ما أروع أن يكوّن الإنسان لنفسه برجا من الاستغناء
برج يصعد فيه... لا يهبط أبدا
يرقى فيه... لا يُذَل فيه أبدا
يتوحد فيه مع ذاته.. ويهنأ بذلك التوحد
برج الاستغناء عن البشر... والابتعاد عن الناس
يتعلق فيه فقط بالمعبود... بالذي خلق البشر...
وخلق الناس... وخلق الكون...
ويقضي أوقاته في التأمل والقراءة وممارسة نشاطات يحبها...
مع أبنائة تارة... ومع نفسه تارة
مع التلفاز ربما..
ومع الراديو..
في رياضة مرة... وفي رسم مرة...
وفي أشغال البيت...
في أشغال هذا البرج الذي لو بحثنا فيه...
ربما لن نمل سوى قليلا
...
هكذا يفعل هذا الحجر بي...
في هذا العزل المنزلي الذي سببه فايرس لا أعتقد بأنه مدمر.....
قرأت القرآن وأشركت أولادي
قرأت من كتب متنوعة وأشركت أولادي
قرأت من قصص الأطفال
وأشركت أولادي ..
شاهدت كرتون الأطفال مع أولادي
وشاهد أولادي أفلام معي....
وحضرنا الكيك معا..
وحضرنا الطعام معا..
ونظفنا كل شيء معا..
ورتبنا كل شيء معا
واحتفلوا بي يوم ميلادي من الصباح
وصففوا معي باقة الورد وغنوا لي وقبّلوني
...
لقد فعلنا كل التفاصيل معا
..
ماذا تبقى....
هل أصبت في كل شيء
ربما أصبت وربما أخطأت
روحي عليلة...
لكنها وإن كانت تحيا مع روحها من بعيد
فهي إلى حد ما هانئة مرتاحة...
مكتفية بها.... مطمئنة
...
لقد نام أبنائي بعدما صنعنا دوناتس معا!
ورافقتني تالين إلى الآن..
وها نحن...
سننام معا
......
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق