كَبُرتِ يا أختي الصغيرة
المُدلّلة ...
والعنيدة ...
وبدأتِ ..
رحلةَ العِشرين
،
وصَغُرَتْ هذهَِ الدنيا بعينيكِ
وأنتِ ..
ما زلتِ تكبُرين ...
صرتِ كالوردِ الرّبيعيّ
وتضوَّعتِ ..
مثل عطور تِشرين
وأنتِ كُلما كَبُرتِ في العمرِ عام
صغُرتِ
في ناظِريَّ سنين
...
بعدد الأعوامِ تعودينَ طِفلة
وأراكِ تُبدّلينَ
أثوابَكِ الحلوة ,
وفي أغاني الطفولةِ تمرحين
،
يا أختي الحبيبة هل تدرين
بما يجولُ بِخاطري
في الساعة الألف بعد حنين ؟..
أن نعودُ سوياً ثلاثة ..
نمضي كل العمر في العشرين
نحتفِلُ عصراً بالشمس
وبالبدرِ نسهر مُتأمّلين ..
نحتَفِل بتحريك سريري
تحت الشباك قرب الحائط ..
على الشمالِ أو اليمين
....
أو نحتَفِل بعودة الصيف
أو بأثير إذاعة ..!
نحتفل .. بنِقاشٍ ما
بتَفتُّحِ جوريةٍ زرعناها معاً
أو ربما بالبحرِ
إذ يجرفنا بالحنين ..
لو كانَ ...!
لـ هَانت كلُّ الأوجاعِ وانطَمرت
وكَبُرَت هاتهِ الدنيا وما صَغُرتِ
وما زلتِ أنتِ فيها
تمرحين ..
...
ولكن تمرّ الأيامُ لا تسأل
مابنا ؟ بمَ نحلم
تمرُّ ..
ونحنُ منها مُسافرين
!
فاكبُري كما شئتِ
ستَبقيْ في عيوني مُزهِرةً
مثل ورد الياسمين
،
واقطَعي شوطاً طيباً
في الخير
والحُب .. والإحسان
وتقرّبي دوماً لرب العالمين
..
تفاءلي خيراً
بإذن الله يأتي ..
وتحرري من قيود الدنيا في حدود الدين
أمنياتي بأيامٍ مديدة
طويلةً ....
..... وسعيدة
تعيشينَ فيها راحةً
في كل حين
..
كل عامٍ وأنتِ جميلة
كل عامٍ وأنت بخير
كل يومٍ وأنت في "الهنا" ...
تنعُمين
،/
...