحات الشمس !
ويستهويني ذلك أكثر يدفعني لعرض أفكاري على منفذ تصميمي ..
وأذهب لأتمنى أنّ زها حديد مازالت تتنفس .. لأكلمها بشأن ذلك ..
ولكن كيف سأكلمها ..هل سأذهب في رحلة أم سأراسلها أو سأتصل مباشرة أم .....
لكنها ماتت وعليّ التوقف !
ماهذا الجنون !!
كفى
وتوقفت وصمتت ..
وهذا ما تفعله بي استراحة في المنفى !!!!
...
ثم هدأ الكلام الصامت !! ..
تسلل لمسمعي موسيقى " يوم اللي مشي"
فغاضت عيوني في صمت أكبر ... وأغمضت كالمُبتَهِل ..!
لا أريد العودة للوراء
لقد كان لي الكثير ونفذ ! ..!!!
ما يعبٍئ قلبي الآن هو أول قطعة قراءة بصوت صغيرتي ..
... وأول غفوة لرأسي فوق كتاب منذ سنين!!!
!
ومازلت مسافرة بعيدا عن المساكن وأرتاد البحر ..
لقد مر تشرين ومازلت أرتاد الرحيل ...!!
ومازلت أقف قرب الشبابيك .. أستقبل رحلات النسيم
وأكون في الانتظار !
لا أعرف بانتظار من غير أبنائي ...
أنا فقط مسافرة في طور الإنتظار !!!!
ولقد مر تشرين مع صدى سيناترا
والأوراق التي ذهبت .....
في مهب الريح
!!!!