الاثنين، 16 فبراير 2015

من كِتاب " النظرات " ،



......

ولا أزالُ أذكر حتى الساعة أنني مررت بأحد شوارع القاهرة من بضع سنين  ..فرأيتُ في مكان واحد منه منظرين مختلفين 
رأيتُ غلاماً من الوارِثين جالِساً بإحدى الحاناتِ يمرح في نَعمائهِ وآخر من المُتَشردين نائماً تحتَ الرصيف على مقربة منه يضطرب في بأسائهِ ، أما الأول فقد كانَ جالِساً بينَ مائدَتيَّ شراب وقِمار تسلب الأولى عقله والأخرى مالَه، وقد أحاطَ بهِ جماعة من الخُلَعاء الماكِرين يلعبون بعقله لعب الغلمان بالكرة في ميدانها يضحكون لِنكاتِه ويؤمنون على أقوالِه ويصدّقون أكاذيبَه 
ويتحركون بحركته ويسكنون بسكونه وهو يقهقه بينَهم قهقهة المجانين ، ويصيح صياحَ الثعالب وأما الثاني فقد كانَ عارِياً إلا قليلاً يفتح إحدى عينيه من حين إلى حين كلما رنّت في أذنه ضحكات هؤلاء السكارى وضوضائهم ويضم ركبتيهِ إلى صدره كلما أحس صوتَ مركبة مارة بِجانِبه وقد يبسط كفه أحياناً وهو مغتص إن خيل إليهِ أن يداً تمتد إليهِ بالإحسان , ولا يد هُناك ولا إحسان !!!!!
......... إلى آخِرِها
،




" الناشىء الفقير " 
من رواية "النظرات" متعددة القصص ...
للأديب النابغة | مصطفى لطفي المنفلوطي |
قرأت له ترجمة رواية "بول وفرجيني"  
و"ماجدولين" أو "على ظلال الزيزفون "
وترجمة الرواية المُذهِلة  "الشاعر" أو "سيرانو دي برجراك"
وجزء من قصص كتاب "العَبرات "
وجزء من رواية " في سبيل التاج"
،
لِكِتاباته أسلوب أدبي مشوق وراقِ 
وفيهِ نقد بناء وإيجابي 
 لغته الفصحى عميقة أصيلة وقوية ،
وفي كتابه النظرات  ...
بلاغة لا تُهزَم
،



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق