السبت، 31 يناير 2015

أواخِر كانون ثانِ ~



مرّةً أخرى نجتَمع مثل غيوم تجتمع في الشتاء ساعةً ثم تختفي تاركةً أثراً غير مفهوم  كرائحة الأرض بعد المطر أو كشكل الزرع إذا أينَع 
أختي وأولادها : دانا في الصف التاسع/ ندا في الصف السابع /خالد في السادس/ هيا في الثاني /زينة وبشير 
أختي ريم وأنا ....
قررنا أخيراً أن ننطلق في رحلتنا المُعتادة .....
....
على طريق البحر تغيّبت عن الوعي تقريباً من شدة ما -سرحت-!!! 
بماذا -أسرح- وأينَ أضيع ؟!!
في المساحات /في الأماكن
وأغرق في البحر أغرق في السماء
 أغرق في الدنيا الواسِعة وأتغيّب بالفِعل! 
حتى حسِبت أن الشمس عندما تخفّت تحت الغيم أنها القمر وأني وحيدة في الليل وقد توحّد تفكيري مع نفسي !!! 
 شد انتِباهي صوتاً ما في الراديو لم يَرُق لي فتنبّهت
وطلبت من السائق تغييره واستَفقت ...
 لأبدأ اليوم الأول :
_كيفِك يا أمي يعطيكِ العافية 
_الحمد لله أهلا حظكم جيد الكهربا من شوية إجت 
_ي  آية أنتِ مُحترِفة نوم أليسَ كذلك ؟!!! 
_اتركيها تنام كانت عندي من يومين هل نسيتِ !أمضت الليل بطوله في العمل !! قالت أختي ..
_آه ولنفس السبب امتَلأ الفيس بوك صور للبيتزا والمعجنات والحلويات والسمر حتى آخر الليل !
_سدئيني خلينالك بس طلع أليل واضطرينا ناكله " قالت ندا بِ رِقَّة ....
_ أوو ... ما هذا الإيثار؟أبكيتيني !! 
تسامرنا ..
ثم هبط الليل مُسرِعاً يتنافَس مع ضَحِكات الأطفال واجتماعاتِهم مُتخَطياً الوقت الجميل بصحبة عمتي وبنات عمي ماراً بمواضيع تلاحَقت في سِباقِ الأفواه المُشرعة على كل ما يخطر بِبالِهن وخيالهن وبأسلوبِهن .....
بعد أن التَقطت صوراً رائعة لحفلة العشاء بالبَطاطس والبيض 
وعندما -خلص الحكي- وغادر الضيوف عاد كل طفل لصاحِبه وحلق مع -شلة في عمره- حول آي باد أو جوال أو كمبيوتر
 فهنا خالد وأحمد يلعبان آتاري على اللاب ..
وهناك أختي وإبراهيم وأحمد على آيباد آخر ..
ووحدها دانا تحملق في آيبادها !!
 ويبدو أن ندى تخلت عن جوالها لأحدهم وجلست معي ومع آية لنلعب الشدة !!
وهكذا إلى أن جف نهر الشغف لللعِب عندهم وتسلل إلى أجفانِهم النعاس ومع أني قلِقت بشأن سما إلا أني عدت مطمئنة 
 وغطيت الشباب الصغار 
وأغلقت الباب عليهم وعلى ذلك اليوم بِسلام  ....
/
اليوم الثاني :
جهزت لنا أمي المفتول -تسلم إيدك يما- ما هَنِأت أبداً ولا حتى من أكلي الذي أصنَعه بيدي إلا بطعامٍ تصنَعيهِ أنتِ بِنَفَسِكْ أنتِ ومن يديكِ أنتِ ......
لكن كانَ عليّ أن أطبخ الشاي عربون محبة وتواضع من أجل الجميع !!
زرنا عمي عصراً وعدنا للبيت كنا بانتِظار أختنا الكبيرة وعندما وصلت حدث ما لم يحدث من قبل!!! 
اندفع أولادها نحونا يمرحون بجوالاتهم الجديدة خالد ومحمد وربا لقد -شرت لهم- ج ج جو.......آآت!
وما إن رآهم أولاد أخوالهم وخالتهم حتى عمّ الهَرَج وانبرى كل واحد منهم ينقل رقم جوال الآخر ويتعرّف كل منهم على جوال الثاني _مااسم جوالك؟/ بكم شريته؟ /متى شريته؟/
 خليني أشوف صورة مين أحلى؟ صورة جوالي أحسن /
جوالي أغلى /أنا معي آيباد بديش جوال!!/ أشوف البرامج عندك ما هذا الكافَر؟/ عملت واتس ولا لسا ؟/ ليش م ضفتني ليش م رنيتي ليش مقلتيلي !!!!! وووووووووووووو!!!!!!!!!!
آه راآآآسي دمرتنا التكنولوجيا واللي كان كان !!!!
تبا لك أوقعته مني امبارح ماما شرتلي ياآههه.....
 والآن هيا اخرجوا الجميع برا !!!!!!
أين َ أنتِ يا أختنا الكبيرة ؟؟؟!
نص ساعة أذهب عند إيمان وأعود!!! 
خالد وأحمد نريد سانويشات أوك ......
ثم عادت وتبعتها عمتي !
وأكلنا وتسامرنا حد الشبع , وقبل أن نقول تصبحون على خير  تذكرنا الصور الفوتوغرافية !!!!
وأحضرت أمي كل الصور~
 يآه كم أنا جميلة بهذه التمشيطة 
_أنا أجمل /_أنا أحلى /_كلكم حلوين ~ّ
لكني التقطت كل الصور لأحفظها وأقفلت الكاميرا
وأُقفِل َ معها اليوم بقرب 
ندا ورُبا ......

/
اليوم الثالث :

سافرنا شمالاً بعد العصر 
نحو بيت أهلي الكبير ,
حيث أقام إخوتي حفل عشاء وشواء فاخر 
انتهت تلكَ الحفلة بصورة جماعية رائعة وانتهى ذلكَ اليوم وسط ضَحِكات محمد ودانا وندا وخراريف أية وآيات وقصة جبل العجائب التي قصصتها لهم ولم أُكمِلها .........
....
وفي الصباح ربطنا أمتِعتنا وشربنا الشاي في جماعة 
ثم دلفنا عائِدين .....

وهآ نحنُ نمرُّ في الأيام 
مثل الكلام العابِرِ في السطور ..
نغِيبُ قليلاً وتعلمنا هذي الحياةُ كثير .. 
وحينَ نجتمع تلوحُ لنا
 في الذكرياتِ قصور .. 
لمن تركناها لماذا ...
 لماذا لانعود 
لماذا لا نبقى
             صِغار .....
......,,
,,
,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق